أبدى رئيس حكومة مليلية، إدواردو دي كاسترو، بأن المغرب "يراوغ" إسبانيا من أجل عدم إتمام الاتفاق المبرم بين البلدين شهر أبريل الماضي، والقاضي بعودة النشاط التجاري إلى مدينتي سبتة ومليلية من خلال إنشاء مكاتب للجمارك التجارية، معتبرا أن الأمر يرتبط برغبة الرباط في التركيز على تنمية أقاليمها الشمالية والترويج لها لذلك فإنها لا تقدم لمدريد أي موعد محتمل لعودة الجمارك التجارية. وقال دي كاسترو في تصريحات تزامنت مع مرور 4 سنوات على إغلاق الحدود التجارية بين الناظور ومليلية بقرار مغربي، إنه لا يتوفر على أي معلومات رسمية بخصوص عودة المكتب الجمركي التجاري إلى المعبر، لكنه يعتقد أن الأمر يتعلق بتأخر في تحديد الموعد من لدن المغرب، معتبرا أن الرباط "تبحث عن أعذار" لعدم الالتزام بما اتفقت عليه مع إسبانيا بهذا الخصوص. وأوضح رئيس المدينة المتمتعة بحكم ذاتي في تصريحات لصحيفة "إل كونفيدينثيال"، إن المغرب "يضع نفسه في مكانة مرتفعة، ومسؤولوه ليسوا مستعجلين على عودة الجمارك التجارية، وفي المقابل فإن هدفهم هو الترويج للجزء الشمالي من بلادهم ولا اهتمام لديهم بمليلية"، مرتكزة على تصريحات سابقة أدلى بها المدير العام للجمارك، نبيل الأخضر لمجلة "تيل كيل" والتي نفى فيها رغبة المغرب المضي قدما في هذه الخطوة. وأورد دي كاسترو أن مليلية يجب أن تتجه شمالا نحو مدريد وبروكسيل، ولكن أيضا جنوبا وفي كل الاتجاهات، معلقا "أوروبا مهمة للغاية بالنسبة لنا لكن علينا التطلع أيضا إلى الجنوب، المغرب، سواء أحببنا ذلك أم لا، هو جارنا ويجب أن تكون لدينا علاقات جيدة معه، لكنه أبدى أسفه لعدم تحرك الرباط في هذا الملف لأن مليلية "تمر بوقت عصيب، فالمتاجر والمستودعات كلها مغلقة والمرافق كلها مهجورة والوضع سيء للغاية". ويحاول مسؤولو مليلية الضغط على حكومة بيدرو سانشيز لحسم ملف الحدود التجارية مع المغرب، على اعتبار أنه من الضروري المرور للمرحلة الموالية في عملية فتح الحدود البرية بعد أن فُتحت في وجه المسافرين والمركبات يوم 17 ماي الماضي، إذ تعاني المدينة من تبعات إلغاء مكتب الجمارك التجارية سنة 2018 وذلك بعدما استمر في العمل 60 عاما، وعبره كانت تُصدر المدينة 70 في المائة من بضائعها.