أنهى نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، خلال ساعات متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، إجراءات التعاقد مع اللاعبين الجزائريين عبد الرؤوف بنغيث ويسري بوزوق، ليعزز الثنائي القادم من الدوري المحلي الممتاز، التركيبة البشرية للفريق "الأخضر"، خلال فترة الانتقالات الصيفية، بعد انضمام مواطنهما مهدي بوكاسي، قبل أيام. بالإضافة إلى الثلاثي المذكور، فإن الرجاء يتوفر ضمن صفوفه على الحارس الجزائري غايا مرباح، القادم من شباب بلوزداد، في يناير من العام الجاري، وهو امتداد لحركية جزائرية طبعت تاريخ النادي "الأخضر" منذ التأسيس، سواء عبر لاعبين أو أطر تقنية تعاقبت على مسار الفريق. ميلاد الرجاء..الجزائري ين عبادجي أول المؤسسين الحاجي بن عبادجي، التاجر الجزائري الذي قرر مغادرة بلده للاستقرار في المغرب، بالتحديد في منطقة "درب السلطان" بمدينة الدارالبيضاء، ليصبح بعدها أول رئيس في تاريخ نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، في 20 مارس من سنة 1949. اختيار بن عبادجي لرئاسة الرجاء، لم يكن اعتباطيا، حيث كانت سلطات الاستعمار الفرنسية تفرض "بروفايل" حامل للجنسية الفرنسية من أجل تولي رئاسة الجمعيات الرياضية، وهو ما انطبق على حالة الرجاء من أجل حصولها على ترخيص ممارسة النشاط. خلال الأشهر الست التي تولى فيها الحاجي بن عبادجي رئاسة الرجاء، رافقه عدة رموز وطنية ورجالات، على غرار المحجوب بن الصديق، حميدو الوطني، كريم حجاج، عبد القادر جلال، الناوي والمعطي بوعبيد. الجزائري رابح سعدان.. صانع أول لقب قاري للرجاء بعد قيادته المنتخب الجزائري في نهائيات كأس العالم "مكسيكو 1986"، التحق المدرب الجزائري رابح سعدان بالعارضة الفنية لفريق الرجاء الرياضي البيضاوي، في صيف سنة 1988، حيث قاد الفريق في ملحمة تاريخية للتتويج بلقب عصبة الأبطال الإفريقية سنة 1989، بعد الانتصار في النهائي على حساب مولودية وهرانالجزائري. رابح سعدان، المدرب الجزائري السابق لنادي الرجاء الرياضي، والذي قاد النادي للتتويج بالكأس القارية لأول مرة عام 1989 رغم إحرازه لأول لقب قاري في تاريخ الرجاء، إلا أن مقام سعدان لم يطل رفقة الرجاء، حيث احتل الأخير المركز الخامس في سبورة الترتيب المحلي، خلال الموسم الموالي، بالإضافة إلى حادثة الانسحاب الشهيرة من مواجهة بافوسام الكاميروني في الدور الثاني لمسابقة عصبة الأبطال. في يونيو 1993، تعاقد الرجاء مع الإطار الفني الجزائري مزيان إيغيل، إلا أن تجربة الأخير كانت قصيرة، حيث أقصي مع الرجاء من الدور الأول لمسابقة كأس العرش، كما احتل الفريق المرتبة الثالثة في البطولة الاحترافية. الإطار التقني عبد الحق بنشيخة، أضحى في 2014، ثالث مدرب جزائري يشرف على تدريب الرجاء، إلا أن تجربته لم ترق إلى تطلعات مناصري وإدارة النادي "الأخضر"، ليتم تعويضه بالبرتغالي جوزيه روماو في شتنبر 2014، خلال فترة طبعها التخبط التسييري والمشاكل. لاعبون جزائريون مروا وآخرون يحملون المشعل.. يعتبر الطاهر الشريف الوزاني، من أبرز المحترفين الجزائريين الذين مروا في البطولة الاحترافية المغربية، حيث حمل قميص الرجاء في الفترة ما بين 1993 و1995، وهي الحقبة التي يحتفظ فيها الدولي الجزائري السابق بذكريات مميزة. وبالرغم من تعرضه لمضايقات عدة، نسبة إلى جنسيته الجزائرية، وبحكم العلاقات المتوترة بين البلدين حينها، إلا أن الوزاني ترك انطباعا جيدا لدى مناصري الرجاء، حيث كان يعتبر من بين النجوم الكبار، بعد قيادته لمنتخب بلاده للتتويج بكأس أمم إفريقيا 1990، بالإضافة للألقاب التي حصل عليها لاعبا مع فريق مولودية وهران. قبل الحارس غايا مرباح، مر دولي جزائري آخر على عرين "النسور"، يتعلق الأمر بالدولي السابق نصر الدين دريد، الأخير الذي كان رفقة التركيبة البشرية التي توجت مع الفريق "الأخضر" بلقب عصبة الأبطال الإفريقية سنة 1989 بقيادة المدرب رابح سعدان. خلال المشروع الحالي لنادي الرجاء الرياضي البيضاوي، برئاسة عزيز البدراوي، وجهت الإدارة التقنية للفريق بوصلتها نحو المدرسة الجزائرية، خاصة من خريجي أكاديمية نادي بارادو، من خلال التعاقد مع عبد الرؤوف بنغيت، اللاعب السابق للترجي التونسي، القادم من مولودية الجزائر، بالإضافة إلى الموهبة يسري بوزوق، أحد نجوم البطولة المحلية والذي تصل أسهمه في "بورصة" اللاعبين إلى أزيد من مليون أورو كقيمة سوقية.