تعتبر المنطقة الصخرية المعروفة ب"ليروشي"، بمدينة رأس الماء من أخطر الأماكن الساحلية بالجهة الشرقية، نظرا لتعدد حالات الغرق في هذه المنطقة. وشهدت المنطقة، يوم أمس، وفاة شاب في 28 من عمره، بعدما نزل للسباحة قبل أن تغالبه التيارات البحرية ليلقى حتفه غرقا، في صورة باتت تتكرر باستمرار. ومعلوم أن" ليروشي" غير مشمولة بالحراسة، شأنها في ذلك شأن كافة الشواطئ الصخرية ببلادنا بل في العالم أجمع، وهو ما يعني أن السباحة في هذه المناطق ممنوعة، وكل من اختار القيام بالغطس فيها فهو أولا يغامر بنفسه وثانية يتحمل مسؤولية تهوره. وعلى طول سواحل البحر الأبيض المتوسط تبرز يافطات بالمناطق الساحلية الصخرية تشير إلى منع السباحة فيها، باستثناء "ليروشي" برأس الماء. وهذا غريب. ويُعهد للجماعات المحلية التي تتبع لها الشواطئ الصخرية بوضع علامات ويافطات تشير لمنع السباحة وخطورة المكان، وهو ما لم تقم به جماعة رأس الماء لأسباب مجهولة. المثير أن المجلس الجماعي السابق برأس وضع يافطة تشير لخطورة السباحة في "ليروشي"، غير أن هذه اليافطة تم اقتلاعها، ما يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب ومن قام بهذا الفعل الموصوف ب"الإجرامي". مهتمون بالشأن المحلي برأس الماء اعتبروا أن ما تقوم به الجماعة تصرف خطير ولا مبالاة بأرواح الشباب الذين يغامرون بالغطس في المنطقة، في ظل غياب أي تحذير. ناشط جمعوي محلي أشار إلى أن الجماعة تمتنع عن نصب علامة "خطر" بالمنطقة الصخرية لكونها تعتبر مزارا حيويا يدخل ضمن حلقة الزيارة لرأس الماء، على اعتبار أن كل زوار هذا الشاطئ يزورون "ليروشي" لمشاهدة قفزات الشباب. غير أنه أكد أن سحر المكام لا يكمن في ما يقوم به الشباب من قفزات بل في مناظرها البانورامية الخلابة.