تتميز بلدة "راس الماء"، أو كما تسمى باللهجة المحلية "قابوياوا"، بمؤهلات طبيعية زاخرة، كانت من شأنها جعل المنطقة المتنوعة بمقوماتها الجبلية والبحرية، وجهة سياحية بإمتياز، لو تضافرت الجهود وتمّ إيلاء الاهتمام في هذا الاتجاه من طرف الجهات المختصة إن وطنيا وجهويا ومنه محلياً. ومع ما ترزح تحت وطأته بلدة رأس الماء، من تهميش وإهمال ومعاناة ساكنتها مع جملة من المشاكل المرتبطة أساسا بما هو اجتماعي صرف، إلا أنها استطاعت بفضل مؤهلاتها الطبيعية أن تغري الزائرين وتأسر أنظارهم إلى عددٍ من مواقعها شبه السياحية، وهو ما جعل إسم البلدة يتصدر قائمة الوجهات التي يقصدها الزائرون بالجهة الشرقية إلى جانب "تافوغالت وَ زكزل..". "اخف نْ شبذان"، أو كما يطلق عليه "اغونجا"، أو "ليروشي" كما يحب بعض مرتاديه تسميته، وهو عبارة عن موقعٍ صخريّ على شكل منحدر جبلي يطل على شاطئ "قابوياوا"، ويغوص وسط مياهها، في مشهدٍ بانورامي خلاّبٌ للألباب، حتى أن هذه "الصخرة العملاقة" أصبحت لدى الأجانب أشهر من البلدة نفسها، بحيث استطاعت أن تُبوئ "قابوياوا" مكانة أرفع في دليل السياحة بالمنطقة الشرقية. ومع انقشاع سحب فصل الشتاء، وحلول أولى ملامح فصل الربيع، يتقاطر العشرات من الزوار على موقع "اغونجا"، الذي يستقطب السياح المحليين ومن مختلف الأنحاء والبقاع، للاستمتاع بمنظر مياه البحر المتناغمة مع الطبيعة الجبلية، ، وأيضا للتنعم بنسمات الهواء العليل وتزجية أوقات ممتعة بين جنباته. كما يلجأ الكثير من المصطافين خلال فصل الصيف إلى "اخف ن شبذان"، قصد الاستجمام وممارسة هواية القفز من مرتفعه الشاهق من أعلى المنحدر الصخري العائم وسط المياه، إذ تمتلئ جنبات المكان عن آخره ويبلغ ذروته مساء كل يوم من أيام فصل الصيف. الصور ملتقطة عشية أمس الأحد بموقع "اغونجا":