المغاربة مجرد سائقين يتقاضون ألفي درهم عن كل رحلة علمت «الصباح» أن تقارير أمنية أشارت، في الآونة الأخيرة، إلى ارتفاع عمليات تهريب السيارات المسروقة من أوربا إلى المغرب قبل إعادة تهريبها إلى موريتانيا. وذكرت المصادر نفسها أن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها جل الدول أوربا، خاصة إسبانيا، أنعشت شبكات تهريب السيارات، مشيرة إلى أن الطلب المتزايد على السيارات الفخمة دفع أفراد هذه الشبكات إلى تهريبها إلى موريتانيا، إذ عادة ما يعمد بعض الموريتانيين إلى شراء سيارات بمختلف أنواعها لإدخالها إلى السوق الموريتانية. واتضح حسب معطيات توفرت لدى «الصباح» أن السيارة التي يساوي ثمنها مليوني سنتيم في الدارالبيضاء يصل ثمنها في نواكشوط إلى ما يفوق ستة ملايين، ما جعل بعض «سماسرة» السيارات في المغرب يقومون بشراء السيارات الفخمة أو حتى المستعملة والتي تشتغل بالبنزين وإرسالها إلى نظرائهم في المدن الجنوبية، مثل العيون وبوجدور والداخلة، ليتكلف هؤلاء بإدخالها إلى موريتانيا بطرق ملتوية. وتفيد المعطيات المذكورة ذاتها أن شبكات التهريب أضحت تستخدم بطاقات رمادية لإدخال سيارات مسروقة بأوربا بعد تغيير بعض معالمها، كما أن الشبكات التي تنشط في مليلية المحتلة تعمد إلى تزييف أرقام هياكل السيارات باستخدام تقنية «لايزر»، علما أن مصالح الجمارك وشرطة الحدود سبق لها أن توصلت بلائحة من شرطة الأنتربول لسيارات مسروقة في أوربا، خاصة ببلجيكاوإسبانيا، وذلك لإحباط تهريبها إلى داخل التراب الوطني، غير أن لجوء شبكات التهريب إلى تزييف وثائقها وأرقام هياكلها يصعب ضبطها من المراقبين. وتتوفر شبكات تهريب السيارات على أوراش في مليلية لتغيير معالم السيارات المسروقة بأوربا لتهريبها إلى المغرب، وهو ما دفع المصالح الأمنية المغربية إلى تشديد المراقبة في نقط العبور مع المدينةالمحتلة لإحباط أي عملية تهريب، علما أنه سبق لها أن حجزت مجموعة من السيارات المسروقة في أوربا، بينها 13 سيارة ، تبين أنها مسروقة في بلجيكاوإسبانيا، إضافة إلى سيارتين مسروقتين في فرنسا ضبطتا أثناء محاولة تهريبهما إلى موريتانيا. وكشف التحقيق مع أفراد الشبكة الأخيرة أنهم يعملون لصالح شبكة دولية كبيرة متخصصة في سرقة السيارات، وأن دورهم يتلخص في توصيل السيارات المسروقة إلى موريتانيا فقط، مشيرين إلى أنهم هربوا نحو 13 سيارة غالية الثمن من أوربا نحو الوجهة المذكورة، بعد أن تمت سرقتها من دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا تحت الطلب من طرف عناصر متخصصة في هذا المجال الإجرامي لم يذكروا أسماءها أثناء التحقيق. وبعد السرقة يتم تزوير وثائق السيارات في إسبانيا بأسماء جديدة وجنسيات مختلفة. وذكرت المصادر ذاتها أن تفكيك شبكات تهريب السيارات الأوربية غالبا ما يقود إلى إيقاف سائقين مغاربة يتقاضون مبالغ مالية زهيدة (لا تتعدى في أحسن الأحوال ألفي درهم)، مقابل ملايين الدراهم يجنيها زعماء الشبكة. خالد العطاوي