منذ سنوات بدأت ظاهرة بيع واستيراد وتريج البنزين المستورد بطرق غير شرعية عبر الحدود مع الجزائر بمنطقة بني ادرار تغزو الاسواق بل حواشي الطرقات..ورغم محاولة بعض المصالح الامنية تطويق هذه الظاهرة وعمليات التهريب هذه والاتجار غير المشروع في المحروقات خاصة أمام تعدد الحوادث والجرائم التي تسبب فيها البنزين المهرب والمخبأ والمعروض في حاويات بلاستيكية معرضة لأشعة الشمس ولسجائر الباعة والمهربين.. لكن ظلت محاولات المحاربة هاته رغم أهميتها منقوصة أمام تنوع أفكار التهريب وسبله وتعدد محترفيه..لتظل لعبة الكر والفر قائمة بين رجال الدرك.. وبين المهربين الذين لا هم لهم سوى الكسب السهل والارتزاق متسترين بجنحات الظلام غير آبهين بالاخطار المحدقة بهم وبغيرههم كما أن الكثير منهم يستغلون موعد أذان صلاة المغرب..وفترة السحور.. وظلت ظاهرة تهريب البنزين وبيعه على الطرقات وفي مداخل ومخارج مدن الإقليم تقريبا لسنوات حكرا على بعض القرى لكن اليوم يبدو أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر وتكتسح حتى قلب المدينة لتتسع مساحتها جل الأحياء ويصبح بيع البنزين خلسة وكذلك على الطرقات ظاهرة ملفتة للانتباه والاخطر أن هؤلاء أصبح لهم حرفاء قارون يتزودون من عندهم بالبنزين والغازوال بصورة منتظمة حتى أن بعض أصحاب محطات البنزين تضرروا من هذه الظاهرة وأكد بعضهم أن رزقه بات مهددا .. كما رصدت أريفينو بعض سيارات “ريفولي” وهي تتجول في شوارع قرية أركمان بكل حرية دون حسيب ولا رقيب كما علمنا أن بعض أصحاب هاته السيارات معروفون بترويج المخدرات “الكوكايين” حيث صدمت إحدهن ليلة أمس الأربعاء شابا لتلوذ بالفرار كما أنه بات محيرا نوع من التغاضي لدى بعض الساهرين على الأمن بقرية أركمان.. وللإشارة وبلغة الأرقام فإن جل حوادث السير التي وقعت بين الناظور ووجدة كان سببها بالدرجة الأولى سيارات تهريب البنزين وكملاحظة ميدانية فلا يمكن لأي مواطن أن يتوقع ظهور «مقاتلة» في بعض المسالك والطرقات حيث تنطلق سيارات التهريب في سباق محموم مع الموت وضد الساعة، وسائقوها لا يعترفون بالغير ولا يعيرون قيمة لحياته، في تحدّ كبير لجميع الحواجز البشرية والطبيعة وقوانينها الفيزيائية وغيرها.. هدفهم الوحيد بلوغ خطّ الوصول الذي هو مكان تفريغ أو تسليم حمولة البضائع المهرَّبة… وبالنظر الى الانتشار السريع لهذه الظاهرة فان الخشية كل الخشية أن يستمر أصحاب سيارات الريفولي يتجولون ليلا ونهارا دون رادع وان تتحول عملية بيع البنزين في الطرقات الى ظاهرة يصعب التحكم فيها والسيطرة عليها مثلما بات من الصعب التحكم في ظاهرة التجارة الموازية التي غزت أغلب الاسواق وباتت سوقا تقلق الكثير من التجار بمختلف أنواعهم..