اتجهت أنظار الأطباء في الآونة الأخيرة للبحث والتنقيب عما تحويه الطبيعة من أعشاب ونباتات لاستخدامها في معالجة الأمراض المزمنة كالسرطان وغيره من الأمراض المزمنة، بالرغم من التقدم الرهيب في صناعة الأدوية، وذلك لإدراكهم الكامل بمدى خطورة الآثار الجانبية لتلك الأدوية، لما تحتويه من مواد كيماوية خطيرة تؤثر بالسلب على صحة الإنسان. ويعتبر العلاج بالأعشاب الطبيعية جزءً من التقليد والثقافة الشعبية المتوارثة، لكن ما استحدثته وسائل الإعلام المشبوهة من ترويج لتركيبات معيتة تعالج الضعف الجنسي والسكري وغيره، دون إسناد طبي أو مرجعية علمية افقد هذا النوع من العلاج مصداقيته، وجعل الكثير من الناس يتجنب اللجوء إليه خوفاً من تداعياته الخطيرة. لكن إذا تم العلاج بالأعشاب عن طريق خبراء طبيين فقد يؤتي ثماره دون آثار جانبية تذكر.. وهذا ما حدث مع باحث مصري نجح في التوصل إلى تركيبة من الأعشاب لعلاج بعض أنواع السرطان، وحصل بموجبها على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي وموافقة المركز القومي للبحوث الدوائية بمصر . وتعتبر هذه التركيبة هى الأولى من نوعها على مستوى العالم، حيث أوضح الباحث فتحي عثمان بأن الخلايا السرطانية عند المريض تكوّن حولها جداراً لصد الخلايا التي تهاجم الأمراض التي يتعرض لها الجسم لتدميرها، إلا أن هذه الخلايا تمنع الجهاز المناعي من أداء دوره حتى يضعف الجسم وتقل المقاومة فتتمكن هذه الأمراض من الانتشار السريع فى الجسم. والتركيبة العشبية التى توصل إليها الباحث هى تركيبة مطحونة بنسب معينة تحتوى على الدجولين المستخلص من زهرة الكشناني والجنسنج والبلوط والصفصاف والسورنجان والزعتر، إضافة إلى زيت حبة البركة وعسل النحل وغذاء ملكات النحل. وأشار الباحث إلى أن كلية الصيدلة جامعة المنصورة، قامت بدراسة التركيبة العشبية وأجازتها وأقرت بأن التركيبة ليس لها تأثير ضار على وظائف الجسم. وفي هذا الإطار، نجاح باحثون بريطانيون فى استخراج مادة من أعشاب صينية تشبه النعناع يمكن استخدامها في علاج السرطان. وأوضح الباحثون أن الأدوية التي تعتمد على المادة المستخرجة من أعشاب “سكوتيلاريا بارباتا” مفيد لعلاج السرطان لأنها تدمر الأوعية الدموية التي تغذي الأورام، وتعتبر الآثار الجانبية لهذه الأدوية أقل من تلك التي تسببها وسائل العلاج التقليدية التي تهاجم الخلايا السليمة بالإضافة إلى الخلايا السرطانية. وأشار الباحثون إلى أن العشب الصيني يعمل عن طريق مهاجمة أوعية الدم السرطانية ويقضي على السرطان عن طريق عرقلة وصول الأكسجين والمواد الغذائية إليها. وتستخدم أعشاب “سكوتيلاريا بارباتا” منذ فترة طويلة في الطب التقليدي الصيني لعلاج عدة أمراض من بينها بعض أنواع السرطان. عالج السكري بكبسولة أعشاب وعلى هذا المنوال، تمكن فريق طبي أمريكي من إعداد كبسولات بسيطة، تعتمد على مركبات من أعشاب البحر والحديد، قادرة على لعب دور في مواجهة مرض السكري من النمط الأول لدى المرضى الذين ترفض أجسادهم زرع خلايا الأنسولين، الأمر الذي قد يمثل بارقة أمل للمصابين بهذا المرض. وبحسب الفريق الطبي، فإن الاكتشاف الجديد يقوم على وضع الخلايا المنتجة للأنسولين داخل الكبسولات قبل زرعها في أجساد المرضى، على أن تزود تلك الكبسولات بفتحات دقيقة تسمح بخروج الأنسولين إلى الدم وتحول، في الوقت عينه، دون دخول خلايا جهاز المناعة. ويلجأ الأطباء في بعض الحالات إلى إعادة زرع خلايا منتجة للانسولين في أجساد المرضى كحل أفضل، غير أن مقاومة الجسم لتلك الخلايا يتسبب غالباً في فشل العلاج، غير أن الاكتشاف الجديد قد يقلب أساليب العلاج رأساً على عقب. وجاء في الدراسة التي نشرت في مجلة الطب الطبيعي، أن الكبسولات تحتوي على مادة “ألجنيت” المستخرجة من أعشاب البحر، إلى جانب الحديد الذي يسمح بتعقب الخلايا مغناطيسياً، وقد تم زرعها في عدد من الفئران المخبرية والخنازير. وقد نجحت التجارب بشكل كامل، إذ عاد مستوى السكر في دماء الفئران إلى طبيعته، كما أنتجت الكبسولات التي زرعت في كبد الخنازير كمية كافية من الأنسولين، كما ثبتت في مكانها دون حراك. لا للضعف الجنسي كشف باحثون هنود أن هناك عشب هندي يحتوي على مادة “لايكوبين” التي تستخدم لمكافحة الضعف الجنسى عند الرجال. ويشير العلماء الهنود إلى ظهور ست حالات حمل عند نساء الرجال الذين عولجوا بنجاح بهذه المادة، بعد أن تمت دراسة 30 حالة من قبل الباحثين في معهد عموم الهند للأبحاث العلمية. ويضيف الباحثون أن ما كشفت عنه التجارب هو ارتفاع درجة تركيز “الحيامن” عند الرجال، مما نتج منه ارتفاع في نسبة الخصوبة عند من عولج بالمادة، حيث إن تناول مادة “لايكوبين” عن طريق الفم له تأثير إيجابي في السيطرة على عدد “الحيامن” وتركيزها في الرجال لأسباب غير معروفة حتى الآن. وتضمنت التجارب إعطاء رجال تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وعشرين وخمسة وأربعين عاما مليجرامين من مادة “لايكوبين “مرتين في اليوم ولمدة ثلاثة أشهر، حيث لاحظ العلماء وجود صلة واضحة بين ارتفاع نسبة “لايكوبين” وبين التحسن الملموس في نسبة الخصوبة. بالأعشاب.. الذاكرة حديد أفاد أطباء استراليون بوجود عشبة طبية تستخدم لتزيين أحواض السمك، يمكن أن تساعد في إنعاش ذاكرة العجائز. وأظهرت التجارب التي أجراها أطباء استراليون على عشبة “براهيمي” والتي يطلق عليها أيضاً اسم “باكوبا” الهندية القديمة بأنها تساعد العجائز على تذكر أشياء كثيرة من بينها مثلاً محتويات قائمة التسوق بسهولة. وأشار أنيتي مورجان التي أعدت الدراسة إلى أن التجارب التي أجرتها على هؤلاء لثلاثة أشهر، أظهرت أن الأشخاص الذين تناولوا العشبة تمكنوا من تذكر تفاصيل تتعلق بأشياء كثيرة بدقة أكبر مقارنة بغيرهم ممن لم يجربوها. ويعتقد العلماء أن هذه النبتة تعمل كمضاد للأكسدة أو أنها تؤثر بشكل مباشر على الموصل العصبي المعروف باسم acetylcholine الذي يلعب دوراً قوياً في الذاكرة.