يطرح العديد من المناضلين في صفوف الحركة الأمازيغية سؤال ما العمل؟ باعتباره إشكال عام يلخص وضعية الحركة الأمازيغية، و التي عرفت "جمود" تنظيمي أثار الكثير من الأسئلة الحارقة. صحيح أن الحركة الأمازيغية نجحت في فرض بعض أدبيات الخطاب الأمازيغي داخل النسق السياسي المغربي، و نجحت أيضا في انتزاع الاعتراف الدستوري برسمية اللغة الأمازيغية للدولة المغربية ، إلا أنها أضحت تعيش أزمة تنظيمية غير مسبوقة في تاريخها، فالحركة أصبحت عاجزة عن بناء تنظيم أو تنظيمات وطنية يجمع هذا الأرخبيل المتناثر داخل المجتمع المدني، و يستجيب أيضا للتحولات الجديدة ببلادنا ولإنتظارات الشعب المغربي، باعتبار أن الحركة الأمازيغية تعرف نفسها أنها جزء لا يتحزأ من تاريخ نضالات الشعب المغربي. سؤال ما العمل.؟ هو المدخل نحو فهم الاشكالات التنظيمية التي تطفو بقوة داخل الحركة الأمازيغية، لأن تجربة الحركة في بناء التنظيمات الوطنية عرفت انتكاسة خطيرة بعد فشل/إفشال التجارب و المبادرات السابقة. نحن مناضلي القضية الأمازيغية بالمغرب نتحمل المسؤولية جمعاء في بناء مستقبل الحركة الأمازيغية، وفي بناء خطاب وطني ينسجم مع تصوراتنا و مع طبيعة المرحلة التي تتطلب حضور الحركة الأمازيغية بثقلها التنظيمي و السياسي و الجماهيري. القضية الأمازيغية قطعت أشواط مهمة في ربح المزيد من المكاسب السياسية و القانونية لصالح الأمازيغية، و كما أنها استطاعت أيضا، أن تكسب العديد من الأنصار و الفئات الاجتماعية و تتغلغل داخل مختلف ربوع الوطن، حيث راكمت زخم جماهيري كبير، مقابل فشلها في بناء تصورات و بدائل تنظيمية ممكنة و منسجمة مع طبيعة المرحلة التي تفرض تنسيق الجهود لتوطيد أفق ممكنة و حقيقية. إن رهان الحركة الأمازيغية هو توحيد الطاقات النضالية لاستشراف أفاق العمل الممكنة، ولتدبير أليات الاشتغال وفق التطورات الجديدة التي أضحت تعيشها القضية الوطنية الأمازيغية، وذلك بفعل الاختراقات التي أحدثتها، و التي بدورها أضحت تحتاج إلى أليات عمل جديدة تستجيب لتطلعات المناضلين الأمازيغيين للانخراط في تقديم مختلف البدائل الممكنة.