افتتحت القوات المسلحة الملكية المغربية، في الأسابيع الأخيرة، أول قاعدة عسكرية مخصصة للدفاع الجوي تعتمد على نظام البطاريات الدفاعي الصيني المعروف برمز "FD-2000B"، وفق ما أكده موقع "ديفينسا" المتخصص في أخبار التسلح والدفاع العالمي أمس السبت. وحسب ذات المصدر، فإن المغرب كان قد تسلم هذا النظام الدفاعي الصيني في منتصف العام الجاري، وتمكنت القوات المغربية من تثبيته وتفعيله مؤخرا، ليكون بذلك أول نظام دفاعي يمتلكه المغرب موجه للتصدي للتهديدات الجوية البعيدة المدى. وأضاف المصدر نفسه، أن هذا النظام الصيني المخصص للدفاع الجوي، تصل قدرات وصوله إلى 250 كيلومتر، وقد جرى تثيبته في منطقة سيدي يحيى الغرب على بُعد 60 كيلومترا من العاصمة الرباط، وهو واحد من أربعة أنظمة دفاع طلبها المغرب من الصين منذ سنة 2017. وإلى جانب هذه الأنظمة الدفاعية من الصين، قال موقع ديفينسا، إن المغرب يتجه إلى الحصول على أنظمة دفاع أخرى، منها نظام الدفاع الأمريكي "بارتريوت" ونظام الدفاع الإسرائيلي "باراك 8′′، مشيرا إلى أن المغرب كان يعتمد فقط على قواته الجوية للتعامل مع التهديدات المحتملة من الجو، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتجه فيها لتثبيت أنظمة الدفاع الجوي على الأرض. وفي هذا السياق، فإن المغرب كان قد طلب سابقا نظاما للدفاع الجوي متوسط المدى من الصين، ويتعلق الأمر بنظام الدفاع الصاروخي من نوع FD-2000 (HQ-9) SAM الذي هو عبارة عن شاحنات تكون مزودة بأربع صواريخ في كل شاحنة، ومجهز برادارات وراصدات متطورة، تلتقط الأهداف بدقة. كما يواصل المغرب تنفيذ مخططه التحديثي لترسانته العسكرية التي بدأها في السنوات الأخيرة، وقد أكد مشروع قانون المالية لسنة 2022 استمرار المغرب في هذا النهج، بتخصيص ميزانية مالية ضخمة موجهة للقوات المسلحة الملكية، التي تُعتبر هي الجيش العسكري للبلاد. وحسب مشروع قانون المالية لسنة 2022 المغربي، فقد تم تخصيص 12,8 مليار دولار أمريكي ل"شراء وإصلاح معدات القوات المسلحة الملكية"، ويتعلق الأمر باقتناء أسلحة جديدة، ما يعني توقيع صفقات تسلح جديدة، إضافة إلى صيانة الترسانة العسكرية المملوكة حاليا للقوات المسلحة الملكية. ويرجح متتبعون لسباق التسلح في العالم، أن هذه الميزانية الضخمة التي رصدتها المملكة المغربية من أجل تقوية ترسانتها العسكرية بصفقات جديدة خلال سنة 2022، هي الأعلى في القارة الإفريقية، وقد تجاوزت حتى الميزانية التي خصصتها الجزائر لصالح قواتها العسكرية لذات السنة، أي 2022. وفي هذا السياق، أعلن النظام الجزائري خلال الأيام القليلة الماضية، عن تخصيص 9,7 ملايير دولار أمريكي لفائدة اقتناء أسلحة جديدة وصيانة المعدات العسكرية للجيش، برسم سنة 2022، وهو ما يعني أن الميزانية التي خصصتها الجزائر للتسلح في 2022 تقل عن المغرب ب3,1 مليار دولار أمريكي.