قوبل المقترح الذي تقدم به الحزب اليميني المتطرف الإسباني، "فوكس"، بمطالبة الحكومة الإسبانية بالعمل على إدراج مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في شمال المغرب، تحت حماية حلف الشمال الأطلسي "الناتو"، بالرفض من طرف البرلمان الإسباني. واعتبر لجنة الدفاع في البرلمان الإسباني، أن هذا المقترح المُقدم من طرف "فوكس" غير قابل للتنفيذ، والحكومة الإسبانية تدرك باستحالة أن يقبل حلف "الناتو" بإدراج سبتة ومليلية تحت لوائه، وبالتالي تم رفض المقترح بدون وضعه للمناقشة بين باقي الأطراف والأحزاب السياسية الحاكمة. وكان حزب "فوكس" المعروف بعدائه للمغرب والمهاجرين المغاربة المقيمين في إسبانيا، اقترح على الحكومة الإسبانية التدخل من أجل تعديل المادة السادسة في اتفاقية حلف "الناتو"، وإدارج سبتة ومليلية في هذه الاتفاق الموقع في واشنطنالأمريكية بشكل صريح. ويقول حزب "فوكس" في طلبه، أنه في حالة "إذا قام المغرب بهجوم أو غزو لسبتة ومليلية، فإنه لن يتم تفعيل اتفاق حلف الناتو للدفاع المشترك" بين الدول الأعضاء المنخرطة فيه، ويقصد هنا في هذه الحالة الدعم العسكري الأمريكي والبريطاني والفرنسي وباقي البلدان المنضوية تحت هذا الحلف. ويضيف الحزب اليميني المتطرف، أنه في حالة إدراج إسبانيا لسبتة ومليلية في حلف الناتو، فإنها ستضمن على الأقل أن يستمرا -على الأوراق- تابعتين لها، وسيمنعان أي مبادرات مغربية للمطالبة باسترجاعهما. ويأتي هذا الطلب كدعوة ثانية لحزب "فوكس" بعدما دعا في يونيو الماضي إثر أزمة تدفق الالاف من المهاجرين والقاصرين المغاربة على سبتة خلال الأزمة الديبلوماسية التي كانت قائمة بين الرباط ومدريد، حيث طلب الحكومة الإسبانية بإدراج سبتة ومليلية في هذا الحلف لتفادي ما يسميه بال"الاستفزازات" و"الابتزازات" المغربية لإسبانيا عبر سبتة ومليلية. ويضم حلف "الناتو" أو ما يعرف بحلف الشمال الأطلسي، العديد من البلدان العالمية، من بينها إسبانيا، غير أن انضمام إسبانيا للحلف لا يتضمن مدينتي سبتة ومليلية، بسبب وضعيتهما الاستثنائية ولتواجدهما بعيدا عن مناطق الشمال الأطلسي، وباعتبارهما محل نزاع بين إسبانيا والمغرب حيث يطالب الأخير باسترجاعهما على اعتبار أنهما تاريخيا وجغرافيا كانا جزءا منه. وكان متوقعا أن لا تتجه الحكومة الإسبانية إلى اتخاذ هذه الخطوة، بالنظر إلى عدم وجود أي تغيير في وضعيتي المدينتين، كما أن إسبانيا في الظروف الحالية حيث تسعى إلى تعزيز وتمتين علاقاتها مع المغرب، يُستبعد اتخاذ هذه الخطوة التي قد تؤدي إلى تأزم جديد للعلاقات مع المغرب وقد تصل إلى توتر حاد.