يرى الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هناك نقاشا علميا وعالميا حول الجرعة الثالثة؛ هل هي ضرورية أم لا؟ ومن هي الفئة المعنية بها وتوقيت تلقيها؟. وزاد حمضي، في تصريح أن هناك ملاحظتين اثنتين بخصوص الجرعة الثالثة؛ الأولى أن كبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة، مثل داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو باقي السرطانات، تنقص مناعتهم وتزداد نسبة إصابتهم بكورونا. وفي ما يخص الملاحظة الثانية، أورد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن ظهور المتحورات الجديدة "دلتا" و"ألفا" وغيرها من السلالات، يؤثر على فعالية اللقاحات ويقلل نجاعتها، وبالتالي فإن الحماية لا تكون بالشكل الكافي كما هو الحال في بداية عملية التلقيح. حمضي أوضح أيضا أن هناك فرقا في فعالية اللقاح بين الشباب والمسنين، إذ إن المسنين البالغين 70 سنة فما فوق تكون نسبة استجابة أجسادهم للقاح في حدود 40 في المائة، في حين أن تجاوب أجساد شباب 30 سنة فما فوق يكون في حدود 80 في المائة. وأضاف الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن هناك إجماعا على أن المرضى الذين يخضعون لتصفية الدم أو المصابين بالسرطان أو من زرعوا أعضاء في أجسادهم يحتاجون رجعة ثالثة دون مناقشة في أي مكان في العالم. الحمضي أردف كذلك أن الخبراء ينتظرون مزيدا من الدراسات لتثبت أهمية الجرعة الثالثة وضرورتها، موردا أن الدراسات موجودة فقط غير مكتملة وغير شاملة، موردا أن المشكل المطروح كذلك يكمن في لا-عدالة توزيع اللقاحات بين الدول. وأشار الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية إلى أن تلقيح الجميع في دول بعينها بصفة منتظمة بالجرعة الثالثة، 12 سنة فما فوق، سيحرم العديد من الدول الأخرى من اللقاح، ولن يتوصلوا به إلا بعد مرور سنوات، وهذا سيطرح عدة مشاكل. هذه المشاكل لا تكمن، وفق حمضي، في ما هو أخلاقي فقط؛ بل إنها تتجاوزه إلى محاربة الجائحة؛ إذ إنه حتى لو لقحت دول معينة جميع ساكنتها ودول أخرى لا يزال فيها الفيروس منتشرا، فأكيد أن هذا سيفضي إلى ظهور متحورات جديدة للأسف أكثر خطورة انتشارا، ويمكن ألا تكون هذه اللقاحات المتاحة ذات فاعلية ونجاعة حينها، وهذا الوضع سيدفع الدول الملقحة ساكنتها إلى الإغلاق من جديد، واتخاذ احتياطات إضافية والبحث عن لقاحات متطورة.