تلقي الأزمة الأخيرة بين الرباط ومدريد بظلالها على وضعية المعابر البرية في كل من مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين؛ فلا تزال حدود تراخال وحدود بني أنصار مغلقة منذ 13 مارس 2020، عندما أعلنت الحكومة المغربية حالة الطوارئ الصحية بسبب تفشي وباء "كورونا". ولا يوجد ملف سبتة ومليلية المحتلتين ومعابرهما الحدودية ضمن قائمة أولويات الرباط حاليا، بسبب الجفاء الدبلوماسي بين المملكتين الجارتين عقب استقبال الحكومة الإسبانية زعيم جبهة البوليساريو من أجل تلقي العلاج. ووفقا لقرار صدر السبت الماضي في الجريدة الرسمية الإسبانية فإن الحدود البرية لسبتة ومليلية المحتلتين ستظل مغلقة حتى ال31 من شهر غشت المقبل. وفي نهاية الأسبوع الماضي دخل حوالي 300 شخص من جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى إلى مدينة مليلية المحتلة بعدما تمكنوا من القفز فوق السياج، ويوجدون حاليا في مركز الإقامة المؤقتة المخصص لاستقبال المهاجرين غير النظاميين. وبددت الرباط آمال الاسبان بتشبثها بقرار إغلاق المعابر الحدودية التجارية المحاذية للثغرين، وبالتالي منع أنشطة التهريب المعيشي الذي يمثل مصدر عيش عدد من سكان المدن الشمالية للمملكة، مبررة موقفها "بتعرض النساء اللواتي يمارسن التهريب المعيشي "لسوء معاملة وتحرش وسرقة وأمراض"، مقدرة عددهن بنحو 3500 امرأة من مختلف الأعمار بالإضافة إلى نحو 200 قاصر. ويشير الجانب الرسمي المغربي إلى أن "نشاط التهريب المعيشي لا يضر بالاقتصاد المحلي والوطني فحسب؛ بل أيضا بصورة المرأة المغربية العاملة في نشاط لا يستفيد منه دائما". ويدخل إلى سبتةالمحتلة حوالي ثلاثة آلاف مغربي يمتهنون التهريب المعيشي. ووفقاً لما نقلته صحيفة "كونفيدوثيال" الإسبانية، فإن "الضغط الكبير على هذه المعابر التجارية أدى إلى إغلاقها مؤقتا، قبل أن يتحول القرار إلى شبه نهائي".