وصفت صحيفة "الباييس" الاسبانية، مدينة الفنيدق، ب"الضحية الصامتة" لقرار المغرب القاضي بإغلاق معابر التهريب المعيشي مع سبتة، مشيرة الى أن الفنيدق هي الأكثر تضررا مقارنة بعشرات المراتب بمدينة سبتةالمحتلة. وأكدت أبرز الصحف الاسبانية أن مدينة الفنيدق تعيش وضعا صعبا وأزمة اقتصادية حادة، اذ صرح أحد التجار المحليين، الذين التقاهم صحفي "الباييس"، أن " الأزمة الاقتصادية الحالية لم يشهدها من قبل، منذ بداية عمله في التجارة، وهي المدة التي مر عليها 15 عاما"، مشيرة الى أن الأزمة الاقتصادية في المدينة الناتجة عن توقف التهريب المعيشي، أدت إلى تراجع المواطنين، الذين يأتون من مختلف مناطق المغرب لشراء البضائع من الفنيدق، الأمر الذي انعكس سلبا على الرواج التجاري بالمدينة، ودفع بالشباب إلى التفكير في خيار الهجرة السرية لمواجهة شبح البطالة والفقر. وأضافت صحيفة "إلباييس" أن الآلاف من الأسر المغربية، تعيش حاليا في الفنيدق، وضعا اجتماعيا صعبا وفقرا بسبب إغلاق معابر التهريب المعيشي، في حين يتحدث المستثمرون والسياسيون عن وجود أزمة في سبتة، لكن ذلك ليس بالحدة التي توجد عليها الأمور في الفنيدق، تشير الصحيفة الإسبانية، التي اعتبرت أن خيار "الهجرة السرية" يلوح في الأفق بالنسبة للعديد من الشباب الذين فقدوا الأمل في المغرب. وسبق أن راسلت الحكومة المحلّية في سبتة بيدرو سانشيز، المعيّن حديثاً لقيادة حكومة "مدريد"، "للتّدخل عاجلاً وإنقاذ الوضع في سبتة ومليلية، متهمة المغرب ب"خنق" اقتصادَ سبتة ومليلية المحتلتين بإغلاقهِ للمعابر التّجارية المحاذية للثّغرين، وبالتّالي منْع أنشطة التّهريب المعيشي الذي يمثّلُ مصدرَ عيش عدد من ساكنة الشّمال. وتبرّر الرباط موقفها النّهائي بغلق المعابر التجارية بتعرّض النساء اللواتي يمارسن التهريب المعيشي "لسوء معاملة وتحرش وسرقة وأمراض"، مقدرةً عددهن بنحو 3500 امرأة من مختلف الأعمار، بالإضافة إلى نحو 200 قاصر. ويدخل إلى سبتةالمحتلة حوالي ثلاثة آلاف مغربي يمتهنون التهريب المعيشي. ووفقاً لما نقلته صحيفة "كونفيدوثيال" الإسبانية، فإنّ "الضّغط الكبير على هذه المعابر التجارية أدى إلى إغلاقها مؤقتاً قبل أن يتحوّل القرار إلى شبه نهائي".