عَاتَبتْ يولاندا ميريلو، عضو فريق "فوكس" عن دائرة مدينة سبتةالمحتلة، حكومة مدريد على استعمال "مصطلحات رقيقة" في حق المغرب، نظير وصفه بالبلد "الجار" أو "الصديق"، خاصة بعد تدفق آلاف المهاجرين المغاربة والأفارقة على جيب سبتة خلال الأسابيع القليلة الماضية. واتهمت يولاندا السلطات التنفيذية لبلادها بعدم "الوقوف" في وجه ما اعتبرته ب"الاستفزازات المستمرة" من طرف الحكومة المغربية، والتي بلغت ذروتها في رأيها، باستراتيجية "الاختناق"، فيما يتعلق بضغط الهجرة الذي أدى إلى تسلل حوالي 10 آلاف مهاجر إلى مدينتي سبتة ومليلية. وقال حزب "فوكس" اليميني المتطرف إنه بالرغم من "الابتزاز" المستمر للمغرب، والذي بلغ ذروته في ال17 ماي الماضي ب"غزو" سبتة، حسب تعبيره، من قبل آلاف المدنيين المغاربة ، فإنّ قصر المونكلوا بمدريد يواصل الحديث عن المغرب ك "شريك استراتيجي" مع إسبانيا. ويرى المصدر ذاته، أنّ ما تقوله السلطة التنفيذية، في مواجهة التهديدات المغربية، هو أنّ إرادة الحكومتين هي التعامل مع هذه التناقضات باحترام، وإدراكا أنّ مهمتهما هي الدفاع عن المصالح الوطنية الإسبانية"، وهي إجابة يعتبرونها "قياسية" بشأن المسألة المغربية و"لا تشير بأي حال من الأحوال إلى الأزمة الدبلوماسية الخطيرة الحالية". وحذّر حزب "فوكس" من أنّ السلطة التنفيذية لا تشير إلى الإجراءات التي تقترح القيام بها من أجل الدفاع عن مدينتي سبتة ومليلية، وأنّ الرد الوحيد على المخاوف التي أثارتها ميريلو هو قولها إنّ "الحكومة الإسبانية تدافع باستمرار وحزم عن مصالحها أمام جميع شركائها الدوليين". وسجلّ الحزب المتطرف، أنه فيما يتعلق بالحظر المفروض على التجارة الحدودية مع مدينتي سبتة ومليلية التي فرضها المغرب قبل جائحة "كورونا"، فإنّ الحكومة لا تستجيب بشكل مباشر، مع تكرار نفس الكلمات التي قالوا إنهم تلقوها من السلطة التنفيذية المركزية. وأشار حزب "فوكس" إلى أنّ الحكومة ترى أن الحدود مغلقة "مؤقتا" بسبب الوباء، إلا أن مدريد تدرك أهمية التجارة في التقدم الاقتصادي والاجتماعي للمدينتين، وأنهما لن يبخلوا بجهود حل الحوادث المتعلقة بالهجرة وغيرها في كلتا المدينتين. ولفت اليمين المتطرف، إلى أنّ الحكومة الإسبانية لم تتطرق إلى موضوع المناورات العسكرية الأخيرة التي حملت إسم "مصافحة البربق"، والتي نفذتها البحرية الأمريكية، مع البحرية والجيش المغربيين في المياه بالقرب من شمال جزيرة لا جراسيوزا. وخلص حزب "فوكس" إلى أنّ المناورات العسكرية التي تطرقت إليها يولاندا ميريلو في حديثها، إلى أنها تمت دون سابق إنذار، وتعني بشكل مباشر "غزو المجال الجوي الإسباني". وشارك المغرب في المناورات التي حملت إسم (مصافحة البرق 2021) ب"الفرقاطة البحرية الملكية المغربية، طارق بن زياد"، بينما وظفت أمريكا المدمرة ذات الصواريخ الموجهة، "يو إس إس بورتر"، وحاملة الطائرات الأمريكية، "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور". وأوضحت السفارة الأمريكية في تغريدة نشرتها في وقت سابق على حاسبها الرسمي بموقع "تويتر"، أن "السفن والطائرات المقاتلة الأمريكية والمغربية، تدربت جنبا إلى جنب في المناورة العسكرية التي تشكل جزءًا من الشراكة الأمنية القوية والدائمة، بين الولاياتالمتحدة والمغرب".