حينما تحدث اينشتاين في بداية القرن العشرين عن سرعة الضوء والتي قدرها ب 300 ألف كلم /ث أثار موجة من الشكوك لدى الأوساط الفكرية والعلمية إذ اعتقد البعض انه من المستحيل أن يتحرك جسم ما أو أي كائن بهذه السرعة الفائقة ،إلا أن التطورات العلمية في ميدان الصناعة الالكترونية و بالخصوص جهاز الكومبيوتر-الانترنيت- الذي احدث ثورة معلوماتية الكترونية في جميع الميادين برهن على مصداقية هذه الفرضية من خلال الدقة والسرعة في معالجة الملفات التي لا تتجاوز بضعة ثواني . إن اختراع جهاز الحاسوب أوالكومبيوتر سجل تحولا بنيويا كبيرا في الميدان المعلوماتي والتقني وحول العالم إلى قرية صغيرة بإحداث مختلف أجهزة التواصل الالكترونية ، ويعتبر المحرك الرئيسي لربط كل جهات المعمور بشبكة الانترنيت بإيعاز من الشركات الدولية في هذا الميدان واهم الأحداث البارزة التي يمكن الإشارة إليها،هي تدشين أضخم مكتبة في التاريخ من طرف جوجل google ونشأة الصحافة الالكترونية في العالم. ويطلق عليها أسماء أخرى مثل الصحافة الفورية والنسخ الالكترونية والصحافة الرقمية والجريدة الالكترونية، إلى غير ذلك من التعاريف ، وهي منشور الكتروني دوري يحتوي على الأحداث الجارية سواء المرتبطة بموضوعات عامة أو ذات طبيعة خاصة، ويتم قراءتها من خلال جهاز كومبيوتر ذي الربط عبر شبكة الانترنت، التي ظهرت في بداية التسعينات في كل من أمريكا الشمالية واروبا ثم انتقلت إلى باقي دول العالم .وانتشرت في المغرب منذ أواخر التسعينات والى حدود 2005 أصبح المغرب يتوفر على عدد كبير من المواقع الالكترونية وفي هذه السنة بالضبط عرفت مدينة الناظور ميلاد : صحيفة ناظور سيتي Nadorcity كأول صحيفة الكترونية بالناظور وهي الصحيفة الأولى التي ظهرت في الإقليم والتي نشرت مقالات الكترونية على شبكة الانترنت عام 2005 في الوقت الذي كانت نوادي الانترنيت تنتشر بشكل بطيء باستثناء نادي المنزه- نت الذي كان يجتمع فيه نخبة من المهتمين بهذا الشأن وكنا نشترك مثنى وثلاثة على جهاز واحد نتساءل بعضنا البعض عن كيفية تشغيل هذا البرنامج أو ذاك بدون أي تكوين أو تأطير ولقلة أو انعدام الأطر الإعلامية آنذاك ،وبعد ذلك ستنتشر المقاهي وأندية الانترنيت مما سيؤدي إلى ظهور قاعدة عريضة من المهتمين بالشأن الالكتروني والانترنيت وسيواكب هذا التطور ظهور مواقع الكترونية جديدة مثل موقع اريف اينو الذي لعب دورا أساسيا في هذا المجال وناظور 24 و ونادور توداي وكاب نادور إلى غير ذلك من المواقع والتي يبلع عددها حاليا أزيد من 50 موقع ،الذين يستحقون كل التقدير والتنويه لما يبذلونه من جهد في نقل الخبر وتنوير الرأي العام المحلي والوطني والدولي . وفي إطار الاهتمام بالصحافة الإلكترونية الوليدة قام بعض الصحفيين بتأسيس لجنة تحضيرية لتأسيس إطار قانوني لسد الفراغ الصحفي الذي كانت تعاني منها المدينة وكان لابد من التفكير جديا في كيان قوى يقف خلف كل العاملين في مجال الصحافة الالكترونية، ولتقديم الدعم النسبي لكل هواة الصحافة الالكترونية لمواجهة تحدياتها المتمثلة في إشكالية تقنينها واحترام الصحفي أثناء مزاولة مهامه التطوعية ،هذا الكم الهائل من المواقع الذي كان يفتقد إلى إطار قانوني لتوحيد صفوفه، ترتب عنه نقاش محلي وجهوي حول تنظيم الصحافة الالكترونية و الدفاع عن الحقوق المعنوية والمادية للصحافي الالكتروني أدى إلى تأسيس إطارا جهويا يحمل اسم : “الإتحاد الجهوي للصحافة الإلكترونية بالريف” وذلك يوم الاربعاء 28 مارس 2012 بمؤسسة دار الأم بالناظو ومن أهم أهدافه العمل على نشر أخلاقيات مهنة الصحافة في الفضاء الإلكتروني ،دعم التدريب والتكوين والبحث في مجال الإعلام الالكتروني، التضامن من أجل حرية العمل الصحفي المهني الإلكتروني، و المساهمة في تقديم قانون ينظم مهنة الصحافة الالكترونية بتنسيق مع الجهات الحكومية والغير الحكومية بالمغرب، وربط شراكات مع منظمات وطنية و دولية حكومية وغير حكومية تتقاطع اهتماماتها مع الجمعية، و عقد ندوات فكرية محلية، جهوية، وطنية ودولية، و التكريس الفعلي للصحافة المواطنة. وأهم ما يميز الإعلام الإلكتروني، هي التفاعلية والسرعة في إيصال المعلومة إلى الجمهور على خلاف الإعلام الورقي الذي ألفناه، حيث كنا ننتظر 24 ساعة على الأقل لتلقي خبر ما أما ألأخبار المحلية فكانت تستغرق بضعة اساببع أو شهور لنطمئن بمصداقيتها وذلك عبر قلة من الصحف المحلية جريدة الصدى و كواليس الريف و الريفي أو أحيانا جريدة الشرق وصوت الشمال والعبور الصحفي إلى غير ذلك من الجرائد المحلية الورقية . كما إن الإعلام الإلكتروني المنضوي تحت لواء إطار موحد ينتجه بالضرورة صحافيون يلتزمون بأخلاقيات المهنة الصحافية، وإتباع منهجية متفق عليها، وهذا ما يميزه عن باقي الهيآت الصحافية الأخرى ، و لقد شكلت انطلاقة الصحافة على شبكة الانترنيت ظاهرة إعلامية جديدة، مرتبطة بثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فأصبح المشهد الإعلامي أقرب أن يكون ملكا للجميع، وفي متناول الجميع، بعد أن كان محصورا في فئة معينة من الشعب، وصار أكثر انتشارا وسرعة في الوصول إلى أكبر عدد من القراء، وبذلك تكون الصحافة الإلكترونية قد أنارت آفاقا عديدة، وأصبحت أسهل وأقرب للمواطن، ومنذ إنشائها قبل عقدين من الآن، أحدثت شبكة الانترنيت الثورة في الحياة اليومية للملايين عبر العالم، ليصبح الإعلام الإلكتروني في ظرف وجيز عميق التأثير، وواسع الانتشار. كما أثار الإتحاد الجهوي للصحافة الإلكترونية بالريف بمناسبة تخليده للذكرى العالمية للصحافة والذي عُقد في مدينة الناظور تساؤلات حول مستقبل الصحافة الالكترونية في ظل ارتفاع الإقبال عليها وتزايد انتشار الصحف والمواقع الإلكترونية.وذلك بحضور مجموعة من ممثلي المواقع الالكترونية بإقليميالناظور ودريوش ومحرري وناشري ومقدمي خدمات الإنتاج الصحفي والصحافة الإلكترونية المحلية والجهوية التي تشهد نموا ملحوظا في الآونة الأخيرة وأظهرت التساؤلات التي ناقشت هذا الموضوع على الساحة المحلية خلال السنوات الأخيرة مدى الاهتمام بمستقبل الصحافة في ظل التطور المذهل لشبكة الإنترنت، وذلك بالرغم من أن عدد مستخدمي الإنترنت على مستوى إقليمالناظور منخفض نسبيا حيث يقدر بحوالي 5% من إجمالي عدد السكان في حين يصل في بعض مدن أمريكا الشمالية إلي 87% وأوروبا إلي 65% حسب بعض الإحصائيات. فمزيدا من التعبئة والتاطير لتشجيع شبابنا على مواكبة التطورات المعاصرة في ميدان الثقافة المعلوماتية لما لها من أهمية في حياتنا اليومية .