بقلم ذ.محمادي راسي – بني أنصار منظم الحفل: جمعية مزوجة سبور بني أنصار لكرة القدم الزمان: يوم الأحد 6/ 5 /2012/ الخامسة والنصف مساء المكان: مركز التأهيل المهني البحري ببني انصار مناسبة الحفل: انتهاء الموسم الرياضي لكرة القدم 2011 /2012 تمهيد: الكرة لغة جاءت من كرو: كرا يكرو كروا الأرض حفرها / والأمر أعاده / وبالكرة: لعب بها / والكرة كل جسم مستدير / هناك كرة السلة / والمضرب / والقدم / الكرة السماوية كرة وهمية تفرض النجوم عليها / الكرة السماوية المحلية الخاصة بمكان ما من الأرض../ وكرة الثوابت… الكرة أصلها كرو حذفت الواو وعوض عنها الهاء والنسبة إليها كري على لفظها، والمشهور كروي على الأصل وتجمع على: كرين بضم الكاف وكرين بكسرها وكرى وكرات وأكر… الكرة لعبا من الصعب فهمها، فكم من فرقة ضعيفة غلبت فرقة قوية…!!! والجمهور يدافع عن فرقته لأجل الفوز بكذا أو بكذا، ولكن يجب أن يكون التنافس مشحونا بروح رياضية وديمقراطية وتسامح، بدون عنف ولا شجار ولا جرح ولا قتل، لأن الكرة كباقي الرياضات توحد بين الشعوب، وستبقى كرة القدم رمزا، للتنشيط والفرجة والمتعة والنقد وإبداء الرأي والدفاع والنقاش، شأنها كشأن القصة والرواية والمسرحية… والرياضة بصفة عامة هي تربية عقلية ونفسية وجسمية وتربي في الفرد روح المنافسة البريئة، والإيثار والتسامح والتآزر والتآخي، إلى جانب التنشيط والاستمتاع للقضاء على الروتين والرتوب، فمزيدا من الرياضة للقضاء على السموم الفتاكة، التي تجعل الشاب خاملا هاملا مريضا، لا يقدر على العمل، بل، حتى على المشي فيسبب لنفسه ولجسمه الإعاقة وهو صحيح البنية وسليم الجسم. لما توصلت بالاستدعاء، حللت بمكان الحفل، وكيف لا، وجل اللاعبين، ورئيس الجمعية الحالي من تلامذتنا، لأن السابق هو الدكتور عبد المجيد الحموتي وهو من تلامذتنا أيضا، والمدرب من أقاربنا وباقي الأعضاء أيضا من معارفنا وأصدقائنا، فلم أشعر بالغربة، وإنما شعرت كأنني في بيتي وبين أهلي، وحينما التفتت يمينا وشمالا، ألفيت جمهور بني أنصار المشجع لهذا الفريق والذي كانت تصفيقاته حارة، خلال الحفل، وأصدقاء قدماء في كرة القدم، والبعض منهم اشتعل رأسهم شيبا، فزدت حبورا وسرورا، ورجعت بي الذكريات إلى أواخر الستينات، حينما كنا نلعب ونحن طلبة جامعيون كرة القدم كلما حلت العطلة الصيفية في شاطئ ميامي سابقا، الميناء حاليا، أمثال الأطباء الإخوة محمد بوشطروش وحسن والمرحوم حسين، ومحمد دغوش والأستاذ الطاهر الحموتي، وحسين الحموتي والمعروف بأمنسيو نسبة إلى لاعب ريال مدريد في ذلك الحين أمنسيو والطبيب لحف عمر الذي يشتغل بسلمنكا بإسبانيا، ولحف ميمون المتواجد أيضا بإسبانيا وغيرهم، كما تذكرت لاعبين قدماء، رحمهم الله برحمته الواسعة، وكنا نلعب مع المحترفين خلال العطلة، وهم من بني أنصار ،وحتى الإسبان من مليلية السليبة، كانوا يلعبون في القسم الثالث والثاني ولم ينتقل فريقهم إلى القسم الأول قط، أمثال باكيتو مويا لاعب سرقسطة سابقا وراموس وغيرهما، بينما بني أنصار كان لاعبوها في فريق الهلال الناظوري القسم الأول، وهم الذين أوصلوه إلى القسم المذكور. الملعب في ذلك الحين هو الشاطئ، بدون سور وسياج، في الهواء الطلق، أرضه رمال ممزوجة بالحلزونيات والصدف، بدون مستودع للملابس، وبدون أماكن للاستحمام، فالشاطئ إلى يومنا هذا هو الملعب للشباب… ممالا ريب فيه، أن كرة القدم من أفضل الرياضات، لأن الإنسان يستخدم فيها جميع حواسه وأطرافه وحتى عقله، وجسمه يتحرك بأكمله. هذا التمهيد لا بد منه للتذكير، لأن لبني أنصار تاريخا قديما في كرة القدم وحتى في سباق الدراجات العادية، والملاكمة، ولما كان التوثيق منعدما فإننا لا نعرف شيئا عن الأجيال السابقة التي عاشت في عهد الحماية وبعدها في الخمسينات. بداية الحفل افتتح الحفل بالنشيد الوطني من أداء فتيات صغيرات تابعة لمدرسة البكري، ثم تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وأخذ الكلمة كل من رئيس الجمعية السيد جواد بولحف ومدرب الفريق السيد الحسين الحموتي، ثم تناول الكلمة بعض ممثلي الجمعيات وممثل المجلس البلدي، وكان السيد عزيز بنعلي هو مسير ومنشط الحفل كما أنه مدرب للتكواندو وقد اشتغل معنا سابقا بالثانوية الإعدادية: ومر الحفل وفق البرنامج المسطر من أغنيات دينية وأمازيغية وفرنسية أدتها براعيم مدرسةالبكري، وبعد ذلك تم توزيع الشواهد التقديرية، ثم عرض في رياضة الكاراتي شارك فيه حسن الحموتي، شاكور محمد، عبد الواحد العبروقي، سفيان العلوش وقد نالوا شواهد تقديرية بهذه المناسبة، وأخيرا ترك المجال للحضور لإبداء الرأي أو الملاحظات، وقد تدخل محمد السدراتي المعروف “بالتحلي” لطرح بعض ملاحظاته تتعلق بالملعب البلدي، والمعروف أيضا بالمزاح والدعابة والتنشيط من حيث إحداث أصوات فنية، وهو مشجع للفريق، كما شكر السيد مدرب الفريق الحسين الحموتي، السيد مدير مركز التأهيل المهني البحري ببني انصار جزاه الله خيرا، حيث تفضل بتخصيص إحدى قاعات مؤسسته هذا دليل على حبه للرياضة لتنظيم هذا الحفل الذي كان متواضعا، ومر في جو ساده الهدوء والسكون والاحترام. كما شكر جميع المواقع الإلكترونية تصويرا وتحريرا، لأنها فعلا تواكب ماجد في بني أنصار اجتماعيا وثقافيا وفنيا وصحيا ورياضيا… هذا الحفل هذا الحفل كان فريدا من نوعه، كان بسيطا ومتواضعا، كان عرسا ومهرجانا، بعيدا عن الهرج والمرج والبهرجة والهرطقة والسخافة والسفسطة، هذا الحفل تكريس وتأريخ وبداية توثيق لكرة القدم من خلال الصور المعروضة على الشاشة الحائطية، هذا الحفل تذكير بأن هناك مواهب رياضية، ولكن لا تملك مكانا حتى للاحتفال بما قدمته هذه الفرقة التي وصلت إلى مرتبة مشرفة، وهي تعاني ماديا ومعنويا وبدون ملعب، هذا الحفل تذكير للأبطال السابقين قصد التعرف عليهم، وسرد تاريخ بني أنصار في ميدان كرة القدم، وكما قال السيد أمكاحلي البكاي اللاعب القديم سابقا “بني أنصار كانت مزرعة بل مشتلا لمدينة الناظور في كرة القدم” وفعلا كما يشهد الجميع فريق الهلال كان معظم لاعبيه من بني أنصار. هذا الحفل تكريم وتواصل وتعارف وتقارب، رأينا فيه أصدقاء بعد طول غياب زاد عن ثلاثين سنة حينما كنا نلعب الكرة: وفيه تذكرنا الراحلين إلى دار البقاء، وكانت اللحظة المثيرة في هذا الحفل، وقوف الطفلين الصغيرين ليتسلما شهادة التكريم والتقدير نيابة عن أبيهما المرحوم صالح بوتونسي رحمه الله. هذا الحفل تشجيع للفريق الذي ضحى كثيرا، وكابد الأمور الشاقة باستمرار، للوصول إلى المراتب العليا، وتشريف لبني أنصار كرويا. ومن شواهد الاستماتة والتضحية والمنافسة، تلك الصور المعروضة على الحائط، ووقف السيد المدرب أثناء التعليق على صور اللاعبين، عند صورة اللاعب ياسين الحموتي ابن نجيب الحموتي، وعلى أنفه ضمادة نتيجة كسر وهو في ميدان اللعب، فتذكر المدرب نفس الحادثة وقعت لأبيه نجيب المعروف محليا وجهويا ووطنيا في ميدان كرة القدم، فذكرت بدوري المدرب الحسين الحموتي بمأثورة “من أشبه أو شابه أباه فما ظلم “. وقد كرمت الجمعية عددا من الرياضيين أمثال أمكاحلي البكاي ونجيب الحموتي والإخوة بن علال: إدريس، ومحمد المعروف بالريفلي، وعلال، والمرحوم صالح بوتنسي والتجاني الهيدوري وخالد العزوزي وبومدين لعبودي وعمر بيجو، ونجيم وعلي، وعيسى الحموتي، وحسن وعلي ودحو أحمد المعروف “بكوبلا” ومعاوية الحموتي حارس المرمى وكان يلعب بهولندا، وبولحف بنعيسى، وحسين المعروف بالروبيو، وعبد العزيز المعروف بنكرو، وغيرهم وحينما نستعرض هذه الأسماء تتبادر إلى أذهاننا أسماء أخرى كعبد الله المعروف بزكالو ومحمد بولحف وبوزيان بولحف وادريس بوقيشو والمرحوم أمحمذ بوقيشو ومحمادي وبومدين ومحند بولحف وكلهم رحلوا إلى دار البقاء رحمهم الله جميعا وغيرهم، وهناك أسماء لم تحضرني أو امحت من ذاكرتي فمعذرة، لذلك لا بد من توثيق وتدوين وتصوير. كما كرمت بطلين يعدان من أبطال المغرب وهما من بني أنصار التلميذة فاطمة الزهراء أبا عمر وعمر قبوتي ومدربهما السيد عبد العزيز أعراب التابع لجمعية مريم للثقافة والرياضات ببني أنصار، وبولحف عبد الكريم صاحب نادي الفولكونتاكت ببني أنصار والسيد الفقدي حسن رئيس جمعية السعادة ببني أنصار، وأسماء أخرى في مختلف الرياضات… وكرمت أيضا مشجع الفريق السيد يشو رغم إعاقته لأنه يستعين بعكازين حينما يمشي، فهذا يجب مساعدته ماديا ومعنويا. والسيد مدير مدرسة البكري إدريس مطالع، ورئيس جمعية الصداقة للرياضة والتنمية السيد عبد الحفيظ فلكو وقد جاء من مدينة الناظور، وأعتذر مرة أخرى عن عدم ذكر ما تبقى من الأسماء لأسباب ذكرتها سابقا. هذا الحفل رجع بي إلى عهد أواخر الستينات وبداية السبعينات في ميدان كرة القدم، ومن خلاله تعرفنا على وجوه جديدة، في التكواندو والكرتي والفولكونتاكت وغيرها من الرياضات، ويرجع الفضل إلى ظهور الأندية والجمعيات الرياضية التي تساهم في تكوين الأبطال في جميع المجالات الرياضية. هذا الحفل هدفه الاحتفاء بلاعبي فريق مزوجة سبور بني أنصار لكرة القدم لتشجيعهم وتحفيزهم على المزيد، والفضل يرجع أيضا إلى الجمهور المشجع، لأن رئيس الفريق والمدرب والمساعدين وأعضاء الجمعية واللاعبين لم يبالوا ولم يهتموا بالمكان، فشغلهم الشاغل هو رفع الفريق إلى المراتب العليا وتعزيز وتشريف مدينة بني أنصار كرويا، رغم العراقيل المادية وقلة الوسائل لإجراء التداريب والقيام بالتربصات الرياضية، وانعدام الملعب والأخير هو العائق الرئيسي. هذا الحفل هو تنبيه للعقول المتحجرة التي لا ترى إلا مصالحها، هو تنبيه لأجل إيجاد ملعب لكرة القدم، ومكان لتكريم المحتفى بهم، وجميع اللاعبين حاليا ومستقبلا، فعلى المهتمين بالشأن المحلي أن يعيدوا النظر في هذا المعضل العويص الذي يقف عائقا في وجه كل تقدم كروي وغيره من الأنشطة الرياضية. واليوم، جميع رؤساء الجمعيات، وفعاليات المجتمع المدني، والمثقفين وغيرهم، يدعون إلى مراسلة المعنيين على المستوى المحلي والجهوي والوطني، بإعادة بناء دار الشباب وإنشاء ملعب بلدي ببني أنصار، فمن العار أن يلعب فريقنا في ملاعب مدن أخرى، وبني انصار رائدة في ميدان كرة القدم، وأسبق للمدن التي تزورها وتقابلها اليوم. ومن هذا المنبر أدعو إلى تأسيس: فرق في كرة اليد، والسلة والمضرب، والكرة الطائرة، وغيرها من الأنشطة، ليشارك الشباب طرا، وينخرط في الفرق والأندية والقيام برحلات ترفيهية واستكشافية، لتفادي التجوال الذي لا فائدة منه، ومحاربة السموم القاتلة التي لا علاج لها، إذ لابد من أخذ العبرة لما نعاينه من خلال سلوكات بعض الشباب المشينة، وما تعانيه أسرهم من جراء السموم التي تنتهي بالأمراض العقلية والنفسية والعصبية والسجن أحيانا. ومن هذا المنبر ننتظر جميعا من اللاعبين القدماء وعلى رأسهم السيد نجيب الحموتي الذي دعا إلى عقد مناظرة محلية للنظر في الشأن الرياضي عامة، وكرة القدم خاصة، بصفته لاعبا متألقا قديما، ومدربا محنكا سابقا. وبعد، هذه انطباعات حول الحفل أريد بها أن أدونها، لأن ما شاهدته أثر في خلدي وحيزومي، وجعلني أشعر بالفرحة، وأنا أشارك حفل فريق يريد المزيد وكسب انتصارات لهذه المدينة المنسية، التي لا تذكر إلا بالتهريب المعيشي، بينما في أحشائها مواهب في جميع الميادين، وهذا الحفل قادني إلى تذكر أبطال من القرن الماضي، فالبعض منهم حضروا والبعض رحلوا إلى دار البقاء رحمهم الله جميعا، وكل من عليها فان، والبعض غابوا لأسباب لا نعرفها، و”الغائب حجة معه” كما يقول عامة الناس، والبعض ربما طالهم النسيان سهوا وليس عمدا، لأن الإنسان من طبيعته النسيان، والبعض كرم، والبعض ربما لم يكرم، هذه مجرد آراء لاحظها بعض الحاضرين، ولكن تلك الملاحظات، لا تنقص من مكانة الحفل الذي كان عرسا متواضعا، حضره سكان بني أنصار، بل، شارك فيه بالتصفيقات والتشجيعات وكيف لا؟، والمحتفى بهم هم من أسرنا وأقاربنا ومعارفنا وأصدقائنا وتلامذتنا، فمزيدا من مثل هذه الاحتفالات المتواضعة البعيدة عن السفه والبهرجة والاستخفاف، والهدف من هذا الحفل، هو التشجيع ليصل الفريق إلى مرتبة مشرفة، فالحفل حفلنا، والعرس عرسنا، والفريق فريقنا وبني انصار مدينتنا جميعا، ولبلوغ الهدف لا بد من الصبر والمكابدة والمبادرة والتطوع. وأخيرا لابد من توجيه الشكر إلى الحضور والمنظمين وأعضاء الجمعية ورئيسها ومدرب الفرقة ومدير مركز التأهيل المهني البحري، واللاعبين وجميع الرياضيين، والجمعيات والمؤسسات، لأن الحفل كان هادفا وناجحا ومتواضعا، ومستقبلا سيلقى نجاحا أكثر، وهو بداية وتكريس وتذكير وتأريخ وترسيخ، ولابد من تصحيح الأخطاء، ومن الأخطاء يتعلم الإنسان، ولكل صارم نبوة، ولكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة، ولكل قلم زلة، ولكل لسان فلتة، وكل من سار على الدرب وصل.