قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن الوجه الجديد للوباء شرس، وكذلك عواقبه وتداعياته. وشدد حمضي ضمن تصريح صحافي على أنه "من الضروري تجنب هذا الوضع الذي أصاب عدة دول في مقتل وشل الحياة فيها"، ودعا إلى العمل "بجد الآن لتجنب الأسوأ وعدم تعريض الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي للخطر الذي نعول عليه كثيرا في فصل الصيف". وأبرز المختص أن الوضع الوبائي في فرنسا كان مستقرا وتحت السيطرة لمدة 10 أسابيع، وكانت حملة التطعيم متقدمة جدا حينما انتشرت الموجة الجديدة للمتغير الوبائي، وبالنسبة إلينا "ما زلنا بعيدين عن المناعة الجماعية. لقد تم اكتشاف المتغيرات البريطانية على أرضنا، ومن المحتمل أن تكون المتغيرات الأخرى كذلك". x محتوى اعلاني وتساءل قائلا: "هل هذا السيناريو الأوروبي يمكن منعه؟"، مجيبا بأن "خطر رؤيته يتكرر فينا محتمل للغاية، وإمكانية تجنبه ليست ممكنة فحسب بل ضرورية". وأضاف: "يجب علينا وقف تقدم المتغيرات المتداولة حتى يتم تطعيم نسبة كبيرة من السكان المغربيين. والامتثال الصارم للتدابير الحاجزية والتدابير الإقليمية، وتجنب السفر غير الإجباري، والاجتماعات والتجمعات العائلية أو غيرها، والامتثال الصارم للعزل من قبل المرضى الذين ثبتت إصابتهم، مع تقييد الاتصالات". وشدد حمضي على أن "الأسابيع القادمة ليست للتراخي، وانفتاح اقتصادنا، ومدارسنا، وحياتنا الاجتماعية، وسياحتنا في أشهر الصيف، يعتمد عليها". وطالب الطبيب ذاته بتوخي "كل الحذر واليقظة لتجنب موجة شرسة"، والالتزام التام بالتدابير التقييدية للسماح بانتعاش محتمل في أشهر الصيف. وحسب حمضي، فقد أدى انتشار متغيرات الفيروس، والمتغير البريطاني بشكل أساسي، إلى زيادة هائلة في الحالات الجديدة، وبالتالي الزيادة تلقائيا في عدد الحالات الشديدة وسط الصغار والكبار. وأبرز أن هذا المتغير معدٍ بنسبة 60٪، وفقا لعدة دراسات. كما يشتبه بشكل متزايد في أنه أكثر ضراوة وأكثر خطورة من السلالة الكلاسيكية، موردا أن دراسة حديثة كشفت أن المتغير البريطاني أكثر خطورة وأكثر فتكا بنسبة 64٪، كاشفا أنه بالنسبة ل 1000 حالة تم اكتشاف إصابتها بهذا المتغير، فإنها تسبب 4.1 حالة وفاة، مقابل 2.5 حالة وفاة بالنسبة لفيروس كورونا التقليدي. واستند حمضي إلى دراسة باللغة الإنجليزية نُشرت في نهاية عام 2020، خلصت إلى أن معدل الإصابة بالفيروس مرة ثانية سيكون 0.7٪ مقابل 0.11٪ بالسلالة الكلاسيكية. وقال: "في الحالات الأكثر خطورة، والمزيد من حالات الإصابة بالعدوى، ومتوسط مدة الإقامة الأطول، فإنه يضع مزيدا من الضغط على النظام الصحي، وعلى أسرة المستشفيات والإنعاش". واعتبر الخبير الصحي أن تطعيم المسنين، وبالتالي حمايتهم، أدى لحسن الحظ إلى تقليل عدد المقبولين من هذه الفئة العمرية في المستشفيات ووحدات العناية المركزة..