صور: محمد العباسي تحولت أزقة وأحياء بني أنصار منذ بحر الأسبوع الماضي إلى مطرح لتجمع الأزبال والنفايات وانتشار أكوام الأكياس البلاستيكية والقمامة والروائح المزكمة، حيث أضحت المدينة مرتعا لتكاثر الكلاب الضالة والحشرات الضارة، ونحن على بعد أسابيع معدودة من الزيارة الملكية المنتظرة للمنطقة والتي ستتزامن وبدء موسم العبور لجاليتنا المقيمة بالخارج وتوافد السياح صيفا من شتى أصقاع العالم برا وبحرا. وأمام هذه الوضعية الكارثية التي آلت إليها المدينة، أصبحت الجهات المعنية بالمجلس البلدي مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإعادة النظر في سياستها تجاه تدبير هذا القطاع والعمل على تخصيص اعتمادات مالية استثنائية لمحاربة هذا المشكل والتنسيق والتعاون مع مختلف فعاليات المجتمع المدني لكي لا تتحول بني أنصار من بوابة أوربا إلى بوابة لمطرح للأزبال وخزان للحشرات والروائح التي تعافها الأنفس. نعم نعي جيدا بأن الجزء الأوفر من المسؤولية تتحمله الشركة المفوض إليها تدبير قطاع التطهير الصلب تحت مسمى عقد مجموعة الجماعات من أجل البيئة بالناظور الكبير، وما عرفته شركة النظافة “فيوليا” من تعثر وتخبط في مسيرتها ومشوارها، تمخض عنه العديد من ردود الأفعال من قبل المسؤولين وعمال الشركة على حد سواء، كان آخرها إضراب عمال ومستخدمي الشركة منذ الخميس الماضي، ما أدى إلى تفاقم الوضعية وإغراق بني أنصار في الأزبال والروائح الكريهة والمناظر المخزية…، لكن لا يمكن أن نقبل الأمر بهذه البساطة دون تحميل المجلس البلدي للجزء المتبقي من المسؤولية، فهذا الأخير ولا غرو هو المسؤول أمام الساكنة، وهو المنتخب والناطق والمقرر باسمها، والمخاطب والمسؤول أمامها في كل عثرة ولو في أقصى نقطة بالمدينة، فشركة فيوليا لا يمكن أن تعفي المسؤولين بالمجلس البلدي من مسؤوليتهم وحق الساكنة في مسائلتهم ومتابعتهم بالتقصير والتقاعس عن أداء واجبهم في حماية بني أنصار من الأدران والنفايات ووقاية وحفظ صحة وسلامة ساكنتها، فزمن من المسؤول قد مضى وحل محله اقتران تحمل المسؤولية بقبول المحاسبة.