بعد مرور أزيد من ستة أشهر من الأبحاث والتحقيقات عقب اعتقاله بداية شهر يونيو الماضي، أنهت أخيرا الغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بمدينة مكناس، أطوار الجولة الأولى من محاكمة «اليوتوبر» المثير للجدل الذي اشتهر بتصويره فيديوهات أعماله الخيرية وتوزيع إعانات على المحتاجين بمختلف المدن والمناطق المغربية، كان يجمعها من المحسنين من داخل المغرب وخارجه، حيث أصدرت المحكمة بعد، ظهر أول أمس الثلاثاء، أحكامها في الملفين اللذين يتابع من أجلهما معية متهمين آخرين في حالة اعتقال منذ نهاية شهر أبريل الماضي. واستنادا إلى منطوق الأحكام التي أصدرها، بعد ظهر أول أمس الثلاثاء، القاضي رئيس هيئة الحكم بالغرفة الجنحية التلبسية لدى المحكمة الابتدائية بمدينة مكناس، فقد قضت المحكمة ببراءة الفاعل الجمعوي في مجال الإحسان، يوسف الزروالي، ابن مدينة مكناس، من تهمة «النصب والاحتيال» و«خيانة الأمانة»، كما حصلت والدته أيضا على البراءة من هذه التهمة بعدما تابعها قاضي التحقيق في حالة سراح بجنحة «المشاركة في النصب والاحتيال» المنسوبة إلى ابنها، حيث واجه الزروالي سبع شكايات يتهمه فيها أصحابها بالنصب باسمهم، والمتاجرة بمآسيهم للحصول على أموال كان يجمعها من المحسنين من داخل المغرب وخارجه عبر «لايفات» كان يبثها على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي لفائدة أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا الأشخاص الذين يعيشون الهشاشة الاجتماعية، فيما كان هؤلاء يتوصلون، حسب ما جاء في شكاياتهم، بمبالغ هزيلة. من جهته، رد «اليوتوبر» على شكاوى متهميه بإنكاره المنسوب إليه في جميع أطوار التحقيق معه وجلسات محاكمته بالغرفة الجنحية التلبسية في المحكمة الابتدائية بمكناس، حيث نجح محاموه، حسب ما أعلنوه للصحافة عقب صدور أحكام المحكمة بجلسة أول أمس الثلاثاء، في الحصول على قرار من المحكمة في جلسة سابقة لاستصدار الكشف البنكي للحسابات الخاصة بالمستفيدين من عائدات تبرعات المحسنين، وكذا تلك المتعلقة بالمحسنين الذين تقدم بعضهم بشكايات في مواجهة الزروالي، بينهم امرأة من الخميسات صرحت في شكايتها بأنها تبرعت لفائدة أعماله الخيرية في غشت 2019 بمبلغ 20 مليون سنتيم، لكنه وزع منها 2 مليون سنتيم فقط على مستحقيها، غير أن دفاع «اليوتوبر» أدلى للمحكمة بكشف من حساب المحسنة المشتكية ابنة مدينة الخميسات، استصدرته وكالة بنكية بمدينة أزيلال، يظهر، حسب محاضر المحكمة، أن المبلغ المسحوب من حسابها صيف 2019 هو 2 مليون سنتيم وليس 20 مليون سنتيم، كما تدعي المحسنة ابنة الخميسات، حيث سلمت حينها يدا بيد للزروالي بحضور شاهدين كانا معهما بمدينة أزيلال المبلغ المسحوب من حسابها والمقدر بمليوني سنتيم لمساعدة عائلة تعيش الهشاشة في المدينة نفسها. وفي مقابل حكم المحكمة ببراءة «اليوتوبر» يوسف الزروالي من تهمة «النصب والاحتيال» على المستفيدين من أعماله الخيرية و«خيانة الأمانة» والتصرف في الأموال التي يتلقاها من المحسنين، أدانته المحكمة في الملف الثاني المتابع فيه بتهم ثقيلة، تخص «توزيع ادعاءات كاذبة قصد المساس بحياة الأشخاص والتشهير والسب والقذف، و«الضرب والجرح»، و«عدم احترام قانون الجمعيات»، و«التزوير في ورقة المرور»، حيث آخذته المحكمة بكل هذه التهم وأدانته ب7 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية حددتها المحكمة في خمسة آلاف درهم. وفي الدعوى المدنية التابعة، حكمت المحكمة على «اليوتوبر» يوسف الزروالي بأدائه لخمسة مطالبين بالحق المدني، كانوا من بين الغاضبين من إقصائهم من الإعانات التي جمعها المتهم من المحسنين، تعويضا مدنيا حددته المحكمة في 15 ألف درهم لما لحقهم من أضرار نفسية ومعنوية جراء تعريضهم، حسب شكاياتهم، ل«التشهير والسب والقذف العلني في مواقع التواصل الاجتماعي»، فيما ينتظر أن يغادر «اليوتوبر» سجن تولال2 بضواحي مدينة مكناس في العاشر من شهر يناير المقبل، حيث تنتهي العقوبة الحبسية المحكوم بها عليه بجنح «التشهير والسب والقذف»، والمحددة في سبعة أشهر حبسا نافذا، قضى منها حتى الآن أزيد من ستة أشهر عقب اعتقاله في 11 يونيو الماضي، حيث تنتظره الجولة الثانية من محاكمته استئنافيا بعدما قررت النيابة العامة استئناف الأحكام الابتدائية الصادرة في حقه بجلسة الثلاثاء.