أعطيت الاثنين، الانطلاقة الفعلية لمستشفى القرب متعدد التخصصات بزايو، بشكل جزئي، حيث سيتم فتح بعض الأقسام في انتظار افتتاح باقي الأقسام، والذي سيكون في غضون الثلاثة أشهر القادمة كأقصى تقدير. بحسب ما أكدته مصادر من داخل مندوبية الصحة. ورغم طول انتظار الساكنة الذي دام سبع سنوات، بين التدشين والافتتاح، إلا أن نوعية المؤسسة وجودة مرافقها وتجهيزاتها تنسينا مرارة الانتظار. فالمستشفى تم إخراجه وفق آخر المعايير المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية. يتذكر الجميع أول مسيرة انطلقت بزايو من أجل المطالبة بالمستشفى، وقد كانت سنة 2012، حينها توحدت كافة الأطياف والإطارات خلف هذا المطلب، وكلما تجددت الدعوة للاحتجاج على كارثية الوضع الصحي إلا وكانت الاستجابة بالآلاف. مستشفى القرب يبقى نموذجا لترافع الساكنة عن حقوقها ومصالحها، وكل الأطياف المدنية بالمدينة كان لها نصيب من الفضل في إخراج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود. فلا أحد يتزايد على الآخر في هذا الموضوع. وإذا كان لا بد من ذكر أصحاب الفضل فإنه لا يمكن نسيان دور جماعة زايو، ورئيسها في توفير الوعاء العقاري لتنزيل المستشفى، وكلنا يعرف حجم الإكراهات المرتبطة بتوفير العقار بالمدينة. برلمانيو إقليمالناظور بدورهم كان لهم الفضل في الضغط على وزارة الصحة، ونذكر هنا دور فاروق الطاهري ومراسلاته، وابتسام مراس ومداخلاتها، وليلى أحكيم وترافعها. ولعل اجتماعات وزير الصحة داخل لجنة القطاعات الاجتماعية خير صورة على ما كان يجري. وزير الصحة السابق، ابن المنطقة، الحسين الوردي، يعد كذلك من أبرز الشخصيات التي ساهمت بقسط وافر في بناء هذا المستشفى لفائدة ساكنة زايو. وكلنا يتذكر سؤال البرلماني وديع التنملالي بمجلس النواب، حين سأل الوردي عن غياب مستشفى بالمدينة، فكان جواب الوزير بالقطع أن وزارته سوف ترصد ميزانية مهمة لتشييد هذه المؤسسة، وهو ما كان. الجمعيات الحقوقية بدورها تناست خلافاتها محليا وتوحدت خلف مطلب المستشفى، وكان هذا كافيا لإعطاء رسالة واضحة مفادها أن مصالح المدينة وقاطنيها فوق كل اعتبار. مجهودات الأطر الصحية، سواء أبناء المدينة أو مسؤولي القطاع إقليميا بدورهم ضغطوا من أجل افتتاح المستشفى، من خلال تقاريرهم أو ضغطهم النقابي على المسؤولين. المستشفى اليوم بات جاهزا والكل ساهم في ذلك، وفي انتظار استكمال إخراجه إلى حيز الوجود، يبقى الدور على الساكنة التي عليها الحفاظ عليه، من خلال الحرص على نظافته وعدم تخريب مرافقه.