فيلم سينمائي قصير للهواة ناطق بالريفية، يثير ضجة في الأوساط الطلابية، وكادت تداعياته تحدث أزمة بين الفصائل، بوجدة “الطالب المنحوس” أول فيلم يصور بجامعة محمد الأول تحرير وتصوير: بدر أعراب وجدة في بادرة فريدة من نوعها، أجري خلال اليومين الماضين بساحة كلية الحقوق التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، تصوير مشاهد من أطوار فيلم قصير ناطق بالريفية والدارجة، اُختير له عنوان “الطالب المنحوس”، وحسبما أدلى به أحد المشتغلين ضمن طاقمه الفني الذي يتكوّن من طلبة أوطميين أغلبهم ينحدرون من أقاليم الريف، فإنه من المزمع أن يتّم بحث سبل إمكانية تسويقه لفائدة القناة الأمازيغية الثامنة، كما يتوخى أصحابه المشاركة من خلاله في المسابقات المهتمة بهذا المجال، بعد أن يعرض أول مرة على أنظار الطلبة داخل الحرم الجامعي عبر تقنية الشاشة العملاقة، حالما يتم الإفراغ من مراحل تصويره وكذا عملية المونتاج، للحسم في ما إذا كان هناك توافق بين جميع المكونات الجامعية بخصوص بثه عبر القنوات التلفزية والانترنيت من عدمه، كشرط أساسي ألزمت به تنظيمات طلابية فريق العمل الساهر على إعداد الفيلم على اعتبار أنه حلّ توافقي مبدئي على خلفية الضجة التي خلفتها عملية البدء في التصوير بالفضاء الداخلي للكليات، ما جعل الطلبة يعيشون على أعصابهم طيلة مدة التصوير، خصوصا وأن العمل الفني هذا في بادئ الأمر قوبل بالرفض من قبل فصيل الطلبة القاعديين، قبل أن يتدخل على الخط تنظيم الحركة الثقافية الأمازيغية الذي تبنى كامل مسؤوليته فيما قد يمكن أن ينجم عن العمل إياه. هذا وإلى ذلك انقسم الطلبة في هذا الصدد إلى صفين، بين معارض لفكرة انجاز شريط سينمائي حتى ولو كان يتطرق لمعاناة الطالب المغربي، بدعوى أن المشرفين عليه لم يأخذوا بالأعراف الجامعية التي تملي عليهم انتهاج أسلوب الاستشارة مع فصيلهم قبل تنفيذ أية خطوة فعلية في إطاره، لا سيم عدم تمكينهم من الاطلاع على “السيناريو” لا لأنهم ضد الإبداع يقولون، وبين مؤيد للفكرة على اعتبار أن الجامعة تعدّ فضاء للثقافة والفن كما هي للعلم والتحصيل الدراسي، وبالرغم من أن العمل الفني هذا يروم خلق شكل تعبيري جديد على الساحة النضالية إلا أنه يوازي في صميمه الأشكال النضالية الأخرى المتعارف عليها جامعيا يفيد المؤيدون، غير أن مجموعة مواهب الطلبة المسماة إختصارا G.T.S المكلفة على إنجاز الشريط صممت على استئناف سير عملية التصوير داخل الحرم الجامعي والمضي فيه، ما كاد أن تؤدي بفصلي رفاق النهج القاعدي ( المعارض ) وطلبة الحركة الثقافية الأمازيغية ( المؤيد ) إلى نشوب صدامات كانت ستأخذ شكل مواجهات توقع الجميع أنها على الأبواب، لولا أن خلصت حلقيات النقاش المكثفة إلى إقرار حلّ توافقي أرضى كلا الجانبين، وتمثّل ذلك في كون أن الفيلم سيتم تصويره ولكن شريطة ألا يتّم بثه في أيّ من القنوات كيفما كانت وسائلها، إلى أن يعرض للفرجة داخل أسوار الحي الجامعي، بغية الإقرار بشأنه مجددا. ونسبة إلى ذات المصدر دائما، فإن شريط “الطالب المنحوس” يرصد بشكل درامي وواقعي للعديد من المشاكل التي يتخبط فيها الطالب، كما يسلط الضوء على أهم المحطات التي يقف عندها الطلبة كقاسم مشترك بينهم، وكذا تفاصيل أخرى تتعلق بالحياة الجامعية، متناولا مواقف منها في قالب كوميدي ساخر، كتعامل الإدارة مع صرف المنح الدراسية وكذا ظاهرة الغش التي أخذت في الشيوع بين مدرجات الجامعة المغربية إبان السنوات الأخيرة. ومن جانبه أكد المسؤول الأول عن فريق G.T.S، عقب لقاء خصنا به، أن قرار المنع الذي فرضه التيار القاعدي لا يقوم على أساس واضح، ما دام عملهم الفني أوطمي صرف، واستطرد أن “الرقابة” الممارسة على هذا الأخير وفقا لإلزامية مضمون خلاصة النقاشات المستفيضة، سيخضعون لها استجابة لما تم الإجماع عليه بين كل الأطراف المعنية.