شن أزيد من 50 مهاجرا جزائريا الاثنين الماضي بمدينة مليلية المحتلة إضرابا عن الطعام لإثارة انتباه السلطات الإسبانية بالمدينة إلى الأوضاع الصعبة التي يمرون منها. ويطالب هؤلاء الجزائريون المقيمون بمراكز إيواء خاصة باللاجئين والذين تسللوا إلى المدينة المغربية المحتلة عبر الحدود الشرقية (وجدةوالناظور)، بنقلهم إلى داخل التراب الإسباني... أسوة بالعديد من المهاجرين السريين المنتمين إلى بلدان جنوب الصحراء. ويشتكي هؤلاء المهاجرون من إقامتهم في مراكز إيواء لفترة طويلة دون أن تتم تسوية وضعيتهم القانونية، كما أن السلطات الإسبانية لا ترد بسرعة على طلبات اللجوء التي يتقدمون بها. ويطالبون، أساسا، بنقلهم إلى التراب الإسباني الذي أصبح هدفهم الأساسي، علما أن بينهم من مكث أزيد من أربع سنوات وهو ينتظر أن تسوى وضعيته في المدينة. ويشكو هؤلاء المهاجرون مما يسمونه الحيف في تعامل السلطات الإسبانية في المدينة مع طالبي اللجوء، ففي حين يتم نقل المهاجرين الأفارقة القادمين من بلدان جنوب الصحراء والمهاجرين الجزائريين المتزوجين والذين لهم أبناء إلى داخل التراب الإسباني، تحتفظ السلطات الإسبانية بالجزائريين العزب في المدينة، وهو ما يجعلهم يتخوفون من احتمال ترحيلهم إلى المغرب في حال رفض السلطات الإسبانية لطلباتهم بالحصول على صفة لاجئين. يذكر أن عددا متزايدا من الجزائريين يتسللون من التراب الجزائري إلى المغرب عبر الحدود الشرقية، ليتوجهوا إلى مدينة الناظور ومنها إلى مليلية المحتلة، حيث يقدمون طلبات للجوء السياسي بحثا عن مستقبل واعد في إسبانيا . وتجاوز عدد المهاجرين السريين الذين ألقي القبض عليهم بنواحي الناظور خلال ثلاثة أشهر الأولى من السنة الجارية 600 تهاجر، أغلبهم ينتمون آلى بلدان جنوب الصحراء. ويفضل هؤلاء التوجه نحو الغابات القريبة من المدينةالمحتلة. ;و يشكل المغرب بلد عبور للهجرة، إذ تتسلل إليه أعداد متزايدة عبر الحدود الشرقية، ومنه إلى الثغرين المحتلين سبتة و مليلية. ومن بين المهاجرين من يمكث في المغرب لفترة أطول، خاصة أمام اشتداد المراقبة من طرف السلطات الأمنية المغربية. ولجأ المغرب في السنوات ألأخيرة إلى ترحيل عدد كبير من المهاجرين السريين، غير أن ذلك لم يحد من الوتيرة المتنامية للمهاجرين الذين يتدفقون نحو المغرب بحثا عن ” الجنة الموعودة في أوربا”. في صلة بالموضوع، استنكرت الشبكة الأورو افريقية حول الهجرة في الأسابيع الماضية السياسة المغربية المتشددة تجاه المهاجرين السريين الأفارقة وطالبي اللجوء السياسي بالمغرب. ودعت في أخر لقاء لها إلى مراجعة سياسة الهجرة المتشددة المتبعة من طرف الحكومات الأوربية. وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن عدد المهاجرين السريين المرحلين خارج المغرب يقدرون بما بين 1000 و 1500 شخص في السنة الماضية.