يعيش إقليمالناظور تحولا جذريا في منظومته الاقتصادية، حيث ينتقل بشكل سريع من اقتصاد غير مهيكل يعتمد على التهريب المعيشي عبر الحدود الوهمية مع مليلية المحتلة إلى اقتصاد منظم يعتمد بالأساس على استغلال مؤهلات المنطقة ومقوماتها، مع تركيز الاستثمار وفق ما يوفره هاذين العاملين. فإقليمالناظور من المناطق التي عانت كثيرا من سياسة التهميش والعزلة طيلة العقود الماضية. وهو ما زاد من تأزم الوضعية الاقتصادية والاجتماعية التي سادت خلال هذه الفترات، قبل أن تدرك الدولة أن التهميش والإقصاء الذي عانته المنطقة طيلة العقود الماضية كان سياسة فاشلة أضرت كثيرا بفرص التنمية والتأهيل المناسبة. إدراك الدولة للسياسة الاقتصادية الفاشلة بالإقليم دفعها لتنزيل مخطط تنموي نوعي على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وهو ما جعل من الناظور ورشا اقتصاديا مفتوحا، سيكون مع هذا الإقليم خلال السنوات القادمة رافعة اقتصادية مهمة لبلادنا. فكما يعلم الجميع فإن المراقبين ينتظرون الانتهاء من مشروع ميناء غرب المتوسط سنة 2023، وذلك بجماعة بويافر، وهو ما سيمكن الإقليم من ميناء عصري ومتطور يشكل رافعة أساسية لتعزيز موقع المغرب كمحطة لوجيستيكية هامة في حوض البحر الأبيض المتوسط و كبوابة لأفريقيا. ومن المنتظر أن يخلق هذا المشروع آلاف مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة، كما سيتم ربط منطقة اعزانن بالطريق السيار والسكة الحديدية (الناظور- تاوريرت)، ومنشآت التطهير المائية لحماية المنطقة من الفيضانات، مع تزويد المنطقة بالطاقة الكهربائية والماء الصالح للشرب. ناهيك عن مشاريع أخرى مصاحبة للمشروع النوعي. والأهم من مشروع ميناء غرب المتوسط، سيكون إقليمالناظور قريبا على موعد مع البدء في مشروع ضخم جدا، يتعلق بالقطب الحضري بني أنصار العروي، أشبه ب"ميكالوبوليس" يشمل خمسة جماعات، هي؛ بني أنصار، ازغنغان، الناظور، سلوان والعروي. وسترصد للقطب الحضري ميزانية ضخمة تروم تأهيل هذه الجماعات، مع الحفاظ على خصوصية كل واحدة منها، من خلال الاستثمار في مؤهلاتها ومقوماتها على حدة، حتى يشكل "ميكالوبوليس" الناظور تكاملا اقتصاديا بين الجماعات المذكورة. مشروع مارتشيكا بدوره من المشاريع الضخمة بالإقليم، حيث سيجعل منه وجهة سياحية وطنية ودولية، بالنظر إلى حجم الاستثمارات المقترحة والقائمة، كما أن مخطط تنزيل رؤية 2020 السياحية، وذلك من خلال تمكين الناظور الكبير من عدة مشاريع في هذا الاتجاه، تدعم مشروع مارتشيكا الضخم، برصد أغلفة مالية مهمة. مدينة المهن والكفاءات مشروع آخر سيكون رافعة اقتصادية مهمة للإقليم، وهو مشروع يقع على وعاء عقاري يقدر ب 12 هكتار، تم تصميمه بطاقة استيعابية إجمالية تصل إلى 2920 متدربة ومتدرب سنويا، ويمنح إمكانية التكوين في 8 قطاعات مختلفة تضم 74 شعبة، نحو 58 في المائة منها تخصصات جديدة. هذه المشاريع وغيرها من المشاريع البنيوية الهامة بإقليمالناظور يبدو أنها تستثني مدينة زايو من هذه الدينامية الكبيرة، حيث تغيب المخططات التنموية، في وقت تسود فيه المدينة فوضى عارمة جعلت من العشوائية أساسا للحياة بهذه المدينة. نستغرب باعتبارنا أبناء مدينة زايو أن تبقى حاضرتنا خارج كافة مخططات التنمية بالإقليم، مع تغاض غير مفهوم تجاه ما يجري هنا من خروقات، حتى صارت المدينة عاصمة العشوائية ببلادنا. الوضعية الحالية بزايو خطيرة جدا، لكن لا أحد من السياسيين حمل ملف هذه المدينة إلى المسؤولين المركزيين من أجل إنقاذها، فصار دورهم الوحيد هو التنافس الفارغ فيما بينهم على مناصب المسؤولية الجماعية دون أن يكون لهم مخطط استراتيجي تجاه مدينتهم. وقد كشفت كورونا معدن هؤلاء، حين هبوا للتنافس مع المجتمع المدني حول أعمال الخير، تاركين مهمتهم الحقيقية التي ترشحوا لأجلها والمتمثلة في التنمية المحلية، والنتيجة ناظور يتطور وزايو يتراجع للخلف. من غير المقبول أن يقتصر اهتمام المسؤولين الإقليميين بين بني أنصار والعروي، لأن ذلك قتل لعدة جماعات أخرى مكونة للناظور الكبير، ومنها زايو، وهذا ما سيقوض كل جهود التنمية بالمنطقة. ويبدو أنه بموازاة عملية تطوير اقتصاد الناظور يجري مخطط آخر لقتل زايو، يبدأ بتشجيع البناء العشوائي والفوضى من خلال التغاضي على ذلك، وترك الحال على ما هو عليه بالنسبة للعقار الذي لا يمكن لأي مجهود تنموي أن يتحقق دون توفره. ناهيك عما صدر في السابق من قرارات مهمة مثل تنقيل مقر دائرة لوطا من زايو نحو سلوان وسط سكوت مطبق أو بالأحرى متورط لسياسيي زايو.