نجا زبناء ومتقاضون ومرضى من موت محقق كان سيلحقهم بسبب انهيار عمارة مكونة من ثلاثة طوابق، بشارع مصطفى المعاني، بالدارالبيضاء، إذ حدث الانهيار بشكل كامل، في وقت مبكر، من صباح أمس الأربعاء. حالت الألطاف الإلهية دون وقوع كارثة إنسانية، بعدما تهاوت العمارة، في الثالثة صباحا، إذ كان الشارع فارغا من المارة، كما كانت أبواب مكتبين للمحاماة، ووكالة بنكية، وعيادة، مغلقة، وتسبب الانهيار فقط في إصابة مالكها، الذي يقطن لوحده في الطابق الثالث، بجروح خطيرة، وردم جميع الوثائق والملفات والتجهيزات تحت الأنقاض. وذكر شهود عيان أنه لحسن الحظ أن سقوط العمارة ذات البناء القديم كان في وقت مبكر، وأنهم استفاقوا مذعورين على دوي صوت قوي جدا حسبوه في أول الأمر انفجارا. وذكر شقيق مالك العمارة أن أخاه عبد القادر (ت)، 73 سنة، يقطن لوحده في العمارة، وأنه اتصل به حوالي الخامسة من صباح أمس ليخبره بالحادث، وأنه نقل إلى مستعجلات ابن رشد، مشيرا إلى أنه أصيب بكسر في رجله اليمنى، وبعض الجروح في الرأس، وأنه ما يزال في العناية المركزة. وأوضح المصدر ذاته ل “المغربية” أن شقيقه استفاق على دوي صوت قوي، ولم يدر بنفسه إلا هو وسط حطام العمارة، موضحا أن بعض الجيران وعناصر الوقاية المدنية هم الذين ساعدوه، واستطاعوا إخراجه من بين الحطام. وقال المصدر نفسه إن شقيقه يتهم أشغال بناء عمارة محاذية بالتسبب في انهيار عمارته، وأن هذه الأشغال كانت السبب الرئيسي، لأنها لم تحترم المسافة القانونية لحفر الأساسات. وعاينت “المغربية” أشغال بناء جارية بجوار العمارة السكنية المتهاوية، انطلقت في يناير الماضي. وتبقى الأسباب الحقيقية للانهيار مجهولة، في انتظار ما تسفر عنه معاينات وتحقيقات لجنة مختصة في البناء. واتضح أن جميع الوثائق والتجهيزات التي كانت بمكتبي المحاماة والمعدات الطبية بالعيادة، وكذا وثائق وأموال الوكالة البنكية أتلفت من شدة الانهيار. وينتشر بالدارالبيضاء عدد كبير من المنازل الآيلة للسقوط، أغلبها يعود بناؤه إلى عشرات السنين. ويصف عدد من البيضاويين هذه المنازل، التي يتموقع معظمها في وسط المدينة، والأحياء السكنية القديمة، بقنابل موقوتة، يمكن أن تتهاوى في أي لحظة فوق رؤوس قاطنيها، أو رؤوس المارة