كشفت بقايا أثرية عمرها 16 ألف عام أن المغاربة كانوا أول شعب يستهلك الحلزون في نظامه الغذائي. جاء ذلك أثناء فعالية “يوم الأبواب المفتوحة” التي نظمها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في العاصمة الرباط. وأوضح عالم الآثار والأستاذ في المعهد يوسف بوكبوط لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي” أن الحفريات التي عثر عليها تكشف أن الشعوب الإيبروموريسية (إحدى حضارات ما قبل التاريخ في العالم القديم) كانت أول من استهلك الحلزون. ودعم بوكبوط فرضيته بالحفريات التي عثر عليها في أحد الكهوف بمنطقة الناظور شمالي البلاد، حيث لوحظ وجود بقايا للحلزون. ويعتبر الحلزون، أو ما يُصطلح عليه في المغرب ب”الببوش”، أحد الأطباق الشعبية الشهيرة ويوجد بوفرة في مناطق الشرق المغربي. ويبلغ الإنتاج الوطني من الحلزون أكثر من 15 ألف طن سنوياً، يتم جمعها من الطبيعة، وتوجه 85 في المائة منها إلى التصدير، خصوصاً نحو إسبانيا. لكن هذا الإنتاج يبقى ضعيفاً ولا يترجم الإمكانيات المتوفرة؛ وذلك لكون القطاع لازال تقليدياً وغير مهيكل بالشكل الكافي. وتعني هذه الأرقام أن ما يتم توجيه إلى السوق المغربية للاستهلاك لا يتجاوز 15 في المائة، وغالباً ما يتم استهلاكه من طرف المغاربة في موسم البرد لدى الباعة المتجولين في شوارع المدن، حيث يتم طهيه في الماء ويباع بأثمان في المتناول. وكان المغرب يُصدر إلى الخارج في السابق أكثر من 15 ألف طن سنوياً، لكن المنتوج تراجع في الطبيعة بفعل الجمع العشوائي وعدم تقنين القطاع، إذ لا يُقبل كثيرون على الاستثمار والعمل في هذه المهنة بشكل مستمر وعن وعي بضرورة الحفاظ على الإنتاج. ويتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من الحلزون ما بين 3 و5 أورو في السوق الدولية. ويمكن لضيعات تربية الحلزون أن تنتج عشرة أطنان في الهكتار الواحد في كل دورة إنتاج، وتقبل الدول الأوروبية عليه بشكل كبير، نظراً للخصائص الفيزيائية والكيميائية للحلزون ولعابه، خصوصاً فوائده على صحة الإنسان، واستعماله في مستحضرات التجميل والعناية الصحية.