متابعة توصلت محكمة التحكيم الرياضية “الطاس” بتقريرين بخصوص ما حدث خلال إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية التي جمعت بين فريقي الوداد الرياضي والترجي التونسي نهاية شهر ماي الجاري، وهي المباراة التي لم تكمل وقتها القانوني، بسبب خلاف حول هدف مشروع وقعه اللاعب وليد الكرتي وألغاه حكم الشرط بداعي التسلل، ليعن الترجي “فائزاً” باللقب، قبل أن يقرر جهاز “الكاف” منتصف شهر يونيو المنصرم إعادة المقابلة في ملعب محايد. و بعد الاطلاع على تقارير كل من مندوب المباراة أحمد يحيى وحكم الوسط باكاري غاساما، ويظهر من خلال ما ورد في التقريرين أن الوداد الرياضي قريب من “انتزاع لقب عصبة الأبطال من الترجي التونسي بالقلم”. كما أن ملف الوداد الرياضي معزز بشهادة رئيس “الكاف” أحمد أحمد، والتي تحدث فيها خلال تقديمه لتقرير أمام لجنة الطوارئ على “تلقيه لتهديدات قوية من طرف رئيس نادي الترجي حمدي المدب، إذا لم يعلن الحكم نهاية المباراة وإعلان الترجي فائزا باللقب”. وذكر أحمد أحمد، في تقريره، أن رئيس الترجي أخبره بأن “الجمهور سوف يقتحم الملعب ولا يمكن ضمان سلامة أي أحد”. ويعرض “تيل كيل عربي” 8 أسباب قد تقود محكمة “الطاس” إلى إعلان “الوداد” بطلاً، دون اللجوء إلى إعادة المباراة، في انتظار قرار “الطاس” الذي سوف يعلن عنه نهاية شهر يوليوز الجاري. 1- الوداد لم ينسحب في تقرير غاساما حكم المباراة ومندوبها أحمد يحيى، لم تكن أي إشارة إلى أن فريق الوداد الرياضي انسحب من لقاء إياب نهائي العصبة. وتحدث غاساما في تقريره على أنه عند الساعة الواحدة و30 دقيقة بتوقيت تونس، توجه مندوب المبارة إليه وطلب منه إطلاق صافرة النهاية. 2- شهادة مندوب المباراة وذهب مندوب المباراة إلى تعزيز ما جاء في تقرير الحكم غاساما، وأقر في تقريره الذي رفع إلى محكمة “الطاس” أنه هو من طالب بإنهاء اللقاء. وأشار في التقرير ذاته إلى أن الأمر الذي وجهه لحكم اللقاء صادر عن مسؤولين في “الكاف” الذين حضروا النهائي. 3- قصة وجود تقنية “الفار” من عدمها الحكم باكاري غاساما كان واضحاً في تقريره بهذا الشأن، وأشار إلى أنه أخبر فقط قبل إطلاق صافرة بداية المباراة بأن “قطعة من تقنية الفار لم تصل بعد إلى الملعب، وسوف يتم اخباره بعد وصولها خلال أطوار المباراة”. وقال الحكم في تقريره إنه أبلغ بالقرار من طرف المسؤولين في “الكاف” أدامو سامسون وويال إليزابي. 4- قانونية إخبار الفريق قبل صافرة البداية في التقريرين معاً، أي تقرير غاساما ويحيى، كانت هناك إشارة واضحة إلى أن المباراة برمجت على أساس وجود تقنية المساعدة بالفيديو “الفار”، وتضمن التقريران طاقم التحكيم الذي سوف يشرف عليه برئاسة الحكم الزامبي جوني سكازوي. ودفعت إدارة الودادي الرياضي في ملفها الذي رفع إلى محكمة “الطاس” بأن “الفار لم يكن أصلاً خلال اللقاء”، وبأن “محضر الاجتماع التقني الذي جمعهم مع المسؤولين عن الكاف وفريق الترجي، لم تتم فيه الإشارة إلى أن تقنية المساعدة بالفيديو لن تعمل بسبب تأخر وصول قطعة عالقة في إسبانيا”. الحكم غاساما أقر بأنه أخبر عميد الوداد عبد اللطيف نصير بعدم اشتغال “الفار” عند صافرة البداية، دون أن يشير إلى أخبار مندوب المباراة بذلك أو الطاقم الإداري لنادي الوداد الرياضي. 5- لقطات من المباراة ودائماً بخصوص وجود تقنية “الفار” من عدمه، دعم الوداد ملفه بلقطات من المباراة، والتي تظهر في لحظات متعددة من أطوار اللقاء مطالبة لاعبي الترجي بالرجوع إلى التقنية من أجل التحقق من قرارات حكام اللقاء. وركز الوداد في دفوعاته على لقطة طالب فيها لاعبو الترجي بالعودة إلى تقنية “الفار” لاحتساب ضربة جزاء ضد اللاعب أيمن الحسوني، بداعي أنه لمس الكرة بيده داخل مربع العمليات. وعاد نادي الوداد إلى هذه النقطة بالضبط لتفنيد أخبار الحكم للفريقين بأن تقنية الفيديو لا تعمل قبل بداية اللقاء”. 6- لماذا وضعت شاشة “الفار” في الملعب؟ ومن بين النقاط التي رفعها نادي الوداد الرياضي إلى محكمة “الطاس” التساؤل عن جدوى وضع “الشاشة الخاصة بالفار” فوق أرضية الملعب. وأرفق النادي الأحمر ملفه بصور ومقاطع فيديو تظهر “شاشة الفار” وهي تنقل لقطات من المباراة، واعتبر في دفوعاته على أن وضعها “كان مجرد توهيم وتدليس من طرف المسؤولين عن الفريق المنافس”، وما يعزز موقف إدارة الوداد هو “ما أشار إليه الحكم غاساما، واطلاعه على عدم اشتغال التقنية إلى حين موعد انطلاق المباراة، وعدم إخبار إدارة الفريق بذلك، رغم أن المسؤولين عن الكاف كما ذكر غاساما في تقريره أخبر بالمستجد حول الفار في غرفة الملابس”. 7- عناصر أمنية ومن بين ما أشار إليه غاساما في تقريره دخول مجموعة من “الغرباء” إلى أرضية الملعب طيلة فترة توقف المباراة. وأشار الحكم صراحة إلى أنه من بين الذين دخلوا رقعة الميدان رجال من الأمن التونسي، وأظهرت لقطات وصور عدة تواجد رجال مسلحين داخل المستطيل الأخضر خلال توقف المباراة ولحظة “تسليم اللقب” للترجي التونسي، وذلك ما تمنعه القوانين المنظمة للعبة. 8-أسباب أمنية ومن نقط قوة ملف الوداد أيضاً، أمام محكمة “الطاس” “الظروف الأمنية التي أجريت خلالها المباراة، والاعتداءات التي تعرضت لها بعثة الوداد الرياضي، فضلاً عن تعرض لاعبين للضرب من طرف عناصر الأمن، وإصابة اللاعب أشرف داري على مستوى ساقه حتى سالت بالدماء، عندما حاول اللالتحاق بزملائه بدكة الاحتياط، رغم أنه يحمل بادجا يسمح له بذلك”. كما أن شهادة رئيس “الكاف” أحمد أحمد تبقى أقوى ورقة بيد إدارة الوداد أمام محكمة “الطاس”، والذي تحدث فيها عن “تهديد مباشر من رئيس الترجي حمدي المدب إذا لم يعلن الحكم نهاية المباراة وإعلان الترجي فائزا باللقب”.