تحتفل وكالة مارتشيكا ميد، وهي مؤسسة حكومية رائدة في مجال التنمية المجالية المستدامة، يوم 8 يوليوز 2019، بالذكرى العاشرة لتأسيسها. وبعد 10 سنوات من الانخراط الفعال، 10 سنوات من الإنجازات الرائدة في خدمة المغرب الحديث، أصبحت المملكة الآن ضمن الأمم الكبرى في ميدان الحكامة الترابية الجيدة والمستدامة والمندمجة، وذلك تماشيا مع الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ومنذ إحداثها سنة 2009،التزمت وكالة مارتشيكا ميد، بتنفيذ بمهنية وكفاءة عالية جميع المهام المخولة لها، من خلال الاعتماد على الخبرة والمعرفة التي يتحلى بها أطرها الشابة، وأيضا عبر تنفيذ استراتيجية تنموية منسجمة ومبتكرة، والتي رسم معالمها ودعامتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. ومن أجل الاضطلاع بهذه المسؤولية، تبنت مارتشيكا ميد بشمال شرق المغرب، وبالتحديد بالناظور، خطة واسعة من أجل تنمية شاملة على مساحة تقارب 7500 هكتارا، والتي تحترم في الآن نفسه الإنسان والنظام الإيكولوجي. ومن جهة أخرى، أتاحت الخبرة الكبيرة المكتسبة لمارتشيكا ميد، أخذ بعد دولي، وذلك بعدما أن تزايدت، بشكل كبير، طلبات عدة دول بالقارة السمراء للاستفادة من خدماتها، حيث وضعت هذه الدول ثقتها في كفاءة هذه المؤسسة وخبرتها التي أثبتت جدواها. + تهيئة والمحافظة على بحيرة مارتشيكا، ورش هام يرمز الى المغرب الحديث منذ سنة 2008، وفي إطار الرغبة للرقي بمنطقة الناظور، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة المشروع الكبير للتهيئة وتأهيل موقع بحيرة مارتشيكا، بهدف إحياء هذا الفضاء الفريد، المصنفة كموقع بيولوجي وايكولوجي، وأيضا في إطار اتفاقية RAMSAR، وذلك منذ سنة 2005. وبعيدا عن كونه مشروعا بسيطا، فقد تم تصميم مارتشيكا، منذ البداية، ك ” نموذج للتنمية المستدامة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ”، التي تجسد هذا الطموح المشروع لضمان مستقبل أخضر للمنطقة الشرقية للمملكة بكاملها وعلى الخصوص إقليمالناظور. للتذكير، تقع بحيرة مارشيكا في قلب إقليمالناظور، بشمال شرق المملكة، وتبلغ مساحتها 115 كلم مربع، حيث تمتد الكثبان الرملية على طول يبلغ 25 كلم ليفصلها عن البحر الأبيض المتوسط. وبإمكانات طبيعية والبيئية، تستفيد بحيرة مارتشيكا، حاليا، من مشروع في مستوى التزامات المغرب من أجل تحقيق التنميةواحترام البيئة. ومن هذا المنطلق، حدد مشروع تهيئة هذه البحيرة كهدف له تثمين الثروة الطبيعية لمنطقة الناظور من خلالانجاز سبع مدن موضوعاتية حول البحيرة. وسيعمل هذا المشروع، على إحداث قطب للكفاءات والتنمية المستدامة، وذلك في تناسق مع المشاريع الكبرى بالجهة الشرقية، على وجه الخصوص، والمركب المينائي للناظور لعرب المتوسط (ميد ويست)، والقطب الفلاحي لبركان ومحطة الحرارية للطاقة الشمسية بعين بني مطر. وستساهم المتطلبات البيئية للمشروع في الحفاظ على التراث البيئي للمنطقة الشرقية للمملكة. وبخصوص تأهيل بحيرة مارتشيكا : تضمنت المرحلة الأولى من المشروع تنقية بحيرة مارتشيكا، مما تطلب استثمارا ماليا في حدود 1.5 مليار درهم (150 مليون يورو). وكان لأشغال التنقية وقعا اجتماعيا هاما حيث تم حشد يد عاملة محلية، التي أصبحت على دراية بالمهن المتعلقة بالبيئية. ومكن افتتاح ممر جديد طوله كيلومتر واحد وعرضه 300 متر، من إعادة إحياء المجال البحري وعودة الطيور المهاجرة وظهور الدلافين بالبحيرة. باختصار، يتمحور هذا المشروع الهام حول أربع دعامات رئيسية هي: 1- إعادة تأهيل المجال البيئي 2- التنمية الاقتصادية والاجتماعية 3- تجديد المجال الحضري 4- فتح فضاءات مجالية جديدة للتوسعة الحضرية وإنشاء أقطاب جديدة للأنشطة وانطلاقا من هذا التوجه، يعتبر مشروع تهيئة وتأهيل بحيرة مارتشيكا، اليوم، مشروعا كبيرا ذا بعد إيكولوجي وثقافي واقتصادي وحضري، وأيضا اجتماعي، لكون مختلف المشاريع التي أنجزت أو التي في طور الانجاز في محيط البحيرة، من شأنها أن إحداثحوالي 35000 منصب شغل خلال مختلف مراحل الانجاز والاستغلال. ومن جانب آخر، أصبح المشروع في مجمله، يبرز بشكل تدريجي ويتطور وفق برنامج موضوع بعناية وبوتيرة محددة. وبالنسبة لمكونه الحضري والسياحي الوحيد، مع سبع مدن مبرمجة، من شأن هذا المشروع عند نهايته، أن يغير الملامح الحضريةلمدينة الناظور، وذلك بتوفير البنية التحتية، وجعلها وجهة رائدة للسياحة الوطنية والدولية، لتتمكن من منافسة المحطاتالكبرى المتواجدة حول البحر الأبيض المتوسط، مع الحفاظ على الثروة البيئية بالمنطقة. + لمحة مفصلة حول مشاريع مارتشيكا ميد في إطار تنفيذ الورش الكبير للتهيئة لبحيرة مارتشيكا، تم إيلاء اهتمام خاص بالجانب المتعلق بإعادة التأهيل الحضري. في هذا الصدد، تمت إعادة هيكلة العديد من الأحياء غير المجهزة تجهيزا جيدا وربطها بالخدمات الأساسية في “تيركعة” ، “بوعرورو” ، “شعالة” ، بالاضافة الى جماعتي “أريكمان” و “بني أنصار”. من شأنه البنيات التحتية للقرب التي تم انجازها والساحات العمومية التي تمت تهيئتها، بالإضافة إلى أشغال الهامة التي شملت المدينة الكبرى للناظور، أن تمكن من حماية المنطقة من مخاطر الفيضان. تجدر الإشارة الى أن هذه الاجراءات تواكبها إعادة التحكم في مستوى المياه بالوديان وبناء منشآت للعبور. من بين المشاريع الرائدة أيضا، تأهيل كورنيش الناظور كقطب حقيقي للجاذبية الحضرية والسياحية وذلك بفضل العديد منالتهيئات المنجزة: مسارات الدراجات، وملاعب القرب ومسار طبيعي ومنتزه للألعاب، وإضاءة ملائمة. وقد تم تصميم الكورنيش بشكل متناغم بالنسبة للعموم واستقبال التظاهرات ذات الطابع السوسيو ثقافي والرياضي. كما أن هناك الشاطئ الحضري للناظور، الذي أحدث على المطرح القديم للنفايات، انطلاقا الرواسب الطبيعية المستخرجة من جرف البحيرة. هذا الفضاء الجديد يروم: توفير مكان للترفيه والاسترخاء الفريد من نوعه لزوار البحيرة، مع حماية الواجهة الساحلية. وفيما يتعلق بالتنقل والولوج في محيط بحيرة مارتشيكا، فهو مؤمن إلى حد كبير، بفضل تهيئة المسارات من ضمنها: الطريقالمدارية “تويما” التي توفر مسارا رائعا ومجهزة بالإنارة للولوج إلى البحيرة. وسيوفر الشطر الثاني، تأمين الربط بكورنيش الناظور، بالإضافة إلى طريق “Tyrekaa” ومساراتها، التي تمت تهيئتها حتى تستوعب حركة التنقل. وقامت وكالة مارتشيكا، أيضا، بإعادة تهيئة وتقوية الطريق التي تربط بين أطاليون وبني أنصار، مما أدى إلى تحسين الولوج إلى ميناء بني أنصار. كما يوجد في قائمة المشاريع، مدينة أطاليون، وهي شبه جزيرة ذات إطلالة رائعة على البحيرة، والتي تروم توفير منتجع فريدة من نوعه بميناء للترفيه وخمس وحدات فندقية وأكاديمية للغولف. وقد تم إعداد مدينة أطاليون، التي تمتد على مساحة إجمالية تقدر ب 154 هكتارا، وربطها بمختلف الشبكات. ويوفر المرسىبشمال أطاليون، 144 فضاء للقوارب الشراعية أو ذات المحرك. في حين سيكتمل المرسى الجنوبي العرض الترفيهي. وتحتوي مدينة أطاليون أيضا على 45000 شجرة، و650 فيلا، و 2230 شقة، ومنطقة للرياضة والترفيه التي تقترح مجموعة من الأنشطة، ونادي شاطئي ومطعم للغولف. وعرف مشروع تهيئة بحيرة مارتشيكا، أيضا، إنشاء أكاديمية للغولف. ويتعلق الأمر بإحدى الأوائل والأكبر بالمملكة. ويتكونمسار الغولف من 9 حفر مصممة من قبل مهندس الغولف رون غارل، بالإضافة إلى استوديو لتحسين تقنيات الغولف من الجيل الجديد، و “إقامات سكنية للأكاديمية” ، التي تشكل أول مشروع سكني فاخر منجز من قبل مارتشيكا ميد (التابع لوكالة تهيئة بحيرةمارتشيكا) ، و145 شقة من بينها 60 مسكنا سياحيا و85 وحدة معدة للبيع. ويتعلق الأمر أيضا، ببناء مارتشيكا لاجون روسورت، وهو مشروع للمحافظة على تراث المنطقة. ويرمز المشروع التي يقع قبالة بحيرة مارتشيكا، إلى انبثاق وجهة سياحية، حيث يمتد على مساحة 3.75 هكتارات ويحتوي على 93 وحدة. وهناك مشروعا فريدا آخرا يهم منصات مدينة البحرين، التي بنيت من المواد التي تم استخراجها أثناء عملية التنقية للبحيرة، من خلال تبني نهج بيئي مسؤول من قبل مارتشيكا ميد. وبالتالي ، ستوفر الجزر الواقعة حول مدينة البحرين، العديد من الإقاماتالفندقية في منتجع Eco Resort على مساحة 120 هكتارا ، بالإضافة إلى أربعة مواقع شاطئية. وأقيمت محمية مارتشيكا للطيور على مساحة 40 هكتارا ، مكان الأحواض القديمة لمياه الصرف للناظور. ويتعلق الأمر بأول محمية طبيعية تمت تهيئتها لتشكل حديقة كبيرة بمناظر طبيعية لاستقبال الزوار. وتوفر الحديقة مزارا طبيعيا يحتوي على أكثر من 130 نوعا من الطيور المهاجرة. وستسهم في تنويع البيئات الطبيعية مع النهوض بالسياحة المتخصصة التي تحترم الحيوانات والنباتات. + الملخص يعد مشروع حماية وتثمين بحيرة مارتشيكا تمرة إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، للحفاظ على ديناميةالتغيير والإصلاح، من خلال جعل التهيئة الترابية أساس التنمية المستدامة. كما يعكس النهج الجديد للحكامة المجالية التي تعمل على تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، لتكون في مستوى تطلعات وانتظارات المواطنين وتحترم مبادئ التوازن والانسجام المجالي المتحكم فيه، والتنمية المستدامة والسياحة الإيكولوجية. ويتعلق الأمر بمشروع يضمن تعزيز التمدن المستدام الذي يحترم كل من المواطن وبيئته، ويضمن الرفاه والحياة الكريمة. كما أنهمكان راقي للسياحة البيئية والمسؤولة. + ” مارتشيكا ميد” : تجربة تسترعي الاهتمام على المستوى قارتنا بالنظر الى كون جلالته يسعى من أجل إفريقيا متضامنة، مزدهرة وفي الموعد مع الانبثاق، “إفريقيا التي تثق بإفريقيا” ، وبعد النجاح الكبير لمشروع حماية بحيرة مارتشيكا، أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تعليماته السامية من أجلوضع تحت تصرف جمهورية كوت ديفوار الخبرة المغربية في حماية وتثمين خليج كوكودي في أبيدجان. ويستوحي هذا المشروع، الذي يعتبر رمزا لقارة صاعدة، من العمل الذي تم انجازه في بحيرة مارتشيكا، برؤيتها الحضرية ومخطتها للتنمية المستدامة. ويمثل هذا المشروع خطوة هامة في التعاون بين البلدين ، ويعكس العلاقات القديمة والمتميزة التي تجمع المغرب وكوت ديفوار، فضلا عن جودة والكفاءة العالية للخبرة المغربية في مجال التنمية المستدامة، كالمشروع الذي أشرفت عليه المؤسسة التابعة للقطاع العمومي مارتشيكا ميد. يرتكز مشروع المحافظة وتثمين خليج كوكودي، والذي أعطيت إطلاقته في عام 2016، على إعادة التأهيل البيئي للخليج، والحماية من الفيضانات، وتعزيز البنية التحتية للنقل وفق نهج شامل ومندمج، وانجاز ميناء ومنتزه حضري. وخارج كوت ديفوار، وفي إطار تعزيز التوجه الإفريقي للمملكة، وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية لتقوية الارتباط بالقارة،أولت دول أخرى بالقارة على غرار مدغشقر، اهتمامها بتجربة وكالة مارتشيكا ميد، وخبرتها في التنمية المجالية المستدامة. وهكذا، وخلال زيارة رسمية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لمدغشقر في نونبر 2016 ، وقعت وكالة مارتشيكا ميد مذكرة تفاهم حول لتثمين قناة بانغالان، التي تعتبر واحدة من أطول الممرات المائية في العالم (700 كلم). ومكن العمل المنجز من تحديد حاجيات المواقع التي تمر منها قناة بانغالان، وبلورة رؤية مندمجة من أجل لضمان سلاسة الملاحة المستدامة. وقد تم الانتهاء من مختلف دراسات الجدوى والدراسات التقنية والقانونية.