نجح الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب المغرب، في فترة زمنية مدتها 3 سنوات، بكسر أرقام وعقد تاريخية رافقت مسار أسود الأطلس بالبطولات الأفريقية وتصفيات المونديال. وأطلقت الجماهير المغربية على رينارد لقب “الساحر الأبيض” وهو نفس لقب مواطنه فيليب تروسييه، الذي أشرف على منتخب المغرب لشهرين فقط وبعدها غادر بكيفية غريبة. التقرير يسلط الضوء على العقد التي نجح رينارد بحلها، في انتظار العقدة الأهم وهي التتويج الثاني بأمم أفريقيا بعد غياب ناهز 43 عامًا:- عقدة الكاميرون فشل المنتخب المغربي في فك شفرة المنتخب الكاميروني ولم يقو على هزمه على امتداد أكثر من 30 عامًا، رغم تعاقب أجيال ذهبية. ولم يقو المغرب في عز قوته على هزم أسوأ نسخ الكاميرون لغاية قدوم رينارد الذي قاد الأسود لهذا الإنجاز شهر نوفمبر / تشرين ثان المنصرم في تصفيات الكان بالدار البيضاء بثنائية نظيفة حملت توقيع حكيم زياش، ليعبر إلى نهائيات مصر متصدرًا لمجموعته. عقدة جنوب أفريقيا واجه المغرب منتخب جنوب أفريقيا في 5 مناسبات من قبل، منها 4 في أمم أفريقيا ولم يقدر في أي منها على تحقيق الانتصار. وخسر المغرب مباراتين وتعادل في 3 أخرى، ليأتي رينارد ويحقق ما عجز عنه مواطنه الراحل هنري ميشيل والزاكي بادو ورشيد الطوسي ومدربون آخرون تعاقبوا على الأسود، بعد هدف مبارك بوصوفة المتأخر في الجولة الثالثة من دور المجموعات. عقدة كوت ديفوار مع رينارد تحول المنتخب المغربي لعقدة مزمنة للمنتخب الإيفواري بعدما ظل الأخير على امتداد 23 عامًا عصيا عليه ولم يقو على هزمه منذ 1994. كوت ديفوار تسببت مرارًا في إقصاء المغرب في تصفيات مهمة منها تصفيات مونديال البرازيل 2014، ليتمكن رينارد من هزم فريقه السابق في نسخة الجابون 2017 ويكرر ذلك في مصر. ومن قبلها أطاح الأسود بأفيال كوت ديفوار من تصفيات مونديال روسيا على أرضهم. كما أن المغرب واجه كوت ديفوار مرتين في أمم أفريقيا بمصر ولم يهزمه خلال نسختي 1986 و2006 قبل أن يهزمه في النسخة الحالية ويرد اعتباره. عقدة رادس منذ تحول المنتخب التونسي لاستقبال منافسيه على ملعب رادس الأولمبي، فشل المغرب في الفوز على نسور قرطاج بهذا الملعب، وتعرضوا لانتكاسات كبيرة عليه أبرزها خسارة نهائي أمم أفريقيا 2004 والتعادل في تصفيات مونديال ألمانيا 2006. رينارد قاد المغرب خلال شهر نوفمبر / تشرين ثان المنصرم لهزم تونس على ملعب رادس بفضل هدف يوسف النصيري. عقدة الدور الأول منذ دورة تونس 2004 لم يقو المنتخب المغربي على تجاوز الدور الأول في نهائيات الكان، وظل يغادر من دور المجموعات لغاية نسخة الجابون 2017 التي تأهل فيها متصدرًا عن مجموعته. واستمر الأسود في التأهل للدور الثاني بعدما حقق العلامة الكاملة في النسخة التي تستضيفها مصر، والانتصار خلال 3 مباريات أمام ناميبيا وكوت ديفوار وجنوب أفريقيا بنفس النتيجة (1-0). عقدة المونديال غاب المنتخب المغربي عن المشاركة في المونديال منذ 1998 بفرنسا وفشلت سياسة اتحاد الكرة في انتداب مدربين كبار ولم يفلحوا في كسب رهان العودة من جديد للمشاركة في كأس العالم. ونجح رينارد في إنهاء خصام الأسود للمونديال، والذي استمر 20 عامًا، وقاد الأسود للتواجد في مونديال روسيا 2018. العقدة الأهم ارتفع مؤشر الأحلام لدى الجماهير المغربية بعد هذه البداية الموفقة في نسخة مصر ويأملون في أن يواصل رينارد كسر أرقامه وحل المزيد من العقد. وأكبر هذه العقد قيادة الأسود للتتويج بالكأس القارية الثانية وإنهاء فترة جفاء واستعصاء ناهزت 43 عامًا بعدما كان جيل 1976 أول وأخر من حمل هذه الكأس للمغرب في دورة إثيوبيا.