أصدرت المصالح الأمنية، أخيرا، مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق كويتي يحمل الجنسية الدنماركية متهم بتزعم شبكة دولية للهجرة السرية. ووفق معلومات حصلت عليها «الصباح» من مصادر مطلعة، تم تحديد هوية المبحوث عنه داخل التراب الوطني بالرجوع إلى قوائم أسماء ركاب طائرة قدمت من مطار دبي وعلى متنها مواطنون عراقيون وكويتيون تكلف رجل أمن يعمل بمطار محمد الخامس بالتأشير على جوازات سفرهم المزورة بناء على اتفاق مسبق مقابل 9 ملايين سنتيم. وأظهرت معطيات البحث الذي تم التنسيق خلاله مع الانتربول للحصول على صورة زعيم الشبكة وتدقيق معطياته الشخصية، انه حل رفقة الموقوفين على متن الرحلة نفسها، وأشرف على تهجير مجموعة تتكون من ثلاثة كويتيين وثلاثة عراقيين، تم اعتقالهم لاحقا بعد إقامتهم لمدة بكل من الدارالبيضاء وطنجة والناظور. وأضافت المصادر ذاتها، أن رجل الأمن تم إيقافه بدوره بعد إحباط عملية ثانية حاول خلالها عراقيان وكويتي استئناف سفرهم مباشرة عبر مطار محمد الخامس باتجاه انجلترا، وتبين من خلال التحقيق أنه نسق العملية الأولى مع زعيم العصابة، الذي سبق أن حل في زيارة قصيرة للمغرب، وطلب منه مساعدته بمقابل مالي على تسهيل عبور أفراد المجموعة الستة. وبحسب المعطيات المتوفرة، تمكن المواطن الكويتي لحظة إيقاف العراقيين من الفرار من باحة المطار والتحق ببقية أفراد المجموعة، وتسلموا بناء على هذا المستجد خلال إقامتهم بالدارالبيضاء جوازات سفر مغربية مزورة على مستوى الصورة، قبل توجههم نحو طنجة ثم لاحقا نحو الناظور، حيث أوقفوا قبل أسبوعين بمعبر بني أنصار أثناء محاولتهم ولوج مليلية. وأقر الموقوفون الأربعة لمحققي فرقة الشرطة القضائية بالناظور بأن الأوضاع السياسية داخل بلدهم هي ما دفعهم للبحث عن طريق للهجرة نحو أوربا، كما كشف الكويتيون أن حالة الإقصاء التي يعيشونها تعود إلى اانتسابهم إلى قبيلة عنزة المحروم أفرادها من الحق في الجنسية. ومكنت الاعترافات ذاتها من تتبع مسار إقامة الموقوفين بالدارالبيضاء، قبل مكوثهم لعدة أيام أخرى بمدينة طنجة لتدبر عملية الدخول إلى سبتة، وبتنسيق مع زعيم الشبكة غيروا وجهتم نحو الناظور مقابل وعد منه بتدبير أمر مرورهم نحو مليلية. وأوضحت مصادر «الصباح» حصول المحققين على معطيات إضافية تخص كيفية وصولهم إلى وجهتهم الأخيرة، حيث تركوا القطار الذي ركبوا على متنه فور وصولهم إلى محطة تاوريرت واستقلوا سيارة أجرة تكلف صاحبها بإيصالهم بناء على اقتراحه للمبيت بأحد المنازل بضواحي الناظور، وسلموا صاحب المنزل مبلغ 4 آلاف درهم مقابل إيوائهم يومين. كما كشف التحقيق الأولي مع الموقوفين أنهم استعملوا جوازات سفر دنماركية مزورة للوصول إلى المغرب عبر مطار محمد الخامس، حيث وفر زعيم الشبكة الهارب مكانا لإقامتهم، غير أنه أخذ في مماطلتهم في تدبير الجزء الثاني من عملية تهجيرهم نحو أوربا من أجل طلب اللجوء السياسي، وصرحوا أنهم حصلوا على جوازات مغربية مزورة لاستعمالها لولوج سبتة إثر إحباط سفر ثلاثة من أفراد المجموعة. وبعد الإقامة لعدة أيام بمدينة طنجة توجهوا نحو الناظور على أمل التمكن من ولوج مليلية. العنوان من اقتراح اريفينو عبد الحكيم اسباعي/ الصباح (الناظور) شارك هذا الموضوع مع أصدقائك Tweet