تحدث عدد من الشباب ممن شاركوا في عملية الهجرة التي انطلقت من مليلية المحتلة في اتجاه الديار الاسبانية، أخيرا، في تصريحاتهم عن تفاصيل رحلتهم المؤلمة التي كادت أن تتحول إلى مأساة، بعد أن تحايل عليهم أحد المتاجرين في البشر. وقالوا، إنهم تعرضوا إلى عملية نصب كبيرة، بعد أن أدو مبلغ 25 ألف درهم للشخص الواحد لأحد "الحراكة" المنحدر من مدينة زايو، الذي تكلف بربط الاتصال بأحد الأشخاص بمليلية حيث كان يتواجد اليخت. وكشفوا، أنهم انطلقوا من مليلية المحتلة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم 11 أبريل الماضي، على متن يخت صغير كان يقل 42 مرشحا للهجرة بينهم فتاتين، و شخص تعرض إلى كسر على مستوى فخذه الأيمن. وأشاروا، إلى أنه مباشرة بعد انطلاق اليخت، علموا أن عناصر البحرية الملكية المغربية تتبع تحركات "اليخت"، وهو ما دفع بالسائق إلى تغيير الاتجاه، الأمر الذي تسبب في التأخر عن الوصول إلى الديار الاسبانية. ووفق ما كشفوا عنه، فان الرحلة كانت محفوفة بالمخاطر، إذ ارتفعت أمواج مياه البحر إلى حوالي مترين، وهو ما أثار الرعب والهلع في صفوفهم، مبرزين أن كل ما زاد من حدة معاناتهم هو عملية النصب التي تعرضوا لها، حيث اليخت لم يكن يتوفر عن براميل احتياطية للبنزين، الأمر الذي حتم عليهم قضاء يوم كامل في عرض البحر ب"البوران". وأفادوا، انه في الوقت الذي أرخى فيه الليل سدوله، أقدموا على إشعال مصابيح هواتفهم أملا في النجدة، وأنه بعد إن اشتد عليهم الخناق اتصلوا برقم النجدة، حيث قضوا في عرض البحر مدة تزيد عن 7 ساعات حتى تم العثور عليهم من قبل مروحية وقارب تابعة لجمعية الصليب الأحمر وأكدوا على أنه بعد أن تم نقلهم إلى مقر خفر الحرس المدني الاسباني في مدينة "موتريل" الاسبانية"، تم مواجهتهم بتهمة سرقة يخت من أجل استعماله في مجال الهجرة، الأمر الذي تسبب لهم في صدمة كبيرة، بعد أن تحول حلم الهجرة لديهم إلى معاناة حقيقية. وفي التفاصيل، يقول الشباب:"أبلغتنا السلطات الاسبانية أن صاحب اليخت تقدم بشكاية حول تعرض يخته إلى السرقة، قبل أن تحضر إلى عين المكان الصحافة الاسبانية، ومسؤولون" وكشفوا عن أن عملية التحقيق، استغرقت حوالي 72 ساعة، قبل أن يتم نقلهم جميعا إلى مركز لإيواء المهاجرين في "فالينسيا" وصفوه ب"السجن"، قائلين: "تعرضنا إلى أبشع أنواع المعاملة قاسية، إذ تم حرماننا من التغذية، ومجموعة من الحقوق". وأبرزوا، أنهم قضوا في المركز حوالي 36 يوما، إلى أن صدر قرار بترحيلهم إلى التراب المغربي عبر مدينة سبتةالمحتلة، في حين كشفوا عن هناك بعض الشباب من قدم حوالي 15 ألف إلى إحدى المحاميات من أجل الترافع عنه للبقاء في إسبانيا، وهو ما لم يحدث ووفق المعلومات المتوفرة لدى موقع rue20.Com، فان عدد الأشخاص الذين تم ترحيلهم إلى سبتة يقدر بحوالي 29 شخصا، فيما تم الإبقاء على الآخرين في إسبانيا، بعد أن تقدموا بطلب اللجوء. وعلق أحد الشباب على الرحلة بالقول:" لم تكن الرحلة سهلة كما تخيلنا انتهى بنا المطاف في عرض بحر الأبيض المتوسط نفذ الوقود من خزان القارب و البراميل الاحتياطية كذلك و أدركنا حينها بحجم المصيبة التي أصابتنا كنا نعلم بخطورة الرحلة و نعلم أيضا أن الهجرة السرية محفوفة بالمخاطر لكننا لم نجد حلاً غير ذلك فأوربا العجوز الشمطاء المزينة للعالم بأحلام لا تنتهي". وأضاف:"لم نجعل الخوف يسيطر علينا شجعنا بعضنا البعض عل الصمود لأخر نفس من الحياة مرت بجانبنا باخرة محملة بالبضائع أشعلنا الدخان الملون لكي يعلم قبطان السفينة أننا نحتاج المساعدة فنحن نموت لكن لا استجابة بل الأكثر من ذلك فقد غيرت الاتجاه ابتعاداً عنا ذهب الأمل معها و تغرغرت عيوننا و نحن نشاهدها تبتعد شيئاً فشيئا". وعن الأسباب التي دفعت بهؤلاء الشباب إلى المجازفة بحياتهم، يقولون :" نريد تحقيق حلم أفضل، نريد أن نغير واقعنا ونمط عيشنا، فأوربا هي الخلاص، وهي التي بإمكانها تحقيق كل ما نحلم به..فهي جنة "الفردوس الاوربي".