نسرين الشعراء، شابة من مدينة خنيفرة، قادها القدر رفقة عائلتها إلى الاستقرار بمدينة الناظور، قبل 14 سنة. منذ الطفولة كان شغف نسرين ، هو العمل كميكانيكية وسط ورشتها الخاصة، متحدية بذلك الصورة النمطية التي يحملها بعض الرجال عن النساء وقدراتهن. أمنت نسرين بقدرتها على تحدي جميع الصعاب، وفي الحقيقة لم تكن وجهة نظر المجتمع مهمة كثيرا بالنسبة لنسرين التي إختارت المضي قدما لتحقيق حلمها. بعد السنة الاخيرة بالسلك الاعدادي، اختارت نسرين التسجيل في مركز للتكوين المهني، هناك وضعت أولى لبنات الحلم الذي تتجه إلى تحقيقه بخطا ثابتة. ربما الرأي الوحيد الذي كان يهمها في سياق البحث عن ذاتها في مهنة الميكانيك، هو رأي عائلتها "في البداية كانت عائلتي رافضة لهذه الفكرة، وقررت أن تترك للزمن ليقنعني بعدم جدوى الفكرة، لكن عندما لاحظت إلحاحي على المضي في هذا الخيار قررت مساندتي وبالخصوص أمي" تضيف نسرين. وتؤكد الشابة الميكانيكية، التي تعد أول امرأة تمارس هذه المهنة في الناظور وفي المنطقة الشرقية، أنه بفضل العلم والتكنولوجية لم تعد هناك عقبات أمام النساء لمزاولة أية مهنة. ووجهت نسرين رسالة إلى باقي الفتيات والنساء بالتسجيل في معاهد التكوين أيضا، والانخراط في هذه المهنة، وعدم ايلاء الأهمية لما سيقوله الآخرون على انخراط النساء في هذه المهنة.