[email protected] تنبعث الأيام من الماضي. تناجي الناس والقاضي. تحكي عن أذان الجدران وعن الخبز الحافي. طابور فيه شيوخ تنتظر الدقيق الصافي. شاب مخزني بيده سوط ينهال على الشيوخ ضربا قاسي. الأم الجائعة تطعم أطفال الجيران. الخنزير يطغى في حومتنا. الله يرزقنا فمن يرزق هؤلاء؟ أصحاب بطون مستديرة تأكل الناس. الغول في حكاية جدي لن أنساه. يحرقني بنار الغاز وشوقي في الماء الدافئ. الناس تحترق بتلك النيران. تقفز في البحر لتعود إلى الأمجاد وتنجو من لهب النيران. الفقيه في حومتنا يكتب فوق جلد الأطفال. جدتي تحمل التمائم لتطوف بالخيمة وتردد: البركة في السماء، البركة في السماء. خرج جدي من تحت الأنقاض، يصرخ في وجهي يدعوني ألا أثق في الجدران. رموز لا أفهمها يكتبونها على الجدران. جدي يحذرني من تلك الجدران. أسفي على إخواني الذين ماتوا جوعا رفقة الجرذان. رمال الصحراء في خيمتنا يأكلها الغول ليمنحنا السنابل الصفراء. الغول في خيمتنا يشرب حليب الأطفال. يمزق أعضاء الشبان يضعها في الميزان ليبيعها للشيطان. عندما تبكي أمي على أطفالها الجياع، الذين يمشون بلا سروال، يأتي الغول من بعيد ليهديها وردة جميلة بلا عنوان. تنسى أمي الأطفال لترقص في الظلام مع رنين الخطاب، وتنسى آذان الجدران. الفقيه يمشي في ظلام النهار رفقة الشيطان، وفي يده مصباح. الريح في خيمتنا تطفئ ذاك المصباح. ليلنا طويل فمتى يأتي الصباح، لنشعل المصباح؟ الصمت في خيمتنا يقتل الكلام. لكن الخطاب يطغى عن العباد. أذناي توجعني من شدة الجوع وكثرة الخطاب. من يجرؤ أن يحكي، من يغتال الصمت؟ تجوع فتيات خيمتنا لتحلم بالحمام يحلق فوق الجدران. حمام الغول يتلف البذور التي تأتي من بعيد، فيفر إلى الأدغال ليتحالف مع الشيطان. تعطش حسناوات خيمتنا لتحلم بغولة تمتطي حصانا أحمر، يعدو في طريق مسدود في اتجاه الشيطان. طبخ مغربي أصيل في القدر السريع ذو الضغط المحدود. الغول عاد إلى خيمتنا ليختطف الأطفال. صرخت النساء في وجه الغول، كي يعود إلى قلعته وألا يؤذي الأطفال. اجتمع الرجال عند باب خيمتنا، كسروا الميزان ثم خرجوا للحصاد. رجل من خيمتنا يغني أغنية الربيع في صيف الشمس الحارقة. رياح الخريف تنمو فوق صخور الجليد البيضاء الباردة. الثلج يتساقط من عيون عروس خيمتنا ليفقأ عيون الغول الذي أكل العريس في الأيام الباردة. عاد جدي. عاد جدي يصيح. من سرق حليب الأطفال؟ من قتل الشبان؟ من أكل مال الأيتام؟ فعاد الفقيه يكتب على صدور الشبان علامات لا أفهمها، قالوا إنها وسام. سقط القلم فوق النار. تصاعد الدخان من المداد. ثار الشبان في وجه الفقيه، نزعوا الحذاء فدخلوا في الصلاة. فتيات خيمتنا تصيح في وجه الغول ألا يقتل الأطفال. فرعون في خيمتنا وموسى لا يفهمنا. من يشق البحر شطرين لنجاة الشبان. فتيات خيمتنا زينتها الأحلام. عيونها مشرقة تحب الأنوار. النجوم فوق خيمتنا ترقص مع الشيطان. خرج الأطفال و بأيديهم شموعا بيضاء، أشعلوها لطرد الشيطان. كلاب خيمتنا جائعة تنبح في الأسواق، تجري فوق الرمال وتستحم في الوادي. نشرب ماء ذاك الوادي. الغول أعاد حفر المقابر و أكل عظام الموتى. خبزنا صلب حافي ونحن بلا أسنان. يحلو لي أن أستحم في شمس خيمتنا. يحلو لي أن أداعب خيوطها الصفراء. لن أبيع النور ولن أفرط في الظلام. أحب الريح والخبز الأسمر. أحب التراب الأحمر وبريق النيران. سأحرق العالم من أجل مكان في الشمس و أتحدى الغول والشيطان بمغزى حياتي. ومعنى حياتي وجدوى حياتي. No related posts. شارك هذا الموضوع مع أصدقائك Tweet