بحث علمي مثير جديد يقلب كل برامج التغذية كولون(ألمانيا): ماجد الخطيب في بحث علمي قد يقلب كل برامج التغذية الموضوعة حاليا ويهدد بهزّ عرش الفيتامينات، قال علماء ألمان أول من أمس ان التخلي عن الحلوى وتجنب الفيتامينات، قد يساعدان على اطالة عمر الانسان. ودرس العلماء الديدان الخيطية من نوع Caenorhabditis، ووجدوا ان حرمانها من الغلوكوز في التغذية (الغلوكوز سكر بسيط يوجد في الحلويات) ادى الى اطالة عمر الديدان لفترة طويلة تصل الى ما يقابل 15 عاما لدى البشر. وقد قاد نقص السكريات الى دفع الديدان لاستهلاك الكثير من الشحم وبالتالي إطلاق المزيد من الجذور الحرة (الأوكسجين بالذات) في أجسامها. ونشر العلماء الألمان دراستهم في مجلة «سيل ميتابولزم» العلمية المتخصصة في التمثيل الغذائي في الخلايا في عددها الأخير لشهر اكتوبر الجاري. وشارك في الدراسة علماء من جامعة فريدريش شيلر في مدينة ينا ومن مركز أبحاث التغذية في مدينة بوتسدام (كلاهما شرق) بدعم من وزارة البحث العلمي الاتحادية. وذكر الباحث، المختص بشؤون التغذية، ميشائيل ريستوف، أن الجذور الحرة في خلايا الجسم الحي تطيل العمر، ويمكن للإكثار من الفيتامينات أن يحرر الجسم من هذه الجذور وأن يقصر بالتالي من عمر الخلية الحية. وتأتي هذه النتائج المثيرة للجدل في وقت حسم فيه العلماء تقريبا، دور الجذور الحرة السيئ وخصوصا ذرات الأوكسجين، خلال الأعوام الماضية بفضل الدراسات العلمية المتعددة حولها، بوصفها تلعب دورا رئيسيا في نشوء الخلايا السرطانية والأمراض المزمنة مثل ألزهايمر. ويحاول العلماء الألمان الآن «قلب طاولة» الجذور الحرة على رؤوس العلماء الآخرين في محاولة لإثبات براءتها من الأمراض القاتلة. وأظهرت التجارب أن تغذية الديدان على المواد التي تؤدي الى زيادة الجذور الحرة في جسمها قد أطال عمرها بالتأكيد مقارنة بالديدان الأخرى التي تلقت التغذية الاعتيادية العالية بالفيتامينات. وأشار روستوف إلى أن فريق العمل قسم الديدان في مجموعتين، وجعل إحدى المجموعتين تتغذى على المواد التي تقاوم الجذور الحرة، وجعل الأخرى تتغذى بشكل طبيعي، فكان طول حياة الديدان في المجموعة الأولى أقصر بشكل واضح من عمر ديدان المجموعة الثانية. وينتظر العلماء، في تجارب لاحقة، أن يختبروا النتائج على الإنسان قبل أن يحكموا بالبراءة على الجذور الحرة. وقال ريستوف أن التجربة الجديدة لا تثبت دور تقليل السكر في رفع أعداد الجذور الحرة التي تدور في الجسم وتستقر في الأنسجة، وإنما تظهر ضرورة إعادة النظر في بعض المسلمات، كما هي الحال مع دور فيتاميني «سي» و«إي» في إطالة عمر الإنسان. ويمكن لهذه النتائج، اذا تم التيقن منها، أن تقلب برامج التغذية الصحية التي تعتمد على الأغذية المضادة للأكسدة، فهذه البرامج تدعو لتقليد نمط تغذية البحر الأبيض المتوسط الغني بزيت الزيتون والطماطم والثوم والتفاح (قشور التفاح على وجه الخصوص). ومعروف أن الصبغة الحمراء في التفاح وفي البندورة (لايكوبين)، ومركبات الفينول عموما، هي من أفضل المواد المضادة للتأكسد التي ينصح الأطباء بالإكثار منها. وتعليقا على «تفاعلات» و«اختلاطات» الدراسة الجديدة حول الجذور، قال ريستوف إن شركات انتاج الفيتامينات لن ترتاح طبعا بالنسبة للنتائج بالنظر لسمعة الفيتامينات العالية، وخصوصا فيتاميني «سي» و «إي» في مقارعة الجذور الحرة. لكن من الممكن أن تسر هذه النتائج شركات انتاج المرطبات المشحونة بالأوكسجين، والتي يشك العلم حتى الآن بمدى فائدتها لجسم الإنسان الذي يتلقى الأوكسجين عن طريق التنفس. وتجدر الاشارة الى انه سبق للعلماء الأميركيين من جامعة كاليفورنيا أن نجحوا بعزل بروتين من جسم دودة Caenorhabditis الخيطية يعتقد أنه قادر، بعد شيء من التحوير الو راثي، على مضاعفة طول عمر الدودة. وأطلق العلماء على البروتين اسم «داف 2» ويبحثون في جسم الإنسان حاليا عن بروتين مشابه له.