تعيش مدينة زايو ومعها المناطق المجاورة أزمة اقتصادية كبيرة جراء سد أهم مورد رزقي للأسر بالمنطقة، وهو تجارة التهريب المعيشي مع الجارة الجزائر، والتضييق على جلب السلع من الثغر المحتل عبر معبر بني أنصار. في هذا المقال سوف نستعرض عددا من المظاهر المحزنة والكارثية لواقع الأزمة الاقتصادية بزايو: بنك أغلق وآخر يستجدي الزبائن كتبنا قبل أيام مقالا تحت عنوان "الأزمة الاقتصادية بزايو تدفع وكالة بنكية لإغلاق أبوابها بالمدينة"، وهو مقال يتحدث عن قيام "مصرف المغرب" بزايو بمراسلة زبائنه مخبرا إياهم بإغلاق الوكالة الوحيدة بالمدينة خلال شهر يوليوز من هذه السنة. ويرجع سبب الإغلاق حسب بعض المصادر، إلى قلة فرص الشغل بالمدينة، جراء تجفيف منابع التهريب المعيشي عبر الحدود مع الجارة الجزائر، وغياب بدائل اقتصادية، كما أرجعت ذات المصادر السبب إلى ما يعرفه القطاع البنكي من تراجع كبير منذ بداية الألفية الحالية نتيجة الأزمة التي ضربت أوروبا، مما انعكس سلبا على تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج. وهنا نشير إلى أن أحد الوكالات البنكية الفرعية بالمدينة قريبة جدا من سد أبوابها حيث يسعى أصحابها جاهدا من أجل كسب زبائن جدد لتفادي الإغلاق. سوق ممتاز أقفل أبوابه وآخرون في الطريق قام مؤخرا خلال الأسابيع القليلة الماضية صاحب أحد الأسواق الممتازة بإغلاق أبوابه جراء عدم قدرته على تسديد مصاريف الكراء والعاملين بالسوق، رغم أنه يقع بموقع استراتيجي بالمدينة، ما يوحي أن الأزمة فاقت كل التوقعات. إغلاق هذا السوق الممتاز الصغير لا يبدو أنها حالة وحيدة، فقد أكد عدد من أصحاب الأسواق الممتازة بزايو أنهم قريبون جدا من الإغلاق لأنهم لم يعودوا يحققون أدنى الأرباح بل ماضون نحو مزيد من الخسائر بسبب الأزمة. إغلاق محل لبيع مواد البقالة بالجملة وسط المدينة يعتقد الكثيرون أن محلات بيع مواد البقالة بالجملة تحقق أرباحا كبيرة، وهذا ما كان حقا في السابق، لكن الأزمة الحالية لا تستثني أي أحد، فقد قام صاحب محل للبيع بالجملة يقع وسط زايو بإغلاق أبوابه بصفة نهائية. الحديث عن محلات البيع بالجملة لا يجب أن ينسينا الكوارث التي يعيشها أصحاب المحلات الصغيرة في مختلف المجالات بالمدينة، حيث أن العشرات منها أغلق أخرى ماضية نحو الإغلاق في صورة مؤلمة عن واقع المدينة. زبون إحدى البنوك طلب مبلغ صغير غير أن الوكالة لا تتوفر على سيولة من مظاهر الأزمة الاقتصادية الحالية بزايو أن رجلا قصد إحدى الوكالات البنكية المركزية بالمدينة ومعه شيك بنكي بقيمة 7 ملايين من السنتيمات، يريد سحبها، غير أن مستخدمة الوكالة طلبت منه الانتظار حتى يدفع زبائن آخرون النقود ومن ثم توفير المبلغ رغم أنه ليس بالمبلغ الكبير. فأن يقع هذا بوكالة بنكية مركزية بالمدينة فإن حجم الكارثة الاقتصادية فاق كل التصورات، بل ينذر بأزمة كبيرة قد تلحق بالقطاع البنكي محليا. تزايد عدد المعتقلين على خلفية إصدار شيكات بدون رصيد أكد مدير إحدى الوكالات البنكية بزايو أنه أصبح يعيش بشكل شبه يومي على وقع قدوم أشخاص ومعهم شيكات بنكية من أجل سحب المبلغ الوارد فيها، إلا أنهم يتفاجؤون في الكثير من الأحيان بعدم وجود المبلغ المالي في الحساب البنكي لصاحب الشيك. تعدد هذه الحالات يجد تفسيره في ارتفاع معدل الدين بين الأشخاص العاديين، حتى أن عدد المعتقلين على خلفية إصدار شيكات بدون رصيد ارتفع بشكل مهول. ارتفاع مهول في حالات الطلاق بسبب الأزمة قد يبدو غريبا ألا يجد مواطن بزايو قوت يومه، لكن هذا أصبح حقيقة مؤلمة نعيشها يوميا، فالتضييق على تجارة التهريب المعيشي أدى بالكثيرين للتحول من أسر تنتمي للطبقة المتوسطة إلى أسر تعيش حياة الفقر والحاجة. هذا الواقع خلق نوعا من المشاكل داخل الأسرة الواحدة بين الزوج والزوجة، لدرجة أن الكثير من الزوجات فضلن الرجوع لبيوت والديهن على العيش مع زوج لا يستطيع توفير مصروف اليوم في حده الأدنى، كما أن عجز بعض الأزواج عن تحمل مسؤولية عش الزوجية أدى إلى ارتفاع مهول في حالات الطلاق تعيشها يوميا محكمة القاضي المقيم بزايو. هي فقط مظاهر من جملة مظاهر كارثية أصبحنا نعيشها بزايو، لواقع أزمة اقتصادية تقتضي من الكل العمل لأجل إيجاد بدائل اقتصادية وتوفير فرص الشغل للعاطلين.