عبد السلام الشامخ مازالتْ أخبارُ الموتِ تفوحُ من البحر الأبيض المتوسط التي تحوّل إلى مقبرة جماعية، بعدَ غرقِ أزيد من 45 مهاجراً أثناء محاولتهم عبورَ المتوسط للوصول إلى إسبانيا؛ من بينهم نساء حوامل وأطفال، لم يقاوم قاربهم التقليدي قوة الريّاح وارتفاع الأمواج إلى مستويات خطيرة. ووفقاً لما نقلته وكالة “infomigrants” الدولية المتخصصة في شؤون الهجرة، فقد تسبَّبَ حطام سفينة في البحر الأبيض المتوسط في مقتل 45 شخصًا على الأقل. وحسبَ الناشطة الإسبانية هيلينا مالينو، التي تلقَّتْ شهادات من سبعة ناجين قالوا إن هناكَ “13 امرأة على متن القاربْ، كثيرات منهنَّ حوامل”. وقالت الناشطة: “كانت هناك فتاة يتراوح عمرها بين 12 و13 عامًا؛ لكنها لم تنجُ من الغرق”. وحسب المعلومات المتوفرة فقد غادرَ القارب صباح الأربعاء الماضي، وحاول الوصول إلى الساحل الاسباني عبرَ المياه المغربية. وبعد مرور دقائق، نبّه فرد من عائلة أحد المهاجرين الذين كانوا على متن القارب الناشطة الإسبانية هيلينا مالينو عبر الهاتف؛ لكن الأخيرة لم تتواصل مع القارب “الغارق” إلا بعد الواقعة، حيثُ ذكرتْ نقلاً عن أحد المهاجرين: “كنتُ أسمع الصراخ ونداءات الاستغاثة وصراخ المهاجرين وهم يرددون “نحن نغرق”. وفي المقابل، أعلنت البحرية الملكية المغربية أنها أنقذت ما لا يقل عن 21 شخصًا، جميعهم من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بعد يومٍ واحد على انقلاب القارب. وقدْ كانوا جميعًا في حالة حرجة عندما خرجوا من المياه، شمال مدينة الناظور. وقالت مسؤولة مغربية للوكالة سالفة الذكر، فضلتْ عدم الكشف عن هويتها، “تم العثور على جثة واحدة فقط، دون تأكيد العدد الإجمالي للضحايا الذي قدمته هيلينا مالينو”. وحسب الوكالة، فإن فرق الإغاثة المغربية لم تقدّم أي تفسير فيما يتعلق بوصولها المتأخر إلى موقع الغرق. وانضم إليهم في بحثهم خفر السواحل الجزائري وطائرة من الوكالة الأوروبية Frontex ، كما قدمت البحرية الإسبانية خدماتها يوم الأربعاء. وأصبحت إسبانيا في عام 2017 أول دولة أوروبية من حيثُ وصول المهاجرين غير الشرعيين مع أكثر من 57 ألف عملية وصول، وفقا للاتحاد الأوروبي. ويمثل المغرب، القريب جغرافيا من بوابة أوروبا، أول نقطة انطلاق. ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، توفي حوالي 2300 شخص أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط العام الماضي. ويتابع الأوروبيون بقلق كبير توافد قوارب الهجرة على دول الاتحاد الأوروبي، خاصة إسبانيا وإيطاليا. وقد دعت المفوضية الأوروبية إلى الزيادة في الميزانية الأوروبية المخصصة لأزمة المهاجرين بنحو ثلاث مرات، إضافة إلى تأمين الحدود الخارجية للاتحاد. وتريد المفوضية رصد 34.9 مليار يورو لمواجهة تحديات موجات الهجرة، في الفترة من 2021 إلى 2027، تخصص أكثر من ستين في المائة من هذه الأموال (21.3 مليار يورو) لحماية الحدود.