أمام كل منعطف نخطوه نجد من يتربص بنا، أمام كل زاوية نحاول اجتيازها إلا ونصادف من يهوى عرقلتنا، استطعنا أن نتعلم استطعنا أن نحصد الدرجات الجامعية والدبلومات، ولكن هل تمكنا بعد ذلك أن نلج غمار الوظيفة؟ هل وفقنا من خلال ذلك التعليم الذي أصبح مجترا أن نجد أنفسنا وذواتنا؟ هل انهلنا من نبعه الصافي أم أخذنا الرواسب والمخلفات؟ نرى أنفسنا قابعون مكاننا نتحسر على ما ضاع من أيام قد تنعكس سلبا على التحاقنا بركبان الوظيفة، نتأوه من هول البطالة وما تفرضه علينا من تأزيم لأوضاعنا نحاول جاهدين إيجاد من قد يتضامن وقنا المشروع في المطالبة بالعيش الكريم، نهرب إلى عالم الوظيفة الخاصة نحاول مدارات خيبتنا ومحاولين مواجهة معيقات تقدمنا، إلا أننا نجد أنفسنا في وضع أكثر من قاس يزيد من تعميق إحساس الهزيمة داخل ذواتنا، ليطفوا إلى السطح سؤال طالما راودنا وأردنا إخراجه للوجود إلا أن خجلنا من مواجهة ضمائرنا وانتقادات محيطنا تجعله يبقى طي الكتمان، فهل وقفنا يوما يا ترى في مواجهة ذاتنا لنسألها ما سبب فشلنا وعدم تمكننا من اجتياز هذه المنعطفات والزوايا؟ هل لهذا علاقة بمستوى ما أخذناه خلال مسيرتنا التعليمية؟ فهل نكون قد اقتتنا على القشور وتركنا اللب؟ أم أننا درسنا فقط من أجل تحصيل الدبلومات التي أصبحت تباع وتشترى وحتى يقال عنا أننا من زمرة المثقفين حاملي الشهادات؟ في خضم هذه التساؤلات وهذه الوقفات لن ننسى أبدا أن مستوى التعليم ببلدنا ما عاد يرقى إلى تطلعات الأجيال المستقبلية، إذ أصبح يحتضر لأنه التقط فيروسا قاتلا أنهك قواه وأصابه بمرض عضال لا شفاء منه، رغم محاولات الإصلاح والتقويم بإدخال برامج جديدة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة ومسايرة العولمة إلا أن قواه أنهكت وماعدا يستطيع النهوض، فما هو المرجو من جسد يلفظ أنفاسه الأخيرة؟ كيف السبيل إلى إنعاشه؟ هل يجب أن تماشى مع مرضه العضال أم علينا إيجاد تدابير جديدة فعالة وملموسة لعلنا نمده بروح جديدة؟ قد يجد القارئ لسطوري هذه أن كل ما أوردته عبارة عن تأوهات تنبعث من فكر حائر يبحث عن مخرج أمام هذه المتغيرات التي تشهدها الساحة التعليمية، والتي تنعكس في شكل معاناة يكابدها كل مجاز وكل حاصل على دبلوم، لأن ثقل البطالة قد تدفع بأغلبيتنا إلى طرح هذا الكم الهائل من الإستفهامات لعلنا نجد لها جوابا شافيا قد يروي عطشنا ويجعلنا نتقدم نحو الأمام رغم هول ما نكابده ونتخبط بين أمواجه، وإذا كان تعليمنا يحتضر فهذا لن يكون أبدا عائقا مقابل تقدمنا وازدهارنا، إذا كيف السبيل للنهوض بالمنظومة التربوية التي نعتمد عليها في إعداد رجال ونساء المستقبل في ضل ما ترزح تحته من جمود؟ من له اليد العليا لانتشالها من براثن الموت؟ إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع