إذا كانت الإنتخابات في البلدان المتقدمة تعد شكلا من أشكال الديموقراطية الحديثة وأسلوبا حرا يعبر به المواطن عن إرادته الحرة وقناعاته الخاصة في اختيار ممثليه في المؤسسات الدستورية ، فإن هذه الممارسة السياسية ومع سيادة معضلة الفقر والجهل كمعادلة اجتماعية لم تفك طلاسيمها ورموزها لحد اليوم أصبحت عندنا ” كرنافالا” موسميا لتغيير الأقمصة والتواري خلف أقنعة التهريج والمكر والنفاق وإبراز أنياب الليث كابتسامة تخفي ورائها حالة التربص بكرامة المواطن ومستقبله مع سبق الإصرار والترصد 0 رفاقي الأعزاء ليكن في علم الجميع أن سوق عكاظ ستفتح أبوابه عما قريب للتناوب عن الخطابات الرنانة والمفردات المهترئة والوعود العرقوبية المعسولة ، سيتغنى فيه المتحزبون الرحَل من اقصى اليمين إلى أقصى اليسار ببرامجهم الواهية وتصوراتهم لمستقبل زاهر مفروش بالورود حيث يستدرجونك إلى مدينة فاضلة تعد كمينا نُصِبَ لك بإتقان ستقع فيه لا محالة إن كنت جشعا تلهث خلف السراب ستُرهن فيه أدميتك وتُصَادَرُ فيه كرامتك بالمزاد العلني بثمن بخس قد يكون دون ثمن دابة الحرث ويكونوا فيك من الغانمين وهم في مجلس نائمين لمدة تنيف عن نصف عقد من الزمن لايعكر صفو مزاجهم سوى أنات معطل تنهال عليه العصي والهراوات كأسلوب حضاري لتحقيق دولة الحق والقانون ، وسيطل علينا الشعراء الصعاليك متمردين على أعراف قبيلتهم ومقاطعين عاداتها وتقاليدها بمرجعية ” خالف تُعرَف ” وبخلفية الحركة كل شيئ والهدف لاشيئ وبفلسفة سوفسطائية غامضة الأبعاد والأهداف وبشعار ” حَامضة” التي برَّرَ بها الذئب فشله الذريع في الوصول إلى فاكهة العنب ، فاحذر أن ينقلب عليك صوتك بالسوط فيُخَلِّف على ظهرك كُدُوما يصعب رتقها وأوراما يستحيل استئصالها لضعف مناعة جسمك الذي تعاقبت عليه حُقن البنج والتخذير بعد أن تهافت على موائدهم وولائمهم وشيدوا على أنقاضه قصورا وحصانات وامتيازات فلاتصدق بما لا يكون ولاتأسفن على ما فاتك واحتكم إلى عقلك وضميرك قبل الإحتكام إلى معدتك إستعمل حساب الفايسبوك للتعليق على الموضوع