من بين حسنات التأهيل الحضري للناظور و التي ظهرت للنور إثر توالي الكتابات و الشكايات من إنعدام المرافق الرياضية بالمدينة، كان تدشين فضاءات رياضية فسيحة بساحة مندوبية الشباب و الرياضة أولا ثم بجهة المحطة الطرقية من الكورنيش... و هذه الايام تتسارع الأشغال لإنجاز فضاءات رياضية مماثلة بطريق أزغنغان و جهة ماكدونالد من كورنيش الناظور... و لكن هذه الفضاءات التي كانت مطلبا ملحا لشباب المدينة تحولت على أيدي هؤلاء الشباب أنفسهم إلى ساحات جرداء متسخة يحيل منظرها على التردي الفكري و الثقافي و يعطي الإنطباع لأي زائر عن مدى الهمجية و الوحشية التي يتميز بها البعض منا عن غيره من خلق الله في المدن الاخرى... و في الحقيقة فإن فئات من الرأي العام تتداول ثلاثة حلول ممكنة لإشكالية التخريب المستمر الذي تتعرض له الفضاءات الرياضية بالمدينة... أكثرها طرافة و تعبيرا في نفس الوقت هي كهربة سياج الملاعب الرياضية لمنع بعض الوحوش الآدمية من تخريبها... فيما يرى رأي ثان أن يسلك طارق يحيى مسلك رئيس بلدية سابق بالناظور سنوات السبعينات يحكى أنه تعرض لمشكلة مماثلة حين بدأ عمال البلدية بغرس الاشجار في الشوارع فيعودون في الغد فلا يجدونها..لأن سكان الناظور في ذلك الوقت و كلهم قرويون تدحرجوا من المناطق المحيطة لم يستسيغوا أن ترمى الاشجار هكذا في الشوارع فكانوا يقلعونها ليلا و يعيدون زرعها بفناء منازلهم... و بعدما عيى صبر عمال البلدية و اشتكوا تكرار الامر لرئيسها أفتى عليهم بحل مثير للإستغراب حين قال لهم نحن نزرع و هم يقلعون إلى أن ياتي يوم يملون فيه من قلع الأشجار فتبقى في مكانها... و هذا الحل يرشد طارق يحيى لإعادة بناء سياج الملاعب كل مرة إلى أن يمل بعض الوحوش من تخريبها... و الحل الثالث و الاكثر جدية هذه المرة هو أن تتحمل عمالة الناظور مسؤوليتها فهي من انشئت و تنشأ المرافق الرياضية دون إتفاقات مسبقة مع بلدية الناظور لضمان صيانتها، إتفاقات رسمية تسمح لمندوبية الشباب مثلا بتخصيص غلاف مالي للأمر و تخصيص غلاف مماثل من بلدية الناظور أو من فائض الميزانية الإقليمية... إن إنشاء المرافق الرياضية و تركها هكذا بدون حراس و بدون صيانة و بدون خطة عمل مدروسة لا يعني سوى تركها لقمة سائغة للتخريب خاصة إذا كان يعيش بيننا وحوش نعرف أنهم نزلوا بغنمهم لأكل ورود الكورنيش و حدائق 3 مارس و غيرها...