انطلق هذه الأيام بزايو والمناطق المجاورة لها، موسم جني الزيتون، وتحويله إلى زيت الزيتون، حيث يُقبل الأهالي ومعهم التجار على عصر هذه الفاكهة بشكل يبرز الأهمية التي يكتسيها هذا القطاع محليا. قطاع الزيتون بزايو ونواحيها يعتبر من الركائز الأساسية للنشاط الفلاحي بالمنطقة، إذ يلعب دورا أساسيا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي بما يدره على الفلاحين ومجموع المنتجين من مداخيل مالية. لكن لا يجب أن تنسينا أهمية الزيتون وزيت الزيتون أن مخلفات عصر هذه المادة تعتبر خطيرة لدرجة اعتبارها من طرف الباحثين مواد سامة تشكل خطورة بالغة على الإنسان والحيوان والنبات. فعمليات عصر الزيتون تخلف نفايات سائلة وصلبة وهي "المرجان" و"الفيطور"، وتؤكد العديد من الأبحاث العلمية أن مخاطر مادة «المرجان»، تتجلى في مكوناتها السامة والمعقدة من حيث تركيبتها، والمستعصية من الناحية العلمية حتى الآن، على المعالجة. مادة "المرجان" تتسرب بدرجة متسارعة إلى باطن الأرض لتؤثر على جودة الموارد المائية الجوفية، علاوة على ما لها من آثار سلبية على جودة وخصوبة التربة وتدهور وضعية المغروسات والنباتات، فضلا عن الأضرار التي تلحقها بالساكنة ومحيطها. بزايو ورغم وجود حقول شاسعة، خاصة بسهل صبرة، ورغم تزايد عدد معاصر الزيتون، إلا أن ذلك لم يواكبه أي تفكير حقيقي في تدبير نفايات الزيتون التي يقذف بها عشوائيا بالأراضي والحقول المجاورة للمعاصر. مخلفات "المرجان" حسب الدراسات والأبحاث، حمضية مرتفعة، وغنية بالمواد العضوية والمواد الجافة والأملاح ومتعددات الفيول، كما تحتوي على نسبة مهمة من المعادن الثقيلة، منها الزنك والحديد. كما أن دراسات تجريبية أبرزت تأثير مادة المرجان على التربة، وبالخصوص على الملوثات الدقيقة العضوية وغير العضوية داخل التربة، وتغيير الخصائص الفيزيائية الكيميائية للتربة، حيث ارتفاع تركيز الكربون العضوي، وتركيز مواد "القيت". ذات الدراسات والأبحاث خلصت إلى أن مخاطر نفايات عصر الزيتون تفوق ب100 مرة آثار التلوث التي تخلفها المياه العادمة المترتبة عن الاستعمالات المنزلية بالوسط الحضري، وحسب الدراسات والأبحاث، فإن النتائج المترتبة عن التخلص العشوائي من هذه النفايات تتمثل في "إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي، وتدمير الأغراس والنبات بفعل أملاح البوطاس المتسربة من المرجان بكثرة، وتلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود، بالقضاء على الأسماك والطحالب وما شابهها من كائنات حية، وإضعاف الصبيب المائي وخنق قنوات الري نتيجة الخسائر التي تلحقها تراكمات مادة المرجان، وأثرها على تدمير تجهيزات السقي".