تداول أزيد من 100 ناشطة و ناشط حقوقي،مهتم بمجال الهجرة و المهاجرين و شؤون اللاجئين،يمثلون 24 مدينة إفريقية و أوربية،قضايا موضوعاتية ضمن أشغال الملتقى الدولي الدوري حول الهجرة بوجدة،تحت شعار:”الهجرة و المتوسط الواقع و التحديات “،و الذي نظمته مجموعة هاتف الإنقاذ الدولية فرع المغرب-وجدة-في الفترة الممتدة ما بين 05أكتوبر المنصرم و05 نونبر الحالي،و ذلك بعد أربع سنوات من تأسيس هذه المؤسسة الدولية غير الحكومية التي تعنى بشؤون الهجرة و المهاجرين في الفضاء المتوسطي. إذ على مدى قرابة أسبوع كامل،ناقش المدعوون لهذه التظاهرة الحقوقية الدولية قضايا هامة من خلال ورشات موضوعاتية عمومية وأخرى مغلقة،حاولوا وضع الأصبع فيها على مكامن الخلل، بخصوص حرية تنقل المهاجرين من بلدانهم الأصيلة في إتجاه بلدان أكثر أمنا و رفاهية بسبب مشاكل وعراقيل جمة،و الصعوبات التي واجهت هؤلاء النازحين في مسارالهجرة،وبالتالي الظروف الصعبة التي واجهتهم أيضا في دول الإستقبال، هذا بالإضافة لعرض نماذج و حالات ميدانية لمهاجرين من دول الصحراء والساحل،عاشوا تجاربة مريرة وعايشوا طعم الهجرة في غياب أدنى إهتمام من دول الشمال الأفريقي بخصوص وضعيتهم المقلقة باستثناء بعضهم. وتحقيقا لأهداف الملتقى الدولي الدوري حول الهجرة بوجدة،عرفت جل المحاضرات والندوات والنقاشات التي تلتها،أهمية كبرى من لدن ممثلي مجموعة “هاتف الإنقاذ بالمتوسط” التي تضم حاليا أكثر 200 ناشط و ناشطة حقوقي دولي منضوين في المنظمة،مع نظرائهم من خيرة الخبراء الأفارقة. وبالمناسبة،حصلت جريدتنا على معطيات و أرقام صادمة بخصوص وضعية المهاجرين بالبحرالأبيض المتوسط خلال السنة الجارية،حيث تتحدث هذه الأرقام عن وفاة وفقدان 30 ألف مهاجر في محاولتهم عبور البحر للوصول إلى القارة الأوروبية،بواسطة قوارب تقليدية،وبالخصوص في الأشهرالأربعة الأخيرة حيث تنامت الظاهرة،وازدادت معدلات الوفيات بهذا المعبر، و تعد إسبانيا من دول الاتحاد الأوروبي التي استقبلت أكبر عدد من المهاجرين الوافدين على أراضيها خلال صيف 2018 ، حيث وصل إلى هذا البلد ،أكثر من 40 ألف مهاجر منذ بداية السنة الجارية،من بينهم 35000 دخلوها عن طريق البحر،و 5000 عن طريق البر من خلال الثغرين السليبين سبتة و مليلية. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة،تؤكد أن القادمين إلى أوروبا،وصل عددهم إلى 1000000 مهاجر،وأكثر من 1700 مهاجر قد ماتوا أو اختفوا في المتوسط مع بداية السنة الجارية بما في ذلك 362 مهاجر بسواحل إسبانيا.. ،حيث بين شهري يناير و يونيو 2018 ،اختفى مهاجر واحد من أصل 18 ممن حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط. و ارتباطا بالموضوع،كشف الباحث الإيطالي ماتيو فيلا عن(المعهد الإيطالي لدراسة السياسة الدولية )،ان مؤشر الهجرة قفز في شهر شتنبر من العام الجاري بمعدل وفاة واحدة أو اختفاء واحد من أصل خمسة. إذن،وراء هذه الأرقام الصادمة،هناك عدد لا يحصى من القصص الشخصية المالمة للنضال و المقاومة من أجل البقاء،و مع الأسف لن تتمكن الهيئات والمنظمات غير الحكومية من التفاعل معها جميعها،أو تلخيصها بشكل يناسب عمقها الإنساني والاجتماعي والحقوقي، وايلاءها حقها وحظها الذي تستحقه ،على الرغم من أن مجموعة “هاتف الإنقاذ الدولية بالمتوسط” منذ سنة 2014 ،كانت مضطرة إلى دق ناقوس الخطر اتجاه ضحايا الهجرة غير النظامية الذين ماتوا بالبحر الأبيض المتوسط، و النمادج في هذا الشأن كثيرة و متعددة ، من خلال صورة وأحداث متشابهة ،و المنظمة بهذا الفعل الإنساني والاجتماعي والحقوقي….ترفع صوتها عاليا و بالرفض”أوقفوا الموت بالبحر الأبيض المتوسط ” كنداء للحكومات من أجل القيام بدورها للحد من إنتهاكات حقوق الإنسان و حقوق المهاجرين ، وإتاحة فرص أوسع لحرية التنقل و العمل والتعليم وغيرها من الحقوق والحريات التي تظمنها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.