بعيدا عن لفتيت قريبا من علوش، هل ينجح بنتهامي في إجتياز الإمتحانات الحقيقية أريفينو أثارت خرجات العامل الجديد العاقل بنتهامي الأخيرة و منها لقاءه بنادي إثري الريف و زيارته المرتبة للجمعية الخيرية و لقاءه بالبرلمانيين و رؤساء الجماعات و خرجات أخرى... إنتباه عدد من المتابعين الذين يرون تشابها كبيرا بين أسلوب بنتهامي و أسلوب عامل الحاجب الحالي محمد علوش (الصورة أسفله) إبن أزغنغان الذي حكم الناظور لسنوات، مع العلم ان علوش كان يهوى الخرجات غير العادية و كان مهووسا بإيقاف الطاكسيات الحمراء و جمع كراسي المقاهي و غير ذلك من اللفتات التي أثبتت التجربة و السنين أنها لم تكن سوى ذرا للرماد في العيون و تغطية عن فشل علوش الذريع في المضي بأي برنامج حقيقي للتنمية و إنخراطه في جوقة طارق يحيى رئيس المجلس آنذاك و تحوله لعازف فيها... و عامة فالمتابعون لشؤون العمال يفضلون أن يبقى هؤلاء بعيدا عن المهام الصغيرة و يتفرغوا للمشاريع و التحديات الكبرى و ما أكثرها و الاهم من كل هذا تفادي الإحتكاك (علنا على الاقل) بالشخصيات المشبوهة و عدم فسح المجال للإنتهازيين من المنتخبين لتحويل مقر العمالة من جديد( و بعد 3 سنوات من القطيعة) لمركز لتقديم الخدمات خاصة و أن الغالبية العظمى من برلمانيي الناظور و رؤساء المجالس الكبرى فيها تجار عقار و أصحاب مقالع رمال (...) و طلباتهم الشخصية لأنفسهم و لشركائهم لا و لن تنتهي و هذا كان السبب وراء إغلاق لفتيت الباب امامهم و رفضه إستقبالهم و الرد على إتصالاتهم... كل هذا لن يأتي بجديد لعامل الناظور الجديد فالمفترض أنه إطلع على كل الملفات السرية و يعرف طلبات و رهانات و مشاكل كل برلماني و كل رئيس جماعة على حدة مع التمنيات طبعا أن يكون قد إطلع عليها كلها و لم يخفى عنه بعضها، على العموم فأمام العامل الجديد أيضا مكتب الديستي بالناظور الذي يحق له قانونا طلب تقاريره عن كل أحوال المدينة كيف لا و العامل رئيس مباشر لكل مصالح الدولة بالإقليم و منها المخابرات... إن بنتهامي غارق اليوم و بعد أيام من تعيينه في الأوراق و الملفات و الترتيبات الإدارية خاصة و أنه مضطر لإقتسام عدد من موظفيه مع العمالة الجديدة كما أنه مهتم باستكمال زياراته التفقدية لعدد من المصالح و المؤسسات و هي الزيارات العادية التي يقوم بها أي عامل جديد و لكن عددا من الملاحظات يطرحها المتابعون لهذا العمل قد تدفع العاقل لإعادة التفكير في أشياء معينة... فهل من المقبول لديه تبادل الضحكات و النكات أمام الكاميرا مع نصاب معروف بالإقليم بشكل قد يسمح للأخير باستثمار تلك اللفتة البريئة من العامل الجديد؟ هل من المقبول إستقبال كل من هب و دب في مكتبه و معها إستقبال الطلبات من الاصدقاء القدامى في أيامه الاولى؟ و هل و هل و هل ....؟؟؟ إن أمام العامل الجديد رهانات كبرى و أوراش مفتوحة و زيارة ملكية بعد أسابيع و ملفات فساد بعشرات الملايير من السنتيمات لو قدمت له فعلا لإختفى ما تبقى من الشعر الأسود في رأسه...و تلك هي الإختبارات الحقيقية التي ستضعه وجها لوجه مع العديد ممن إستقبلهم هذه الأيام و تسابقوا لزيارته علهم يحضون بقرار جديد في عهد جديد... كما أن على بنتهامي و لكي يضمن لنفسه الإطلاع على كل التفاصيل المهمة أن يسأل الاسئلة الصحيحة و يتفطن لمؤامرة كبرى تعد هذه الأيام لإسترجاع سنوات السيبة و قلب الطاولة عليه يقودها بعض رؤساء المجالس تهدف للضغط عليه قصد منحهم المزيد من السلط في منح الرخص و تحجيم أدوار الوكالة الحضرية و غيرها من المؤامرات الصغيرة ذات المردودية العالية التي تعيدنا لنفس الإستنتاج... و ليعلم العامل الجديد أن أكثر من سبقوه في منصبه فشلوا و عوقبوا على فشلهم فعلابوش أحيل على الكراج ثم على التقاعد و بعده علوش تم تنقيله إلى صفرو ثم إلى الحاجب و أرسل بنذهيبة ليقضي ما تبقى من أيام عمله في صحاري تارودانت و لم يفلت من هذا القدر سوى لفتيت و طريشة سنوات الثمانينات و كلاهما كان يتسم بالصرامة و لا يحبان الكاميرا و مكروهان من طرف أباطرة العقار و الإنتخابات و الاعيان بالناظور... إن الإمتحانات الحقيقية للعامل الجديد توجد بعيدا عن الكاميرا قريبة من مكتبه.