تجسيد لصورة التردي السياسي محمد بلفقيه من حين لآخر يطل من على منبر البرلمان على المغاربة بهلوان متدخلا بلغة خاصة به، مزيج من الكلام بالعربية الأمازيغية الإسبانية وكلمات لا يفهمها إلا صاحب الخرجات البرلمانية، يضحك السادة النواب و رئيس الجلسة أمام النظارة الكرام عبر شاشة التلفاز، تلتقط كاميرات الهواتف النقالة تدخل البهلوان و توزعه على أوسع نطاق ليستفيد جميع المغاربة مؤدي أجور السادة النواب من الضحك الذي أضحى ينتجه البرلمان لفائدة الشعب للترويح عن النفس المغربية المثقلة بهموم الحياة اليومية الصعبة. يتدخل البهلوان باسم حزب الشهداء حزب الفقراء الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وهو الذي أقدم على ذبح الغابة بالجماعة القروية المستولى عليها ونهب رمال شواطئها وزرع الرعب في ساكنتها لمصادرة أملاكها الأرضية، فعلى من يوزع هذا الضحك بالمجان إنه في الحقيقة يوزع على ذقون المواطنين مانحي الثقة لأعضاء المؤسسة التشريعية المنتظر منها إصدار قوانين تشريعية لخدمة الوطن و المواطن بدل تحويلها أو جعلها مسرحا للضحك، إنه فعلا زمن التردي السياسي بامتياز حين يتذكر المرء أن ذلك المنبر نفسه الذي أصبح في متناول بهلوان يتهكم من خلاله على المغاربة، تناوبت عليه شخصيات سياسية من العيار الثقيل أمثال المهدي بن بركة الذي أصبح البهلوان ينعق باسم حزبه ،هذا الحزب الذي من اجل مبادئه قضى باغتياله و مازال سره قيد البحث و التحري. حين يضحك الإنسان على مداخلات البهلوان فإنه يضحك وهو يخفي في جوارحه مأساة هذا المشهد السياسي المبلقن و الذي لا يمكن إلا أن يفرز مؤسسات منتخبة مبلقنة، البهلوان في الإتحاد الاشتراكي، يساريون سابقا في أحزاب ليبرالية، فسيفساء سياسية لا يمكن تفكيك طلاسمها، إنه فعلا زمن التردي السياسي الذي انهزمت فيه القيم الأخلاقية و المبادئ الثابتة أمام موجة الانتهازية و الوصولية و انعدام الضمير عند الإفراد و الأحزاب معا. ملحوظة : لقد كان من الأحرى إلحاق هذا البرلماني ببرلمان الأطفال الذي يؤطره مجلس النواب من أجل تسلية صغار النواب .