لا غرابة في أن يقترن اسم الأستاذ الريفي هشام الفقيه بشخصية الرسوم المتحركة "ميكي ماوس" الشهيرة، وقد استلهم منها كيف يرسم الابتسامة على وجوه تلاميذ المناطق النائية ضواحي مدينة الحسيمة، ويواجه قساوة بردها بمبادراته التي تجاوزت جدران الحجرات وسط جبال الريف الباردة. البذرة الأولى وهو يضع أولى اللبنات في مساره المهني كأستاذ للتعليم الابتدائي، فرض هشام، ابن مدينة الحسيمة، ذو 33 سنة، حضوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة تعامله مع تلاميذه، وبمبادراته التربوية والإنسانية. هناك، بين أسوار مجموعة مدارس تفساست في الجماعة القروية شقران، التابعة لإقليم الحسيمة، زرع الأستاذ الشاب بذرته الأولى من خلال إطلاقه مبادرات استثنائية، حيث استعاض في علاقته مع تلاميذه عن أسلوب الأوامر بالفعل والقدوة بدعم من أحد المحسنين، وقد عمل على اقتناء مجموعة من أدوات النظافة، وعمل على تنظيف حجرة الدرس. القدوة ولم يقف "الأستاذ المثالي"، كما يرى فيه كثيرون، عند هذا الحد، بل عمد إلى تحويل درس نظري حول النظافة إلى تطبيق، حيث اقتنى، من ماله الخاص، فرشاة ومعجون أسنان ودلوا صغيرا، حتى يتمكن التلاميذ من ترجمة ما جاء في الدرس على أرض الواقع. ويقول الفقيه في هذا الصدد إن "التربية على النظافة لا تكون نظريا، بل تكون فعليا". الدافع ولم تقتصر مبادرات الأستاذ على هذا، بل أسهم، إلى جانب السكان، في مبادرات في محيط المؤسسة التعليمية، ومن ذلك حفر بئر وصلت تكلفتها 5 ملايين سنتيم، لتجاوز نقص المياه. وأكد الأستاذ هشام، في حديث ، أن ما يدفعه للقيام بهذه المبادرات هو "باش التلاميذ يحبو المدرسة ويتحيد منهم داك الخوف". الفايس بوك واستعان الفقيه بمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الفايس بوك الذي جعل منه منصة للتعريف بمبادراته، لتشجيع الآخرين على إطلاق مبادرات مماثلة. وكان لهذه المنصات دور في إيصال رسالته إلى المسؤولين، وهو ما عكسه استقباله، مع بداية الموسم الدراسي الحالي، من طرف سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، في مقر الوزارة في الرباط. وسلم الوزير الفقيه شهادة تقديرية ولوحة رقمية (طابليط)، منوها بالمجهودات التي يقوم بها ضمن المنظومة التربوية. الوسام الملكي وخير تتوييج لمبادرات الأستاذ هشام الفقيه هو توشيحه، من طرف الملك محمد السادس، بوسام الاستحقاق الوطني. وأرجع الأستاذ، هذا التوشيح الملكي إلى "الأعمال ديالي والأنشطة ديالي تجاه الناشئة". وحول ما دار بينه وبين الملك، قال الأستاذ: "قال ليا بارك الله فيكم نتوما رجال الدولة ديالنا، وسولني بعض الأسئلة الشخصية". وتابع: "داك الشي كان زوين، وأي واحد يتمنى يوقف ما بين يدي صاحب الجلالة، وهذا شيء جميل يشرفني كثيرا".