وأنا أتصفح إحدى مقالاتي بالموقع والتي نشرتها السنة الفارطة بعنوان ” العنف ضد الأصول ” ، لفت انتباهي تعليق أو رسالة بالأحرى من أم تشكو جفاء ولدها وسوء معاملته لها، وتتألم من نكرانه للجميل ، وتضيف أنها ترمَّلت وأولادها صغار، وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم . إليكم نص الرسالة ” بسم الله الرحمان الرحيم انا ام لاحول لها ولاقوة اسمي الكامل فاضنة نمير من مواليد 1944 الساكنة في زنقة مكناس الحي الصناعي رقم 62 اكادير البطاقة الوطنية J85331 tel ............................ ابني حسن ..... 20 سنة في اسبانيا الموضوع هو كون ابني من صلبي و دمي ورغم ما عليه من افضالي المتيرة المتجلية في تربيته و تنشاته بحيت توفي والده وفي عمره 12 عاما فكنت لة الام والاب معا و بذلت كل ما في طاقتي و جهدي قي سبيل ان يصبح ولدا بارا و مواطنا صالحا الاانه و بكل اسف لا يكن لي الاحترام و لا يعير لوجودي ادنئ اهتمام و بكل اسف دائما يسعى الى ايذائي بلسانه الذي يشوه به سمعتي و صورتي لدى معارفي و لدى اصدقائه و الجيران هذا خارج المسكن اما داخله فانني القى منه السب و الشتم و التهديد بسوء المصير كما لا يتوانى في استعمال العنف في حقي بخنقي محاولا ازهاق روحي ولو لا وجود ابني الاخر معي لكان مصيري في حالات معينة هو الموت لا محالة و لم يقف عند هذا الحد بل بلغت به الدناءة و الجراة حد احضار المومسات و المسكرات الي مسكني و هو بهدف ازعاجي و مضايقتي ومغادرتي المنزل قصرا كما هناك الحالات التي يجهر فيها السلاح الابيض في وجهي مهددا اياي بسوء المصير اما عن انتهاك حرمة منقولاتي و أشيائي الخاصة و قلبها راسا على عقب فحدت و لاحرج و احيط علم منبركم الكريم انه ذو سوابق عدلية بالمملكة الاسبانيةحيت حوكم باربع سنوات نافدة زيدت المدة بسنتين اثر تهديده القاضي و سط المحكمة و سنة اثر تهديده زوجته بالقتل على الهاتف هو مدمن على المسكرات وحبوب الهلوسة والكوكايين ادييت مبلغ 3600 اورو في المحكمة في سبيل اخلاء سبيله و ها هو ذا يجازي احساناتي اليه بالاساءة حتى اصبحت اعاني من عدة امراض منها السكري و الاعصاب الامر الدي دفعني لمكاتبتكم هو كون ابني الذي من صلبي يريد بيع المسكن الذي انا اعيش فيه مند ازيد من 40 سنة خصوصا انه اسم الورتة الى اين سيؤول اليه مصيري الشارع تقدمت بشكاية للسيد الوكيل لدى المحكمة الابتدائية يوم 12.11,2009 تحت رقم 4855.09ش والى يومنا هدا لم تتحرك الضابطة القضائية و لم يتحرك ساكن اناشدكم و اناشد الجمعيات للتدخل اين حقوق الوالدين انا الان مطرودة من مسكني قصرا و انا الان عند ابني التاني الذي يكتري بيتا صغير و اب لطفلتين ” . انتهى نص الرسالة حز في نفسي ماتعرضت له هذه الأم من تعنيف من طرف ابنها الذي يقبل على مايبدو على هذه الأفعال الذميمة نتيجة إدمانه غالبا المخدرات ، فحين يتعاطى الشخص للمخدرات القوية (الهيروين، الكوكايين، الحقن...) تقتل فيه جميع الجوانب الإنسانية من إحساس بالأصول والدفئ العائلي. والإنسان المخدر لا يعي سلوكاته، ولا يفرق بين شخص عادي والأصول، فالكل بالنسبة له سيان، بل أكثر من ذلك يعتبر البيت مجرد فندق يحجز فيه غرفة للنوم فقط، وأي حوار معه يسبب له إزعاج ورد فعل عنيف يتجلى في الضرب والسب والقذف والشتم. فأمثال هذه الأم المعنفة كثر في مجتمعنا المعاصر . ففي الوقت الذي يجب أن تكرم الأم خصوصا وأننا قريببن من مناسبة عيدها السنوي الذي يتزامن عندنا مع بداية فصل الربيع 21 مارس من كل سنة ، نجد للأسف مثل هذه السلوكات السلبية مازالت طاغية على مجتمعنا . من هذا المنبر نناشد الفعاليات الجمعوية والإعلامية تسليط الضوء على ظاهرة تعنيف الأمهات من خلال ندوات فكرية وأيام دراسية ، والعمل على تكريم الأمهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من اجل أبنائهم . فالأم تستحق الالتفاتة خصوصا في عيدها السنوي ، فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق كما قال الشاعر حافظ إبراهيم ، أفلا تستحق الأمهات أن يحتفى بهن في هذا اليوم لكونهن رمزً اللصفاء والمشاعر الجميلة . فهي رمز الحنان والعطف الذي تهديه إلى أبنائها حتى وان كبروا لكون حنانها لايضاهيه شيئ آخر في العالم ، فالأم هي العمود الفقري للأسرة وقوامها ، الأم تعطي بدون مقابل . إنها تتفاعل مع أدق تفاصيل حياتنا وتمنح ولا تنتظر مقابل هذا العطاء تتعب تسهر الليالي ولاتنام ، إنها الشمعة التي تحترق من اجل سعادتنا ، تثقل العقل بالتفكير في أبنائها . سعادتها الحقيقية في سعادة أبنائها وغبطتها عندما تراهم بسلام وطمأنينة محققين رغباتهم وأحلامهم ، إنها تذبل كوردة وهي راضية لأنها تمنح السعادة لمن تحب أن يكونوا أفضل منها في الكون. الأم رمز التفاني والصبر حملتنا تسعة شهور رأت فيها ألوان العذاب بكل الشهور وأثناء ولادتنا تضمنا في حضنها الدافئ إذا بكينا بكت معنا وإن فرحنا فرحت معنا ، كل شيبة في رأسها فخر لنا ، الأم علمتنا الارتباط بالأرض والوطن والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس، إنها تستحق كل تكريم فهي الأم... والأخت...والابنة... والزوجة... وهي في الأخير كل شيء في حياتنا.كما أن الإسلام حث على البر بالوالدين وخصوصا الأم لكونها تحتل مكانة كبيرة . ثبث في الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رجلا قال : (( يارسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ ، قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ ، قال : أبوك )) . ومن هنا تتجلى عظمة الأم حيث جعل لها ثلاثة حقوق لكونها صبرت على المشقة ولاقت الصعوبات في الحمل والوضع والفصال والحضانة والتربية الخاصة وجعل للأب حقا واحدا مقابل نفقته وتربيته وتعليمه . في الأخير وكل ماقيل عن الأم ليس بكثير ، ببساطة لكونها صانعات الرجال الذين يتحملون مسؤوليات بناء الوطن البناء الصحيح . لكل الأمهات الحب الدائم. وللأم التي بعثت الرسالة للموقع نقول لها معك الله ونحن نعلم أن قلبك كبير وحتى وان رفعت الدعوى بأبنك فانك سرعان ماستتنازلين عليها على مايبدو لكون قلب الأم كبير لن يطاوعك ليكون إبنك وراء القضبان ، نسأل له الهداية لأبنك وكل عام وجميع الأمهات بألف خير .