واشنطن: أبت شركة ياهو أن تنضم إلى كتيبة مايكروسوفت بعد العرض التي اعتبرته “بخس” ومحاولة لسرقة الشركة ومن شأنه أن يضعف مكانتها فى سوق الإنترنت. وأفادت تقارير إعلامية بأن شركة ياهو تعتزم رفض عرض الشراء الذي تقدمت به شركة مايكروسوفت مقابل 42 مليون دولار بدعوى أنه لايتناسب مع القيمة الحقيقية للشركة . وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مصدر لم تكشف عن هويته أنه من المنتظر أن يرفض مجلس إدارة شركة ياهو عرض الشراء الذي قدمته مايكروسوفت لانه يعتقد انه “يبخس بشكل كبير قيمة” الشركة، كما اعتبرته محاولة “لسرقة” الشركة. ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله ان عرض مايكروسوفت يرقى لان يكون محاولة “لسرقة” الشركة وأن ياهو لن تفكر على الأرجح في أي عرض يقل من 40 دولارا للسهم. وأضافت الصحيفة أن ياهو تدرس عدة خيارات أمامها منها التفاوض لرفع قيمة الصفقة أو عقد اتفاق مع شركة جوجل لإبقاء شركة ياهو مستقلة. وفي نفس السياق، أفادت صحيفة “سان جوزيه ميركوري نيوز” أن ياهو قررت رفض عرض الشراء الذي تقدمت به مايكروسوفت خلال اجتماع خاص لمجلس إدارة الشركة عقد الجمعة الماضية. وفي حالة اتمام الصفقة فسيكون اندماج مايكروسوفت وياهو أكبر اندماج على الاطلاق بين شركتين تعملان في تكنولوجيا الكمبيوتر. وفي سلسلة اجتماعات عقدت على مدى الاسبوع المنصرم قام مجلس ادارة ياهو بدراسة البدائل التي قد تكون متاحة أمام الشركة بخلاف قبول عرض مايكروسوفت، وتضمن عرض مايكروسوف عندما أعلن أول مرة الأسبوع الماضي علاوة سعرية تزيد 62 في المئة عن مستوى سهم ياهو. وفكرت ياهو في تحالف بديل مع شركة جوجل عملاق محركات البحث على الانترنت للحفاظ على استقلالها، وفي حالة مضيها قدماً في عرض مايكروسوفت فمن المتوقع أن تسعى للحصول على سعر أعلى من السعر الحالي الذي سيدفع جزء منه نقدا وجزء في شكل أسهم. وبعد إعلان شركة مايكروسوفت رغبتها فى ضم ياهو إلى كنفها بدأت حرب ضارية بينها وبين جوجل التي ظهرت بخطط للعب دور المدمر للعملية حيث اتخذت موقفاً ضد الصفقة، مؤكدة في بيان لها أن العرض العدائي الذي اقترحته مايكروسوفت يمكن أن يشكل مخاطر على المنافسة. وفي السر قطعت جوجل، التي تنظر الى الصفقة المحتملة باعتبارها هجوماً مباشراً، شوطاً أبعد عندما قام رئيسها التنفيذي إريك شميدت بإجراء اتصال هاتفي برئيس ياهو جيري يانج عارضاً مساعدة الشركة في إبعاد مايكروسوفت، ربما بصيغة شراكة بين الشركتين وفقا لما قاله مطلعون على المكالمة. كما بدأت جماعات الضغط التابعة لجوجل في واشنطن التخطيط لكيفية رفع قضية ضد عملية الشراء الى المشرعين، ويمكن لجوجل أن تستفيد عبر إطالة أمد المراجعة القانونية إلى ما بعد تولي الرئيس المقبل منصبه، كما أن عدداً من مديري جوجل قاموا باتصالات خلال عطلة نهاية الأسبوع مع حلفاء لهم في شركات مثل تايم وارنر، لمعرفة ما إذا كانوا يعتزمون متابعة عرض منافس وكيف يمكنهم المساعدة. وقال ديفيد درموند نائب رئيس جوجل والمسؤول عن القضايا القضائية : “هل يمكن أن تحاول مايكروسوفت الآن أن تمارس نفس التصرف غير الصحيح والنفوذ غير الشرعي على الانترنت مثلما قامت به مع الكومبيوتر الشخصي؟”. وقد أثار عرض شركة مايكروسوفت شراء محرك البحث ياهو العديد من ردود الفعل المتناقضة، ففي الوقت الذي رأى فيه فريق من الخبراء أن ذلك يعد نصراً للأولى ويخدم المستخدمين، ذهب الفريق الأخر إلى أن عقد هذه الصفقة سوف يضع مايكروسوفت مرة أخرى على طريق الاحتكار التي مازالت الشركة تعاني منه إلى الآن. والمديرون التنفيذيون في شركات منافسة أقل تفاؤلاً بشأن استراتيجية تقسيم ياهو، وقال مدير في شركة إعلامية كبرى إنه ما من أحد يمكن أن يحصل على سعر يبلغ 44 مليار دولار حتى إذا انقسم إلي عشرة أقسام.