تمهيد: يعتبر الحسن المساوي من أكثر شعراء منطقة الريف إنتاجا وتراكما في مجال الشعر الأمازيغي الريفي، وذلك بأربع دواوين شعرية كبيرة الحجم وكثيرة القصائد ، والتي تتجاوز الأربعين قصيدة شعرية في كل ديوان على حدة. ويتميز أيضا عن باقي الشعراء بتنوع المواضيع والأغراض الشعرية، حيث تتناول قصائده الشعرية معظم التيمات المعروفة والمطروقة في الساحة الثقافية الإبداعية الأمازيغية. كما يتفرد عن باقي الشعراء الآخرين بالرؤية الإسلامية القائمة على الزهد والتدين والتصوف الروحاني، بالإضافة إلى النزعة الإنسانية والإصلاحية والملمح الاعتدالي البعيد عن نزعات التطرف والشذوذ. وبذلك، يكون هذا الشاعر أول من كتبت عنه دراسة نقدية بمنطقة الريف تحت عنوان” من أعلام الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف- الشاعر الحسن المساوي-” من قبل الدكتور جميل حمداوي. هذا، ويصدر الشاعر الحسن المساوي ديوانه الأخير” ءاسيرام/ الأمل” ، وذلك قصد تدشين تجربة شعرية جديدة وحداثية ، وخاصة على مستوى التشكيل الإيقاعي والموسيقي ، بعد أن نشر ديوان” ما تغيراس قانتو؟/ هل يعتقد أننا نسينا؟”(2002م)، وديوان”ءيخياق ءوجانا/غضبت السماء”(2008م)، وديوان ” مارمي غانيري/ متى سنكون؟)(2009م). وهكذا، يكون الحسن المساوي بكل جدارة واستحقاق أمير شعراء منطقة الريف كما وكيفا، وخاصة في مجال الشعر الكلاسيكي الأصيل. إذا، ماهي مميزات التجربة الشعرية في ديوانه” ءاسيرام”؟ وماهي مكوناته الفنية والجمالية؟ هذا ما سنراه في هذه الورقة التحليلية. المكونات الدلالية: من المعروف أن الشاعر الحسن المساوي قد تناول في ديوانه الشعري الجديد مجموعة من المواضيع التي تتجاوز ماهو محلي وجهوي إلى ماهو وطني وقومي وإنساني. كما تطرق في ديوانه إلى قضايا اجتماعية وثقافية وفنية واقتصادية وسياسية وهوياتية. ويعني هذا أن الشاعر قريب جدا من المشاكل التي يعيشها الإنسان العربي بصفة عامة والإنسان بصفة خاصة. وهكذا، يصور الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري مأساة الطفولة الأمازيغية بمنطقة الريف، والتي تعاني فعلا من التهميش والإقصاء واليتم. حيث نلفي جل الأطفال اليتامى يتسكعون في الشوارع والطرقات يبحثون عن لقمة الخبز، يكابدون الفقر والفاقة والإملاق، ويتيهون في عالم محبط قوامه التيه والضياع والفقدان، ناهيك عن الانبطاح الوجودي وانحطاط القيم الأصيلة. وهنا، يقترب الشاعر الحسن المساوي في هذا الموضوع من الشاعرة الأمازيغية الريفية عائشة بوسنينة ، والتي نظمت الكثير من قصائد الطفولة في ديوانها الشعري” عاذ ءاخافي ثارزوذ/ ستبحث عني بلا شك”. وإليكم، الآن، مقطعا شعريا يجسد فيه الحسن المساوي الحياة السوداوية التي يعيشها الأطفال الضائعون والمشردون: ءيْحَانْجِيرَانْ ءيمَازْيَانَانْ ذَ- كْزورايْ مَّانْدَارَانْ دَّارَانْ نِيغْ مُّوثَانْ ذَوْرانَ ذِيحَامَّارَانْ قِّيمانْ ذ- كَّابْرِيذَانْ تّاتَّارَانْ ءيدوروثَانْ ءادجُّوزاَنْ ءافُّوذَانْ ثْغوري وَارَاقِّيرَانْ ءاضْفانْ ءيكَارُّوثَانْ مَاسْحَانْ ءيهَارْكوسَانْ كما يتناول الشاعر معاناته الذاتية ومكابداته الشخصية ، وذلك من جراء الظلم الذي يعانيه في الواقع، فيحس الشاعر بالمهانة والذل والاحتقار والازدراء من قبل الآخر المتعالي عجرفة وتكبرا وغرورا. وبالتالي، يثور الشاعر على واقعه المشين والمتردي والمنحط، ويطمح إلى قيم بديلة وأصيلة: ءاذَاقْنَاغ ثِيطَّاوينْ ءاضَاوْذيغْ ذِيثََيرا ءينِّي تُوغَا تاخْسَاغْ نْدانايي ذِيبََارا ءاوْثِينايي سَا- رَّاشْرَاثْ بَالْعَانْ قَاع ثِيوورا وَادجِّي غا ذِيجومورْ ءورا ذِيجْ نَاثْوارا ءاذَاخْريغْ دْ- شَارا حَا- ذْزاَذْغَاغْ ذِيرَاخْرا يانْغايي ءوسَاعْقارا ءيغَاسْ نْتَامارا؟ ثَافْقَاحْتْ ثَاسْثَوثَرا ءورينو ءيهَارا ثوذاثْ قَاعْ ثَاهْرورا ويهتم الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري أيما اهتمام وعناية بالدين والزهد والتقوي ، مع الدعوة إلى تنقية الروح العرفانية من شوائب الجسد والدنيا الفانية، وذلك عبر توظيف الخطاب التعليمي القيمي. ففي قصيدته” ءاراندان/ رمضان”، مثلا، يستحضر الشاعر مناسبة حلول رمضان المبارك، فيصفها بالعظمة والإجلال، فيحث الناس على الإيمان الصحيح ، والتقوى الحقيقي ، والاستقامة الموصلة إلى الجنة ، وتمثل الهدي النبوي، والإسراع إلى فعل الخيرات قبل أن يحل العذاب الشديد: يانْقَارْدْ خانَاغْ ءويورْ ثِيواشَّا ذَا- رَّانْدانْ ءاثَانْزومْ ذِيرَاهْنا ءاثَانْزومْ ذِيرَامانْ ءاثَانْزومْ ذَامَازْذاكْ ذَارْعُونْصارْ نْ- وَامانْ ءانَازَّادجْ ءانَاعْبَاذْ ءانَاوارْ زَ- كْمَانْغانْ ءانْسْريرْ ءورْ نَّاغْ ءانَازّاَرْ خَ- شِّيطانْ ويتطرق الشاعر أيضا إلى موضوع النضال والمقاومة والتحدي والصمود في وجه الأعداء والمستغلين، وينصح الشاعر جميع الناس بالمقاومة والمجابهة والمقاتلة والجهاد، ولو باستعمال الحجارة حتى يتحقق أمل الفرح، ويظهر المستقبل اليانع الذي نعيش من أجله: ءاشْثي ءازْرو حَاجَّارْ ءورْ ناغْ ءيعَامَّارْ قاشْ يازْعَافْ ءوهَاكَّارْ ءيري شاكْ ذَامَازْوارْ وِيتْغِيما ذَانَاكَّارْ نوحارْ غا ذَ- كْعَافارْ ءانَاكْ قاعْ ثِيزَامَّارْ واغَانَاغْ ءامَانْعارْ ءاشْفانَاغْ زَ- كْسَاعْقارْ هذا، ويرثي الشاعر في ديوانه الشعري أمه الحنون، والتي خصص لها قصائد عديدة ومتنوعة دلاليا وإيقاعيا كما في قصيدته” ءامي يامي”(ياأمي): شحارْ ذْرَاوْجَاعْ .. ءامِّي يامِّي شْحارْ ذاَنَاخْبَاضْ.. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَانَاخْضَافْ .. ءامِّي يامّي شحارْ ضُوضاوضْ.. ءامِّي يامِّي شْحارْ ذانوضْ.. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَاعَايَّاذْ .. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَامَاطَّا .. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَا- صْبارْ ..ءامِّي يامِّي شحارْ تِّيكَاسِّيثْ .. ءامِّي يامِّي كما يمجد الشاعر المرأة الريفية أما وبنتا وزوجة ومعشوقة ثناء وتعظيما وتغزلا؛ وذلك لأدوارها الهامة في بناء الأسرة الصالحة المثمرة والمبدعة والمنتجة، وتكوين الإنسان الأمازيغي تكوينا نضاليا صحيحا: ءايا سيذي بابا والله تَّاريفَاشْتْ مَارَا بوهَارْياغْ ءاوْيايي زَّاواشْتْ ءازْري ءيزَارْياوانْ ءاماشْناوْ ثَرَافْثَاشْتْ علاوة على ذلك، يتشبث الشاعر الحسن المساوي بالهوية الأمازيغية كينونة ووجودا ومصيرا واعتزازا وافتخارا، ويستعيد تاريخ بعض الشخصيات الأمازيغية ليدعو الأمازيغ إلى التمثل بها نضالا ومقاومة وكفاحا: ءيني ناشْ ذْْ امَازيغْ ذَايَّاوْ مَاسِينيسا ناشينْ ذا ءينَازْذَاغْ نوسَادْ ذِيمَازْوورا ياما تَّامورثْ ءينو ءايامَاسْ نَا- ثْمورا ءاذْيََاشْهَاذْ ءيومَازْرويْ خْ- جَادِّيسْ نْ- حا نَّا ءاذْشَاهْذَانْ ءيحَانْجِيرَانْ ءايَّاوانْ نْ- يوبا ءاذْشَاهْذَانْ ءيمَاغْناسْ ءيوادَّارَانْ ذِيبَارا ياموثَانْ ذِيرَاحْبوسْ تْرَاجَانْ ثِيواشَّا ءيني ناشْ ذْمَازيغْ ءيني ناشين سَّا ءارِّيفْ تَّامورْثْ نَّاغْ ناشينْ ءانَانْدَارْ ذا هذا، ويتجلى التشبث بالإنسية الأمازيغية في مجموعة من قصائد الديوان إما بطريقة جزئية وإما بطريقة كلية كما في قصيدته الرائعة :” ءاريف”... ومن جهة أخرى، يدعو الحسن المساوي إلى مجموعة من القيم الإنسانية النبيلة كالعفو والتسامح كما في قصيدته” ءامنياخس/ اتركه”، والتشبث بالقيم الإنسانية الأصيلة كما في قصيدته” ءاياسيذي قادور/ سيدي قدور”، والتغني بالوطنية كما في هذا المقطع الشعري: لْمَاغْريبْ ثمورثْ ءينو ناشْ ذَامّيسْ زِيرَابْدا ءاجَادجِّيذْ موحاماذ يارِّيتْ قاعْ تَّنْهَازَّا سِيوارْ ءايَامَازْرويْ ءاغْميدْ تِّيواشَّا نْقادْ خَانَغْ تْفوشْتْ تْسِيقْسِيقْ ذَ- كْجَانا ءاذِيفَاحْ وورْ نَّاغْ حوما مَّارَّا نَاهْنا ونلاحظ أيضا لدى الشاعر الحسن المساوي التغني بالقيم القومية كالدفاع عن فلسطين السليبة، وخاصة البكاء على غزة الباسلة، وذلك من أجل تحريرها من قبضة العدو الصهيوني الغاشم: غَازَّا ياغَازَّا ءيذامانْ ذْرَابْحارْ غَازَّا ياغَازَّا هَاذْمانْ خامْ ءيذورارْ غَازَّا ياغَازَّا ءاشَّانْ نَّامْ يامْغارْ ءيماشْحارْ ذَامَاسْرَامْ رَاذِيجْ ءاثَانْ يانْقارْ رَاذِيجْ ءاذْياسِّيوارْ ءاذاسْ ييِني مَاغارْ ءانَاصْبارْ ءانَصْبارْ ءاناني ءانَاصْبارْ ءولابودْ ءانَاضْحاشْ ءاذَاظْهانْتْ ثْيساقارْ وعلى الرغم من الفواجع والمآسي التي يتغنى بها الشاعر، فإن له أملا أكيدا في استشراف الغد المأمول، ولاسيما إذا اقتدينا بروح المقاوم الكبير عبد الكريم الخطابي، وتمثلنا حياة الكفاح لدى كل المقاومين الريفيين والأمازيغ والعرب على حد سواء، والذين ناضلوا من أجل الحرية والسيادة والاستقلال. ثم، سرنا، بالتالي، على منهج التحدي والعمل والصمود، وذلك من أجل إثبات هويتنا الموروثة، والدفاع عن ديننا وكينونتنا كما في هذا المقطع الشعري: ءاري سوفوسْ ناشْ ءاخْبَاشْ ءورا سوضارْ ثِيقَّاتْ ءتَاكَّانْفا ءاذَاسْ نَامْحا راثارْ ءاضِيفَاحْ ءوخَادَّامْ ءاضِيفَاحْ ءومَاحْضارْ ءاضِيفَاحْ ءومَاعْضورْ ءاضِيفَاحْ ءومَاتَّارْ ءاضِيفاحْ عابد لكريم ذموحاماذ ذَ- رْماوخْطارْ غَانَاغْ عاذْ ءاسيرَامْ غَانَاغْ عاذْ ءامَاهْيارْ غَانَاغْ عاذْ ثَمَادُّورثْ ذِيرِّيفْ عاذْ ءانَاضهارْ هذه هي مجمل المعاني والتيمات والمواضيع التي تغنى بها الشاعر في قصائد ديوانه الشعري إسهابا وتمطيطا وتفصيلا كما في باقي دواوينه الشعرية السابقة، كما يتفرد هذا الديوان أيضا برثاء أمه بكاء ونعيا ونحيبا ومأساة. المكونات الحضارية والثقافية: ترد في هذا الديوان الشعري مجموعة من المكونات الحضارية والثقافية المتعلقة بالإنسان الأمازيغي بمنطقة الريف ، والتي تتصل بالعادات والتقاليد والأعراف في مختلف مجالات الحياة، كذكر أنواع من الألبسة الأمازيغية، مثل: ثاسبناشت(الخمار) ، وثيسغناس(الحلي)، وأحزام(الحزام)، وثخاذانت(الخاتم)، ولحاف(اللحاف)... وتقاليد الطعام: ءاندو(حمال الطعام)، وثازوظا(القصعة)... وترد في الديوان أيضا ملامح ثقافية أخرى ، مثل: أماينو(السنة الجديدة عند الأمازيغ)، وأمزروي (الشاعر)، وهلالارو( طريقة لتنويم الطفل)... وكل هذه المؤشرات تعكس لنا بكل وضوح البيئة الريفية في تضاريسها الحضارية المختلفة ، وتستجلي لنا تنوعها الفلكلوري والوجودي والأنتروبولوجي والثقافي. المكونات الفنية والجمالية: يستعمل الشاعر الحسن المساوي في ديوانه الشعري الجديد مجموعة من الأبنية العروضية المتنوعة إيقاعا وتنغيما، كتوظيف الميزان السباعي(رميزان سابعا) في قصيدة” ءامهيار/ المتألق” كما في هذا البيت: مَانايا خَانَاغْ ذَاطَّاسْ ما/نا/يا/خا/ناغ/ذا/ طاس 1/2/3/4/5/6/7 ونفس الميزان نلفيه في قصيدته: “ءامي يامي”: ءامِّي يامِّي .. ءامِّي يامِّي ءا/مي/يا/مي/ءا/مي/ يا/مي 1/2/3/4/5/6/7 وقد يوظف الشاعر الميزان السداسي (رميزان ساتا) كما في هذا البيت الشعري: رَابْدَا ذِ يشَامَّاثَانْ راب/دا/ ذي/شا/ما/ثان 1/2/3/4/5/6 وقد يوظف الشاعر الميزان لابويا باثني عشر قدما(رميزان ثنعاش): ءيوا كَّارْ زَا- كِّيضاسْ ءانْدارْ خَافَاشْ رَاعْكَازْ ءي/وا/كار/زا/كي/ظاس/ءان/دار/خا/فاش/راع/كاز 1/2/3/4/5/6/7/8/9/10/11/12 ويعني هذا أن الشاعر الحسن المساوي أصبح شاعرا مجددا على مستوى البنية الإيقاعية، فتارة يستعمل الإيقاع العروضي التقليدي، وتارة أخرى يستعمل الإيقاع العروضي المتحرر ( رميزان ءينوفسران). ويوظف الشاعر الحسن المساوي على مستوى القافية مجموعة من الحروف الإيقاعية المنسجمة مع لغة الشعر الأمازيغي ونغماته المتلونة كما في الحروف التالية: النون، والميم، والراء، والسين، والشين، والزاي، والضاد، والتاء، والثاء، والغين.....وهي نفس القوافي المهيمنة والسائدة في الشعر الأمازيغي بصفة عامة والريفي بصفة خاصة. مع العلم أن بعض هذه القوافي لا تستعمل في الشعر العربي كثيرا كالثاء والضاد والغين والشين، وتسمى بالقوافي المتنافرة أو القوافي غير المرغوب فيها؛ وذلك بسبب تنافرها وصعوبتها وشذوذها. وبهذا، نلفي الشاعر يلتزم بالقافية الموحدة على غرار الشعر العربي القديم تارة، أو ينوعها مثل الشعر الحر تارة أخرى كما في قصيدة “ءاخزيت/ لعنة”: ءخْزيتْ زِيرْمَاخْزاَنْ نْ- ييضا ماني ما ثوحَاذْ ءاتَافَاذْ فيلا ءيجَّانْ ءيكَاسِّي ءيجَّانْ ياسْروسا ءيجَّانْ يَاقَّارْ ءارْحَامْ ذِيها ءيجَّانْ ياقَّارْ سْقارْ رَاجا كما يستعمل الشاعر الحسن المساوي الموشح الرباعي كما في هذه القصيدة، والتي بعنوان” سيوراناغ / حدثنا “: سِيوْرانَاغْ خَا- ِّدينْ سِيوارْ خْ- موحامَّاذْ سِيوْرانَاغْ خَا- لْقُورءانْ حُوما مَّارَّا ناكْواذْ سِيوْرانَاغْ خَا- رابي حُوما ءانَاكَّا نَاعْبَََاذْ سِيوْرانَاغْ خَا- ثْماسي حُوما وَارَانْشَامَّاذْ سِيوْرانَاغْ خَا- جَّانَّاثْ حُوما ءانَاكَّارْ نَاخَاذَامْ حُوما ءانَاكَّارْ نويورْ ذَا- كَّابْريذْ نْسَاكَّامْ ءاذْ يَاصْفا وورْ نَّاغْ ءامْ وَامانْ نْزَامْزَامْ ءانَاكَّاثْ فوسْ ءاكْفوسْ ءانْمونْ مَارَا ثَاخْسَامْ ءارَابي ياوْشَانَاغْ مِينْ ذانَاغْ ءيخَاسَّانْ ءاموضارْ ءاموفوسْ مِينْ ذانَاغْ ءينَاقْسَانْ غَانَاغْ رَا- ثِزَامَّارْ ميِنْ ذانَاغْ ءيتاقْسَانْ ثَامَزْييذا ثارْزَامْ ناشين مَّارَّا ناسَّانْ وَاخَافَسْ ءاعَاسَّاسْ وَاخَافَسْ رْمَاخْزَان موحاماذ النابي وانِّي خَانَاغْ ءيعِيزَّانْ ءاوارْ نَّاسْ يَاصْفا مَّارَّا ءيسَاكاَّذْ ياوْزَانْ ءامَاشْنا وْ نُّوقاَثْ ذيِثَانْدوتْ نْ- رَاوْزَانْ فهذه القصيدة في بنائها التركيبي والعروضي رباعية المقاطع (دددد/م م م م/ ن ن ن ن/ن ن ن ن) على غرار الموشح أو الشعر الأجنبي المقطعي. ويلتجئ الشاعر كذلك إلى توظيف التكرار والتوازي بكثرة ، وذلك إلى جانب الاشتقاق المتشابه والتجانس الصوتي كما في قصيدته” ءامي يامي”: شحارْ ذَاعَايَّاذْ .. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَامَاطَّا .. ءامِّي يامِّي شحارْ ذَا- صْبارْ ..ءامِّي يامِّي شحارْ تِّيكَاسِّيثْ .. ءامِّي يامِّي شحارْ تَّارَابوثْ .. ءامِّي يامِّي بل نجد الشاعر يشغل ظاهرة التنغيم الصوتي تبئيرا وتصويتا، واللعب بالكلمات الموسيقية عن طريق التكرار والتجناس الصوتي والاشتقاق ، وذلك مثل: ثوخُّونا .. بْطايْ طايْ ءامَانْغي.. بْطايْ طايْ رَافْضَاياحْ .. بْطايْ طايْ ثارَاوْرا .. بْطايْ طايْ ثَاغَاشَّاشْتْ .. بْطايْ طايْ كما يوظف الشاعر الصور البلاغية المعروفة في الشعر الأمازيغي بمنطقة الريف كصورة التشبيه التي تعتمد على حرف “ءام” (الكاف): ءانْصَافَّا ثَامَادُّورثْ ءامَ ءارْحَابْ ن ءارَّامانْ نصفي حياتنا مثل حب الرمان أو يستعمل التشبيه عبر ” أمشناو” مثل”: ءاوارْ نَّاغْ نَّاتَّاثْ تِّيفِيناغْ ءامَاشْناوْ ءاقَارْطاسْ كلامنا هو تيفيناغ الذي يكون مثل الرصاص ويستعمل الشاعر الاستعارات للتشخيص والأنسنة، وخلق عالم مجازي تخييلي مليء بالإيحاءات التخييلية ، مثل هذه الاستعارات النصية: ثْفوشْتْ ءاوْلايالاهْ ناشينْ ذَاياسْ نْقادجَّا ثِيذي ناغْ ذْرَابْحارْ ياذْرا قاعْ ثِيمورا نتقلى في حر الشمس عرقنا يتصبب مثل البحار فيغطي كافة الأرضين ويكثر الشاعر من توظيف التناص والاقتباس، وتشغيل المستنسخات النصية التناصية، والتي تحيل على المعرفة الخلفية للشاعر كما في قصيدة” ءاراندان/ رمضان”، والتي وظف فيها مجموعة من الشخصيات الرمزية المرجعية ، والتي تعبر عن نقاوة الإسلام واستقامة الصحابة كما في هذه الأبيات الشعرية، والتي يحيل فيها على خديجة، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان: ثْفَارْحَاسْ خاديجة ذْعومَارْ ذْعُوثْمانْ ءيفَارْحَاسْ ءومَازْيانْ ءيفاَرْحَاسْ ءومَاقْرانْ يانْقَارَادْ خَانَاغْ ءويورْ ثِيواشا ذَ- رَّنْدانْ وتعتبر قصيدته” ءاشثي ءازرو/ خذ الحجارة” من أجمل القصائد الرمزية في هذا الديوان، والتي تتجاوز في بعض الأحيان التقريرية الطاغية إلى حد ما في بعض قصائد الديوان ، وتعويض ذلك بالإيحائية والشاعرية العلاماتية والوظيفة الشعرية الحقيقية. ويحيل الديوان كذلك على بعض الشخصيات الأمازيغية المعروفة في التاريخ القديم كيوبا وماسينيسا وعبد الكريم الخطابي وعمر المختار كما في قصيدته” ءيني ناش ذامازيغ/ قل بأني أمازيغي”. خاتمة: يتبين لنا ، من خلال هذا الديوان الشعري الجديد” ءاسيرام/ الأمل”، أن الشاعر الحسن المساوي يحمل رؤية انتقادية إصلاحية إسلامية منفتحة على المحلي والجهوي والوطني والقومي والإنساني. كما تصدر رؤية الشاعر في هذا الديوان عن رؤية تفاؤلية قوامها التغيير والإصلاح ، وبناء المستقبل المأمول، والاطلاع على الغد المشرق المعسول. كما يشغل الشاعر أبنية عروضية وموسيقية وفنية وجمالية جديدة وحديثة ، وذلك عبر توظيف الانزياح والرموز المشعة الموحية، وخرق المألوف العادي، والإكثار من التوازي الصوتي، واللعب على التنغيم والتنبير الموسيقي. وبهذا، يستحق الحسن المساوي فعلا أن يكون أمير شعراء منطقة الريف بلا منازع كما وكيفا ونقدا.