كشفت يومية الصباح في عددها ليوم الثلاثاء تفاصيل خطيرة تخص الطريقة التي تم بها إعتقال ميمون السوسي و كذا تصريحات لعائلته عن التعذيب الذي تعرض له لمدة 14 يوميا بمبنى المخابرات بتمارة و لكن الأغرب في هذه القصة هو إحتمال أن يكون بارون المخدرات المعروف ب “تيتو” وراء إسقاط السوسي عن طريق هاتف محمول كان متنصتا عليه من طرف المخابرات المغربية هكذا و في التفاصيل أفادت مصادر مقربة من عائلة ميمون السوسي، المتهم بالتهريب الدولي للمخدرات، أنها تتوفر على وثيقة تؤكد أنه اعتقل بتاريخ 18 يناير الماضي أمام فندق بطنجة من طرف عناصر بالزي المدني، وليس يوم 4 فبراير الجاري، كما أشير إلى ذلك في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة الفضائية. وحسب المصادر نفسها، فإن السوسي أوقف من طرف عناصر يرجح أنها من ديستي ونقل بواسطة سيارة مدنية سوداء إلى مقر المخابرات بتمارة، حيث قضى 19 يوما، قبل أن يحال على المحققين التابعين للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء. وحصلت عائلة ميمون السوسي على وثيقة من الفندق الذي كان ينزل فيه بمدينة طنجة، توكد أنه قضى ليلتي 19 و 20 يناير الماضي فيه، ما يعني أنه منتصف نهار يوم 21 من الشهر نفسه، أي اليوم الموالي، أوقف وهو في طريقه لتناول وجبة الغداء رفقة كل من المسمى أحمد. غ وأحد العدول من مدينة الناظور. ولا يشير محضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى هذه الوقائع، وإنما يتضمن خلاصة منجزة من طرف عميد المكتب الوطني لمكافحة المخدرات، تؤكد أنه اعتقل يوم 9 فبراير الماضي، بعد ضبط بطاقة تعريف الكترونية مزورة بحوزته كان أدلى بها لإدارة الفندق. وحسب مصادر مقربة من عائلة السوسي ، فإن الأخير لدى مثوله أمام قاضي التحقيق لدى محكمه الاستئناف بالبيضاء يوم الأحد 7 فبراير الجاري، قال للقاضي “راني مهلوك وباغي الطبيب”، وسأله هل عليك علامات تعذيب، وكانت إجابته أنهم في معتقل تمارة السري كانوا يناولونه أقراصا ليعترف من تلقاء نفسه، وكان يغمى عليه من شدة التعذيب، وكان كلما أغمي عليه يكون بجانبه طبيب مختص، وعندما يستفيق من غيبوبته، يواصل المحققون من المخابرات التحقيق معه. وتشبث ميمون السوسي لدى مثوله أمام قاضي التحقيق بطلب إحالته على طبيب مختص، لأنه، على حد تصريحه، تعرض للتعذيب خلال اعتقاله السري لمدة 14 يوما، قبل أن يحال على قاضي التحقيق، ومن المفترض أن يتقدم دفاعه خلال جلسة التحقيق التفصيلي بطلب لإجراء خبرة طبية على موكله لإثبات تعرضه للتعذيب. وبخلاف الرواية الأمنية التي سربت إلى عدد من الصحف الوطنية حول إن كانت بطاقة التعريف الالكترونية المزورة هي التي قادت إلى اعتقال ميمون السوسي ، كشفت مصادر مطلعة أن الأمريتعلق بعملية سرية لمديرية ديستي . تتلخص العمليه ́ السرية في أن المخابرات سربت إلى مهرب مخدرات معتقل بسجن عكاشة يسمى م. ق ، هاتفا محمولا، كان موضوعا تحت التنصت، وكانت تعلم أن له صلة مباشرة بالسوسي ، وبالفعل أجرى الشخص المعتقل مكالمة هاتفية مع ميمون السوسي ، وتم من خلالها تحديد مكانه بطنجة، وعندما جرى الاتصال بالمدير الجهري لإدارة مراقبة التراب الوطني بهذه المدينة للتحري حول مكان إقامته بالمنطقة (ج... أ )، التي حددت عن طريق شبكة الهاتف المحمول، رجح أنه يقيم في شقة مفروشة، لكن عندما نسق مع عناصر الاستعلامات العامة لتحقيق هوية نزلاء ثلاثة فنادق في المنطقة المشار إليها، وقفوا على بطاقة هوية الكترونية لشخص يسمى بنعومر عيسى ، ولدى إجراء بحث حول معطياتها، تبين أن الصورة ليست لهذا الشخص الذي يرجح أنه يقيم حاليا بكندا، وكذلك الأمر بالنسبة إلى البصمات، ليتحرك بشكل عاجل عناصر ديستي إلى محيط الفندق، ولدى وصولهم كان السوسي ومرافقيه أمام بوابته ليتم اعتقاله ويتبين لهم أنهم اعتقلوا صيدا ثمينا ، وهو ميمون السوسي المبحوث عنه في ملفات تهريب المخدرات. وبخصوص ملف تزوير بطاقة التعريف البيومترية مقابل مبلغ 45 ألف درهم، والمتورط فيها ضابط شرطة ممتاز يسمى عبد الحليم. خ ، وعونا سلطة، حصرت الإدارة العامة للأمن الوطني الأبحاث في المتهم الذي كان يعمل في مديرية الموارد البشرية، رغم أن التصريحات في الملف وجسامة الفعل تؤكد أن الإدارة العامة للأمن وبعض مصالحها مخترقة فعلا من طرف شبكات تهريب المخدرات، على اعتبار أن التزوير جرى على صعيد المصالح المركزية وتورط فيه ضابط ممتاز كان يشغل منصب رئيس المصلحة الولائية للمحفوظات والوثائق التعريفية، وكانت هذه أول بطاقة تعريف الكترونية يتم تزويرها بطريقة متقنة ومن داخل الجهاز المركزي للأمن.