تقدم أريفينو خلال الأيام الأولى من رمضان إعادة لحلقات لقيت رواجا كبيرا إبان نشرها لأول مرة على موقع أريفينو بخصوص تاريخ مناجم سيف ريف يقدمها بأسلوب شيق الأستاذ حسن نابيل سيف الريف من التخصيب إلى التخريب الحلقة الأولى : البداية الحسن نبيل عندما دخل الإسبان بلدة وكسان سنة 1908 كانت الدراسات جاهزة لاستغلال أكبر منجم للحديد في المغرب المحتل، خاصة و أن اكتشاف المنجم تم في غضون 1905 و أخذ إسم compania espanola minas de rif بوكسان. و كلمة وكسان كلمة أمازيغية حرفها الإسبان و تعني أشان (الذئب) نسبة إلى ساقية بالمنطقة تسمى « أمان نأشان » علما بأن الشين تكتب X بالإسبانية. و المنجم نفسه يمتد من هذه الساقية وصولا إلى منطقة سيطولازار المحاذية لسلوان. و هي المعروفة بمرتفعات بني بويفرور. يتألف الغشاء السطحي للمنجم من طبقة الهماتيت، التي تحوي نسبة هامة من الحديد تبلغ 68% إضافة إلى حجر البيريتي الذي يحوي 54% من الحديد. و قد قدر الاحتياط الخام بملايين الأطنان وعشرات السنوات من العمل بقدرة استيعابية تفوق 1200 منصب شغل. علما بأن الرقم القياسي الذي تم تشغيله في العشرينات من القرن الماضي وصل 7600 عاملا، كما هو مسجل في الإحصائيات الإسبانية. تنقسم التكونات الجيولوجية المهيمنة في المنطقة إلى قسمين، قسم منها ينتمي إلى العهد الجوري الأعلى و القسم الثاني إلى العهد الكريتاسي الأدنى، وتتألف هذه المناطق الجيولوجية من طبقات نضيدية و عدسات كلسية و يلاحظ أن قواطع الديوريت تساهم بدورها في عملية التمعدن، و بما أن أرضية المنجم قد تأثرت بالحركات التكتونية الألبية فنتجت عن ذلك صدوع تشكل مجموعتين: • مجموعة رئيسية تميز صدوع ابرشانن والشريف. • مجموعة ثانوية تميز سلسلة من الصدوع تتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، و تميل نحو الجنوب الغربي. تحولت الأحجار إلى معدن، و عندما تمعدنت حلت محل الكلس فانقلبت إلى حجر المغنطيس الكبريتي أما الطبقات السطحية منها فإنها تتألف من الهيماتيت التي يبلغ احتياطها عشرات السنوات من العمل. كانت البداية بدائية عندما عمدت الإدارة الإسبانية إلى تشغيل الأهالي ب 25 سنتيم في اليوم لجمع الحديد المترامي في العراء من أعلى جبل وكسان مرورا بالهضاب المترامية بين وكسان و لعسارة ليتم نقله إلى ميناء مليلية. غزارة الانتاج وجودة الحديد جعلت الإدارة الإسبانية تفكر في بناء المعامل الموازية لاستغلال جيد يصل إلى حدود النهب فتم بناء معمل تكسير الحديد سنة 1924 و المعروف باسم planta و بمحاذاته شيد خزانان كبيران بقدرة استيعابية تصل آلاف الأطنان ليتم نقل الحديد مباشرة منهما إلى ميناء مليلية عبر قاطرة تشتغل بالبخار بعد أن تم إنشاء خط السكك الحديدية بين وكسان و مليلية. وذلك في حدود 1908 كما يؤكد ذلك الطبيب الإسباني victor ruiz albeniiz المعين من طرف النقابة الاسبانية لمناجم الريف في كتابه el tebib arrumi. بجوار هذا المعمل تم إنشاء معامل موازية لإصلاح الأعطاب الميكانيكية و الصيانة و الدرفلة. إضافة إلى فرن ضخم بمنطقة أيشور. لم تكتف الشركة الإسبانية بنقل الحديد إلى معمل التكرير عبر الشاحنات فقط بل عمدت إلى تشييد أبراج لنقله في عربات معلقة في الهواء من أعلى الجبل إلى منطقة التكرير. كما كانت هناك مجموعة من المقالع cantera 1.2.3… ويتم استغلالها عن طريق مدرجات 10 أمتار تميل بنحو 51 درجة يحفر العمال الأرض بواسطة مطرقات قوية يحركها الهواء المضغوط. كما عمدوا إلى حفر ألآبار و الأنفاق لنقل الاستغلال من مستواه الأفقي إلى مستواه العمودي. إيمانا منهم بأهمية التكوين و التكوين المستمر قاموا بتشييد مركز للتكوين المهني ساهم كثيرا في تخرج العديد من التقنيين و التقنيين المتخصصين في جميع التخصصات الشيء الذي جعل الشركة تتمتع بخبرة تقنية كبيرة ساهمت في رفع الإنتاج و تحسين المردودية. المنشآت الاجتماعية: وضع الاسبان رهن إشارة عمالها 500 دار للسكنى موزعة على 5 مراكز يتوفر كل منها على قاعة للتمريض، و علاوة على ذلك فإن الشركة تتوفر على صيدلية و مستوصفين و من ناحية أخرى يوجد رهن إشارة الأشخاص العاملين بالشركة ملعبان لكرة القدم، ملعب لكرة السلة، ملعبان لكرة المضرب. يتابع أبناء عمال الشركة دراستهم في مدرستين ابتدائيتين. كما تجدر الإشارة إلى أن إدارة الشركة قامت ببناء مسجد و كنيسة لممارسة الشعائر الدينية بكل حرية. مدخل باطن المنجم المدرسة التي ستحمل فيما بعد اسم عمر بن عبد العزيز مطرقات التنقيب مقالع لعسارة مركز التكوين و التكوين المستمر