أيادى خفية تسير الأحداث متتابعة ومتسارعة جدا, الامرالذي يستدعي من الجميع الانتباه أكثر وبالتالي تحليل متزن لسياقها وكل مراميها.. انتشار ملحوظ للإضرابات والمطالبات فى أوقات متشابهة ، بين من يطالب برفع الأجورومن يطالب بالعمل في وظائف عمومية، إلى من يطالب بتوفير الخبز والسكن ، ومن يطلب ويطالب بإقصاء بعض الرؤساء فى الأجهزة الحكومية…وما الى ذلك. وما يثيرالانتباه احيانا هو الغياب والاختفاء المفاجئ للامن/الشرطة في بعض هذه الاحتجاجات !! وبمقابل كل هذا وذاك تتواصل احتجاجات المعطلين وتدخل منعطفات أخرى جديدة و خطيرة , وتتواصل كذلك و بالمقابل مسرحية المخزن الواضحة، وبعض الاقلام المأجورة لشرعنة قمع هذه الاحتجاجات , ناسين ومتجاهلين انهم بذلك انما يفتحون ابواب الجحيم على أنفسهم.. فهل كل هذا من محض الصدف دون اي تخطيط …وعميق جدا ؟ وهل من المبالغة القول أن ثمة أيادى خفية تلعب في الساحة ولا تتوقف عن إفساد ما بدأه بعض الغيورين على هذه المدينة بل وأيضا تحريض بعض فئات من المجتمع على بعضها البعض، وبالتالي اشغال الوضع المستجد وإرباكه بما لا يسمح لهؤلاء بأن يتقدموا فى مسيرتهم، كما لاشاعة الفوضى فى المدينة لإقناع أهلها بأنهم انتقلوا إلى وضع أسوأ مما كانو عليه… والنتيجة لكل هذا وذاك هي ما نراه اليوم على ارض الواقع.!! أحوال المدينة. إن أحوالنا اليوم لا تخفى على أحد،خاصة بعد ما افرزته وتفرزه بعض الاحداث المتعاقبة على المدينة …سواء منها السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية أو حتى الثقافية والرياضية ,ولا نفكر بعد كل “حدث” في عودة صادقة إلى أنفسنا , لنعيد حساباتنا , نصحح أقوالنا وأفعالنا. في جانب ما من المدينة…تتواصل حرب بعض المواقع .. اتهامات وتخوين وسرقات واحتيال. وفي جانب آخر…حرب إعلامية أخرى متواصلة ..عبر لقاءات وندوات…واجتماعات.وبين البينين خلافات وتشنجات لا تعد ولا تحصى… لا ننتهي من الحديث عن خلاف حتى يظهر آخر, شهدنا و نشهد إندلاع شرارة احداث اندلعت وتندلع بين الفينة والاخرى على إثر إحتداد نقاشات “حلائقية” بين الفصائل الطلابية… هذا فصيل قاعدي وهذا فصيل الحركة الثقافية الأمازيغية وذلك اسلامي وآخر كرَّاسي وآخر محسوب على طلبة كذا… صراع أزلي عرفته الجامعة المغربية منذ زمن بعيد ولا زال كائنا: من يمتلك الشرعية لقيادة أوطم المنظمة الطلابية !. وما كان (طبعا) لمستجد الساحة الجديد ,حركة 20 فبراير أن ينجوا من هذا الداء الذي ينخر المدينة , فسرعان ما ظهرالخلاف والاختلاف …وتكاثرت الاوصاف والنعوتات,هذا بلطجي ومخزني والاخر مخترق وعميل…و”أنا وحدي المناضل الشريف, جيفارا المدينة ” !!! تم الاختراق وخاف اهل المدينة من ان تصير”الحركة” ستارا يختبئ وراءها بعض ذوي النيات الغير حسنة , ولكن بالمقابل لم يفقدوا الامل بعد في أن في المدينة لا زال بعض الشباب الحسن النية و المخلص لبلده المتطلع للإصلاح و السير نحو أفق أفضل. واستمرارا لهذه الاحداث والمستجدات و للتغيرات الكبيرة التي تشهدها البلاد ( آخرها وليس آخرها مشروع الدستور) لم تخلوا الساحة كذلك من احداث ومشادات بين جمعيات واحزاب واشخاص وماتخلل ذلك من اتهامات وتراشقات أبقت حدة التوتر مفتوحة الى الان وعلى كافة الاحتمالات. و(طبعا) وكما يعلم الكثير منا, ما خفي من كل هذا وذاك…كان اعظم!! كل منا يظن انه وحده الأحق والمالك للحق والحقيقة وغيره خاطئ… نفتح افواهنا أحيانا (فقط) لنعرض عيوب الاخرين … نعيب عليهم كل الامور التي لا نرغب فيها حتى ولو كانت صحيحة… نطالب بحرية الفعل والتعبير ونمارس بالمقابل الاقصاء والتهميش.. ولتأكيد “النظرية”..نبدأ بالاصطياد في الماء العكر, نبحث عن عيوب هذا “الآخر” كسلاح للمواجهة…و”المعركة” ناسين اننا نتقاسمها معه, بل احيانا نكون غارقين في وحلها ووساختها اكثر من هذا “الآخر” نفسه.! وهكذا الأمور تسير لصالح… مدينة الناظور وبإجماع زوارها وساكنيها ، مدينة جميلة جدا, ذات مقومات طبيعة وتاريخية مهمة ، ولكنها لا تستحق نوعية المجالس المنتخبة التي تعاقبت على تسييرها وأنتجت بالتالي هذا التراجع الخطير الذي تعرفه وعلى الكثير من المستويات. ترى الكثير من الزوار والمواطنين يتساءلون و بكثير من الاستياء حول ما إذا كان للمدينة من يقوم على شانها ويعلم بالتالي بتفاصيل الفوضى والتخلف الكبيرالذي تعرفه وتعيشه وعلى مستويات عدة , وأول المستويات,حال الناس فيها, ثم جوانب أخرى منها الطرق والممرات والفضاءات الخضراء والإنارة العمومية و…و. فباستثناء واجهة المدينة البحرية او ما يسمى ( مجازا ) “بالكورنيش ” فجل الاماكن والطرقات مفروشة بالاوساخ و بالحفر والفرق الوحيد بين هذه الاماكن هو ان هذه الحفر والازبال تتفاوت أحجامها وتتباين مواقعها من مكان الى آخر , وان اختلفت بعض الاماكن عن الاخرى فلأن المسالك فيها والطرق تحولت إلى مواقف سيارات… و “دكاكين متحركة” وأماكن للباعة المتجولين غطت على الازبال والحفر, يتناوب على ذلك اطفال وكبار يقضون ساعات النهار تلفح وجوههم أشعة الشمس وتجلدهم رياح الشرقي على أمل الظفر ببعض الدراهم..!! شاكرين في حركاتهم وقيامهم وقعودهم “البوعزيزي التونسي” الذي جعل السلطات العمومية تتخذ وضعية المتفرج عليهم وهم ” يسترزقون” كما على شوارع المدينة وهي تتوسخ وتتشوه ، تنتظر أوامر أخرى من جهات أخرى وهي التي لا تعرف في الاصل سوى أمرين لا ثالث لهما إما “التسيب” التّام بترك هؤلاء الباعة المتجولين يفعلون ما يشاؤون أو “المحاربة” الشاملة , بتشطيب الازقة والشوارع من كل هؤلاء وكسر أغراضهم وإتلاف سلعهم بل وباعتقالهم أحيانا .. غافلة حقيقة وضيفتها والتي من بين ما بُنيت عليها , ضرورة المساهمة في تنظيم مثل هذه الحالات بعيدا عن قطع أرزاق هؤلاء…العباد . يحدث كل هذا ولا من يحرك ساكنا …وإن “تحرك” فلن يعدوا ذلك اكثر من سرد عيوب هؤلاء المسئولين, هذا سكير وذاك مرتشي وآخر بوليسي أو صديق العامل وما شابه ذلك من صفات وألقاب.. أَسواءً كان مْقدما او شيخا أو منتخبا او رئيس بلدية…أو حتى عامل المدينة. وإن تجاوزالامر ذلك, فأقصى ما يصل اليه, ان يتم تأسيس جمعية … تُؤسس اليوم ويستقيل أعضائها في… الغد !!! فمرة أخرى نتسائل :هل كل هذا من محض الصدف دون اي تخطيط وعميق…جدا ؟ مدينة إسفلت…أحزاب كرتون..وأبواب موصدة. بعد كل ما عرفته المدينة من أحداث منها ما أُحدث عمداً ومنها ما أُحدث بفعل فاعل، ومن تغيير شبه كامل لملامحها , بتشريد بعض اهلها ومضايقة البعض الاخر في عيشهم…كما بزحف الاسفلت الذي غطى كل المدينة بحيث تعرف كل سنة توسعا عمرانيا ربما هو الأكبر من نوعه على الصعيد الوطني، نتيجة تدفق رؤوس الأموال ، وتمركز الاستثمارات في قطاع السكن والتعمير. بعد كل هذا وذاك أصبح فيها المسؤولين المحليين المتعاقبين عليها لا ينظرون أبعد من أنفهم . ينتظرون فقط موعد الانتخابات ليتحركوا من جديد كما الاحزاب التي اطلت على المدينة حين سمعت عن مشروع الدستور … أحزاب كنا ظننا أنها اندثرت بعد ان غابت لسنوات وسنوات عن الساحة وعن الانظار , أطلت من جديد لنهب هامش حرية ابناء المدينة ومكتسباتهم بخلط الأوراق بل وبحرقها أحيانا وأمام الملأ ..! بعد كل الفساد البيّن وكل الافساد الذي عشعش في المدينة وحل عليها ..يرويه ويحكيه صغارها وكبارها, في الشوارع والمقاهي والمنتديات وفي كل مكان كل صباح ومساء…بعد كل المذلة والاهانة وهدرالكرامة والاستخفاف والغش .. وبعد ان غابت الحقيقة عن اشياء كثيرة في المدينة بل وكادت ان تغيب معها الهوية و …الانتماء . ! بعد كل هذا وذاك, يأتى اليوم هؤلاء المتسترون بأحزابهم وهم العارفون جيدا بكل تلك المؤامرات الي كانت تُحاك ضد المدينة وأهلها و التى كانوا يباركونها و يؤازرونها حتى قبل ” ترئيسهم” لاستباحة المدينة وخلق الفوضى لتضييع الحق والمستحق فيها … نعم كانوا يعرفون كل شئ وكيف لا وهم كانو من المشاركين في الكارثة ومنذ بداياتها الاولى . بل الخطير في الامر أن الكثير من أهل المدينة كانو أيضا يعرفون بالمؤامرة وحجمها ..! تحويل مشاريع كبرى الى مدن أخرى , آخرها وليس أخرها ما تفيده بعض المصادر الإعلامية الإقتصادية حول إلغاء مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط والذي من المفترض أن ينتقل إلى سواحل الجرف الأصفر هذا المشروع الذي يعتبر من أحد أهم الأقطاب التجارية المطلة على البحر الأبيض المتوسط بعد ميناء طنجة المتوسطي…. ثم أيصا تحويلات الجالية المغربية بالخارج والتي لا تنتفع منها المدينة… هذا إضافة الى مناصب الشغل في المدينة والتي لا ينتفع منها اهلها….وقس على هذا ,الكثير,الكثير. كانو يعلمون حجم التغييرالذى طرأ وضرب بعمل و تضحيات اهل المدينة عرض الحائط, كما بتضحيات وصمود الاباء والاجداد كذلك….منهم من قضى نحبه ورحل ولا يدرى ان أبناءه ومن تركهم من بعده يعيشون مذلة واهانة فى أرض من المفروض انها ارضهم. ومنهم من لا زال حيا يتابع عن كثب حالة ابنائه الذين صرف عليهم دم قلبه ليدرسوا و يتعلمو ليتخرجون ويشتغلون…ينظر اليهم اليوم وهم يجوبون شوارع وأزقة المدينة لا شغل لهم سوى الاحتجاج امام ابواب موصدة في وجوههم ..يراقب كل ما يحدث ويموت الف مرة فى اليوم وهو يرى أبناء المدينة وقد صاروا مكبلين بالصمت رغم ثقل و ضجيج الأمانة ..مصيبتهم الكبرى أنهم يعرفون أجدادهم …..ولا يشبهونهم.! الطابور الخامس الجو لم يعد صحيا في المدينة , تسمم كثيرا . هبت عليه رياح من لا يريد خيرا لا للمدينة ولا لأهلها…رغم وقوف بعض أهل المدينة في وجه السماسرة والمهربين والانتفاعيين وكل من يحمونهم ويتسترون عليهم و في وجه كل من ينهب خيرات المدينة وينتهك خصوصيتها و كرامة أهلها ..ضد كل المسئولين الذين يفرضون الباطل واقعا ويسقونه لاهل المدينة لا لذنب اقترفوه انما لتمسكهم بحقهم في شغل قار ولقمة عيش هنية و باختصار أشد من شديد ب: حياة كريمة في أرضهم وأرض أجدادهم ..! ولكن وللاسف ففى المدينة لايزال طابور خامس يتربص بهم يُشعل الحرائق فى المدينة مستهدفا استنزاف أصوات كل الحناجر الحية , وحتى لو أرادت بعد ذلك أن تنتقد وتصرخ فسيكون صوتها باهتها, خافتا…. كيف لا وهذه الحناجر وضعت كل المسؤولين وكل الاحزاب ومعها كل النخب السياسية والدينية والثقافية والحقوقية في موقف لا تحسد عليه ووضعت مصداقية هؤلاء جميعا….على المحك . شارك -------- أضف تعليقا Click here to cancel reply. الإسم (مطلوب) البريد الإلكتروني (لن ينشر مع التعليق) (مطلوب) الموقع الإلكتروني