المروجون يلجؤون الى خلط الهيروين بمواد أخرى لزيادة أرباحهم المادية الصباح / عبد الحكيم اسباعي عثر أول أمس (الثلاثاء) بالناظور، على جثة شخص داخل غرفة بمنزل مهجور يقع غير بعيد عن مقر المقاطعة الحضرية الرابعة، وسط المدينة، نتيجة تناوله جرعة زائدة من مخدر الهيروين. وحسب معطيات حصلت عليها ” الصباح” من مصدر أمني، فإن الهالك في الثلاثين من العمر، وكان يلقب قيد حياته، ب ‘زايو'، وهو معروف بتنقله وسط المدينة، متشردا يجوب عددا من الشوارع في وضع بئيس للغاية، كما كان نحيف الجسم، ويمشي حافي القدمين، في ظل غياب مراكز لمعالجة مثل هذه الحالات المتفشية بشكل كبير. وسجلت على مدى الشهور الماضية حالات وفاة مماثلة سبق أن أشارت إليها ‘لصباح' في حينها، كما نبهت إلى التزايد الخطير في عدد المدمنين و وقوع حالات وفيات بينهم نتيجة تناولهم جرعات زائدة، غير أن السلطات الامنية غالبا ما كانت ترد بحملات تمشيطية سرعان ما تخفت يقول مصدر متتبع تعليقا على ما وصفه ب سحابة صيف عابرة، وهو ما يقتضي حسبه صياغة خطة امنية دائمة عنوانها الأساسي «محاربة المخدرات القوية» لاسيما أن مثل هذه الإستراتيحية تستلرم من جانب أخر تجاوز ه الخلاف التقليدي بين الدوائر الامنية التي تقع النقط السوداء تحت نفوذها الترابي والمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية حول اختصاص ضبط شبكات ترويج واستهلاك المخدرات القوية، خاصة الهروين. وشهدت المدة الأخيرة زحف المدمنين على الشوارع العامة في الناظور، حيث عمل بعضهم حراسا في مواقف السيارات، وأخرون يتسولون علهم يطفحون ببعض الدراهم لاقتناء جرعاتهم من الهروين ، سيما بعد ارتفاع سعر المخدر الذي انتقل من 20 إلى 50 درهما، كما أعاد أغلب المدمنين انتشارهم في عدد من المواقع الآمنة التي لا تزورها الدوريات الأمنية إلا قليلا، خصوصا ببوعرك و وايكوناف وترقاع إذ تتوفر هذه الأحياء على عدد من المساكن المهجورة التي تتحذ معاقل لممارسة ‘طقوس الإدمان'الجماعية. والتقت ‘الصباح' أحد مدمني الهروين غير بعيد من مقر الشرطة القضائية، حيث كان يتجه صوب المحطة الطرقية القديمة للتسول للحصول على طعام قليل يزود به الذي يعاني أمراضا كثيرة تسببت في إصابته بتشوهات في رجليه ويديه وتقوس ملحوظ في الظهر. نتيجة استهلاكه الهيروين لسنوات، تحول هذا الشاب إلى «آلة متحكم فيها عن بعد»، وليس الماسك بلوحة التحكم في الجهة الأخرى إلا مزوده الدائم بالمخدر الملعون يقول لقد صار يغير نقط بيعه في كل مرة هروبا من أعين البوليس بعد الحملات الأخيرة، لكني أتصل به عبر الهاتف ليحدد لي وجهته ألجديدة لأحصل على ما أريد من هروين، ثم يضيف متأسفا على وضعه « لقد هجرت والدتي حتى لا أسرق متاع المنزل لا أستطيع أن أقلع عن الإدمان مهما حاولت بمفردي«، وقبل أن ينصرف لمهاتفة مزوده، اخرج من جيب سرواله الخلفي حقنة فارقة ملفوفة في ورقة، ثم مد يده إلى داخل معطفه فأخرج حقنة ثانية كانت تتوفر على نصف جرعة احتياطية، إنها بمثابة اسلحة دمار شامل لحياة آلاف من المدمنين عبر تراب إقليمالناظور والمدن المجاورة. حكاية هذا الشاب هي سيناريو يتكرر مع عدد كبير من الشباب في عمر الزهور عبر تراب الإقليم، والخطير في الأمر أن تهديدا إضافيا صار يواجهه هؤلاء، يتعلق بلجوء المروجين إلى خلط الهروين بمواد أخرى لزيادة أرباحهم المادية، فالكليلوغرام قد يخلط بمواد أفرى ليستخرج منه عشرة كيلوغرامات، وبعض هذه المواد تكون قاتلة، مثل خلط الهروين بالزجاج المطحون، وكذا استخدامه من قبل المدمنين عن طريق الحقن أو الشم يكون مصيرهم موت محقق.